أنا اليوم في أبهى وجهٍ للاِبتسامة؛
فتحتُ ياقتي و تجرّدتُ للصّحراء بصياحٍ بلا صدى.
لقد أصبحتُ عارياً من الغضب، بعدما خلعتُني منّي…
لن آكُلني بعد الآن، فأنا ما عُدت الأنا !!
لرُبّما عَقَفتْ الحياة عنّي بوز السّعادة !!
لكن ملّكتني قلباً من نور، لا يسري فيه دمي اللّزج…
سأخرجُ فَرِحاً من الكوثر بعدما تُغسّلني أكفانُ الشّجن !!
ويكأنّما سأموت و بلا حسابٍ أدخُل الفِردوس.
أستبيحُكِ حُلماً؛
راودتني جنيّة حوريّة !!
أ وهل رأيتُم حوريّةً تطير؟
لقد كانت نوراً بأجنحةٍ لؤلؤيّة، و أنا الفرقدان !!!
اِصطَكَّت العوالم و تلاشت الأكوان…
تخترقُني سهامُ المُذنّبات فَتُحْقِنُ وريدي يرقات من ضوء !!
سينبُت من أيسرِ صدري ثقوباً بيضاء…
تلكُمُ حُلمتا قلبي !!
تنبعِثُ من فوّهته قناديلاً من حنانٍ
بهيئةِ كائناتٍ نورديّة من الفانتازيا !!
سأختفي…
تَلُوكَني العصافير فَتُحوّلني لتغاريدٍ مُزغرِدة
في فمِ شجرةٍ غانية لأكون حفيفاً مُغرياً للسّناجب !!
كم تمنّيتُ أن أكون غذاءاً لملكةِ النّحل !
ذات سفرٍ رأيتُ امرأة جبليّة تحمِلُ جرّة خزفيّة…
العسلُ ممزوجٌ برائحة نعناعِ فستانها الغجريّ !
تصطفُّ الفرّاشات على رنينِ خلخالها المُغنّي…
و أنا الشّرقي !!
كيف لا أرقُص و أُغنّي؟
و الطبيعةُ تُغازلني…
ترسُم لي عشيقةً من مطر !!
كأنّما الفلكُ باسمي…
لذا أنا اليومُ في أبهى وجهٍ للسّعادة،
حتّى و إن كانت أضغاثُ رؤيا حين وهم.
أحمد
نجم الدين – العراق
——————————
ألم قڵم