سمير عدنان المطرود
ريحٌ مطحونة … صوت الله في قلبي , والليل المعطّر بحزني, يُرخي عليّ ستائر الوقتِ المحمّلِ بكل صنف من الحياة عتيق ..
يا اللهُ ؛ أنت الربُّ …
وفيكَ أزرعُ ملاعب شغفي إليك طفلاً .. إنّي منكِ يا بلاد …
وهذي جراحي في كل وجوه هذا العالم المتخامل حدَّ انتباجِ الزغاريد … هذا الضحك لا تطيق ..
يا الله ؛ أنت الربُّ ..
وقلتُ لهم , لماذا أنا تسرقني صفارات إنذار الحياة إلى بوابات الضباب ؛ في القلب غصة … وفي القبر عصة … وحياتنا قصة …
وكان والدي يغتسل بضحكتي , وآنا آخذُ من يديه قطرة حبٍّ , أرضعتنها أميّ , ذات دموعٍ كانت سيلاً من حريق …
يا الله ؛ أنت الربُّ ..
وعلى كل ناصيةٍ شكرتُ نعماءك عليَّ وعلى والديَّ، وعلى رفاقي بالصفِّ الذين لم ألتقيهم بعد… حين أضعت الطريق .. يا رفيق
يا الله ؛ أنت الربُّ ..
وكانت ضمّة أمي حديقةً من غاردينيا , لم أتلذذ بعدُ بطيب عبيرها … وصار العبير حريقا بعد هذا الحريق
يا الله ؛ أنت الربّ ..
وأنا أتمايلُ على وجع العباد , صرنا كلنا دقيقا .. نتحرك كالرقيق .. أهرول إليهم .. وهم
يهرولون إليكَ , بعدد ذراتِ الغبار , حين انشقت من رحيق الوقت وصارت من الدماء عقيقا .. يشمئز من العقيق
يصرخون يا الله .. يا الله ..
في الليل المعطّر بحزني ؛ كان صوتك في قلبي، وأنا أتناول قلما وورقة لأرسم كل هذا الأثير ؛ حتى انتحبَ الضوءُ عليَّ … ينزف سلالما تصعد بنا فوق البريق …
آهٍ … لو كان الذين مثلي حاضرين هنا , وأنا أقيسُ بُعدَ البيت عن أول بوابات للفرح …
كانوا حينها يبكون … البارحة , لم تكتمل رضعةُ حليبك … يا ملائكة الطريق
ولم ترتوِ رئتاي من عبير صدرك المملوء نشيجاً، وأدعية، وصفاراتٍ في البحر تنتظر ابتسامةً تأتي من هناك.
البارحة كان ضوء الشمعة ينزفُ كل اعتلالِ القمر السابح خلف الشمس؛ يئنّانِ في الموعد الحزين… يتخاصمان فينا كتوأم شقيق
يا قُدْرةَ الصوتِ تأدّبي … الله هو الربُّ.
فلماذا ترعبينني عند كل مشوارٍ إلى باحة المدرسة، لأشتري قطعا من فرح لم يجئ… وكيف يجيء الفرح من غريق
يا ريح كفى تكونين نحن… إننا نمضي إلى وجع الطريق بلا طريق