أُعلنت في العاصمة الأردنية عمان مساء أمس الأحد 14 شباط 2021 ، وفاة الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوثي عن 77 عاما.
ونعى وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف الأديب الراحل، وقال “برحيل البرغوثي تخسر الثقافة الفلسطينية والعربية علمًا من أعلامها ورمزًا من رموز الإبداع والكفاح الثقافي الوطني الفلسطيني”.
وأضاف أبو سيف أن البرغوثي “من المبدعين الذين كرسوا كتاباتهم وإبداعاتهم دفاعاً عن القضية الفلسطينية وعن حكاية ونضال شعبنا وعن القدس عاصمة الوجود الفلسطيني، حيث ستخلد أفعاله الشعرية والنثرية حكاية الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني والفكر الإنساني”.
ونعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر البرغوثي، وقال إنها “خسارة كبيرة، ومؤلمة للمشهد الثقافي العربي عامة، وللثقافة الوطنية خاصة”، وأضاف أنه “من القامات المؤثرة التي سيصعب تعويضها”.
ولد مريد البرغوثي في قرية دير غسانة القريبة من مدينة رام الله بفلسطين في الثامن من يوليو/تموز 1944، وتلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية، وفي عام 1963 سافر إلى مصر للالتحاق بجامعة القاهرة، التي درس فيها اللغة الإنجليزية، وتخرّج عام 1967.
ولم يتمكن البرغوثي من العودة إلى فلسطين إلا بعد 30 عاما من ذلك، حيث كتب إثر ذلك روايته الشهيرة “رأيتُ رام الله”، التي قال فيها “لا غائب يعود كاملاً، لا شيء يُستعاد كما هو”.
وحصلت هذه الرواية على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي عام 1997. وتناولت سيرة البرغوثي الذاتية التي مثلت رحلة العودة إلى وطنه بعد 30 عامًا من الغربة. وترجمت الكاتبة المصرية أهداف سويف “رأيت رام الله” إلى اللغة الإنجليزية.
في عام 2009، صدرت لمريد البرغوثي رواية ” وُلدت هناك، ولدت هنا” التي اعتبرت امتدادا لروايته الأولى عن زيارته لفلسطين، وفيها يصف رحلة عودته مع ابنه الوحيد إلى موطنه الأم. وترجمت هذه أيضا إلى الإنجليزية عام 2012.
وإلى جانب أعماله النثرية، صدرت للبرغوثي 12 مجموعة شعرية منها: “الطوفان وإعادة التكوين” عام 1972، و”فلسطيني في الشمس” عام 1974، و”نشيد للفقر المسلح” عام 1976، و”سعيد القروي وحلوة النبع” عام 1978، و”الأرض تنشر أسرارها” عام 1987، و”قصائد الرصيف” عام 1980، و”طال الشتات” عام 1987، و”عندما نلتقي” عام 1990، و”رنة الإبرة” 1993، و”منطق الكائنات” عام 1996، و”منتصف الليل” عام 2005.
وحصل البرغوثي على “جائزة فلسطين في الشعر” عام 2000.
في أواخر الستينيات، تعرّف البرغوثي إلى الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، واستمرت صداقتهما العميقة بعد ذلك حتى استشهاد العلي في لندن عام 1987، وقد كتب عن شجاعة ناجي وعن استشهاده بإسهاب في كتابه “رأيت رام الله”، ورثاه شعرا بعد زيارة قبره قرب لندن بقصيدة أخذ عنوانها من إحدى رسومات ناجي “أكله الذئب”.
شارك مريد البرغوثي في عدد كبير من اللقاءات الشعرية ومعارض الكتاب الكبرى في العالم، وقدّم محاضرات عن الشعر الفلسطيني والعربي في جامعات القاهرة وفاس وأكسفورد ومانشستر وأوسلو ومدريد وغيرها، وتم اختياره رئيسا للجنة التحكيم لجائزة الرواية العربية عام 2015.
وكان الراحل احتفى بصدور ديوانه الشعري “مملكتي من هذا العالم” باللغة الإسبانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
والبرغوثي هو زوج الأديبة المصرية الراحلة رضوى عاشور التي توفيت في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وكانا تعرفا على درج جامعة القاهرة، كما كتبت.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )