عَجبْتُ لِنَاثرٍ سَمَّوْهُ (شاعِرْ)
وليْسَ لهُ مع الأشْعارِ خاطِرْ
وإنْ وصفوهُ قيلَ أميرُ حرْفٍ
قد ارتجّتْ بما يلقـي المنابـرْ!
تشجّعُـهُ بيوتُ الشّعْرِ حتّى
يُزاحمَ مَعْشَرَ الشّعَرَا الأكابرْ
ويُدْعـى للمحافـلِ في اختيالٍ
ويرخي في منابرهـا الظفائرْ
وصارَ من النّجومِ بلا ضيـاءٍ
له في كلِّ معترَكٍ نوادرْ
وليس يُلامُ أنْ أعلى جباهًا
ولكنَّ الملامَ هُوَ المغامرْ
سيذكرهُ الزّمـانُ حليفَ سُوءٍ
أعانَ الأدعياءَ على التخابُرْ
وصار الشّعْرُ مرْهُونًا بحُسْنٍٍ
مع المسحوقِ في شدِّ الخواصرْ!
وَخُصّصَ للعيُونِ الخضْرِ حتّى
غَدَتْ كلُّ الْحسانِ مِنَ الشّواعرْ !
ويا ليْتَ الدعيَّ لـهُ قريضٌ
ولَوْ بيْنَ الفحول به يُناظرْ
لعَمْرِي ما قرأتُ له قريضًا
سَوِيَّ الوَزْنِ مُكْتَمِلَ المَشَاعِرْ
فتحسبُ ما يقولُ ثغاءَ تيْسٍ
يردّدُ ما تردّدُهُ الحظائرْ!
فلا هُوَ في القريضِ شبيهُ شعْرٍ
ولا هُوَ ناصعٌ فوقَ الدّفاترْ !
كلامٌ دُوَن مَعْنًى يدَّعيــــهِ
ركيكُ اللفْظِ مفروقُ الأواصِرْ
وأعجبُ أنْ يكون لـهُ رُوَاةٌ
وأنْ يُعْنَـى به في القوِْمِ ناشِرْ
وأعجبُ أنْ ينالَ به الْعطايـا
ويُمْدحُـهُ من النقّادِ عاشِرْ
وأعْجبُ أنْ يكونَ له سفيرًا
يُمَثّلُ بالذي يلقي الجزائرْ !
كأنَّ الأرْضَ بالشّعراءِ شحَّتْ
وهلْ هيَ بالفحولِ اليَوْمَ عاقرْ ؟؟
هي الأيّامُ مَنْ تعلي وتدنـي
ولا يغني بهـا حسنُ المظاهرْ
سيبْقـى الشّعْرُ نبراسًا بهيًّا
يضيءُ الدّربَ أوْ يهدي البصائرْ
وليْسَ تكلّفًا يلقى بسُوقٍ
بلا معنـى لهُ بادٍ وَضامرْ
قصيد ” الناثر ” للشاعر الجزائري الحسن الواحدي