من أنت ……هل تعرف؟ من أنا…الظل أو الصورة التي أراها على المرآة ….ذكرى ذلك الطفل الذي يلعب هناك في البرية، أما الطالب الذي يحاور معلمه بذكاء ..أما ذلك الفتى الذي يطارد بنظراته تلك الشقراء وقلبه يتسارع ويكاد يخرج من صدره عندما يتحدث اليها …هل هو أنت ذلك الشاب الذي يحاول فك شيفرة تلك اللغة الغربية على الجانب الاخر من الارض.. ويحلها. يخرج في كل يوم ،ويدخل في نفق يسمى المترو ويشم رائحة العطر حتى التَثَمُّل وهو في طريقة الى الجامعة …هل أنت هو…أما ذلك الاستاذ المحاضر …ولكن إذا كنت هو ..ـأنت! فلماذا يتغير الظل وانعكاس الصورة على المرآة؟ ولماذا ترى الاشياء من حولك فقط؟ لماذا لا تنظر الى داخلك ..في العمق هناك؟ولكن كيف؟ هل تدرك لماذا لا تثير الاشياء من حولك الدهشة … لقد تغيرت، لقد أصبحت حركتك متثاقلة ولكن فكرك أعمق، ومازالت الاسئلة ذاتها تقض مضجعك من أنت، من أنا؟
أنا يا صديقي صورتك التي تراها، وعواطفك التي تحركك وفكرك الذي يضيئ لنا الطريق …أنا النظرة التي طارت الشقراء، والنبض الذي حرّك قلبك، أنا أنت في الحلم وفي..وخلف ستار الجسد. هل تتذكر تلك الاشارات والاحلام؟ أنا الحلم والالم والطريق الصعب …أنا الفرح بالنجاح، أنا الدرس الذي يجب أن تتعلمه …هل هناك فرق بيننا؟
أنتظر قليلاً، أكمل الدرس ..لا بأس أن تفرح مع زهرتك بالاشياء الجميلة التي حصلت عليها…ولكن تلك هي النتيجة. هي المكافأة .فمع كل درس تتعلمه مكافأة، ومع كل درس أو تجربة تفشل بها ألم وعقاب ..لكنه ليس عقاباً أنها إشارة . لكي تتعلم الدرس.
أنت الصورة والظل، أنت جوهر من فيض يبحث عن مسار للعودة من حيث أتى …أنت لاترى إلا ما تخفق الحواس في أدراكه ..أغمض عينيك كي ترى. وعندها تتلاشى الدهشة تجد الدرب، الساقية، النبع ..المَنْبَعُ . أعرف نفسك تعرف كل شيء تريده، وتعرف أنك الدرب والساقية .