هل للسعودية ، وقطر ، والإمارات ، مصلـحة في تدمير ليبيا ، وسورية ، واليمن ؟
ولمصـلحة من هذا التدمير الرهيب ، وما انعكـاساته علـى تلك المـمالك مستقبلاً ؟
لولا الانتصار السوري ، لأصبـح حصـن خــيبر ، مركزاً صهيـونياً لقـيادة المنطقة
المحامي محمد محسن
قاعدة انسانية بسيطة تقول :
[ عندما تقتل أخاك ، يستفرد بك العدو ، وتخسر أخاك ]
ولكن المحزن أن الملوك والأمراء لا يعلمون : أن تدمير سورية وتمزيقها وكذلك اليمن ، هو تمهيد لتمزيق تلك الممالك بل وتفتيتها قبائلاً ، وعشائراً ، ولكن عذرهم أنهم ليسوا أصحاب قرار ، فهم عمال يحرسون النفط ، مقابل راتب ملكي .
مهما كان الخلاف بين الدول التي دُمِرَتْ من أشقائها ، وبين الدول التي دَمَّرَتْ شقيقاتها ، يبقى خلاف سياسي ، يمكن حله بالحوار ، ومن خلال التعالي عن الصغائر .
ولكن بريطانيا ومن بعدها أمريكا حولا الخلاف ، إلى صراع مذهبي قاتل ، وقسموا البلاد والعباد إلى أحلاف ، شرقية وغربية ، وقالوا لوكلائهم في المنطقة من ملوك ورؤساء ، عليكم قتل وتدمير كل من لا يسير تحت وصايتنا ، ويخدم مصالحنا ، فلعب الملوك والرؤساء العملاء ، هذا الدور بكل فعالية واتقان ، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه ، من عداء ، وتخلف .
وما هذه الحرب التي كانت أمريكا تثق أنها الأخيرة ، والتي كان لملوك الخليج دور أساسي فيها ، مالاً ورجالاً ، والتي كانت ستؤدي إلى تفتت البلدان ، وقتل الشعوب ، عندها يستقر الحال لإسرائيل ، وأمريكا ، ويتحول فيها الملوك والأمراء ، من ملوك أجراء ، إلى (كركوزات) ، للتندر والسخرية ، في شوارع تل أبيب ، (ومجنون من الملوك والأمراء والعملاء من يعتقد غير ذلك) لأنهم (غوييم) .
فلو أنفقت الدول المُدَمِّرَة (بكسر الميم) 1% من النفقات الحربية ، التي دمرت بها شقيقاتها ، على مساعدة تلك الشقيقات المُدَمَّرات ( بفتح الميم) ، لتحسين اقتصادها ، لكانت شعوب تلك الدول المنكوبة ، لا تعترف بالجميل فحسب ، بل تدين بالوفاء لتلك الدول مدى التاريخ ، وتكون على استعداد لحل جميع الخلافات ، ان كان هناك من خلافات بين الدولتين بكل يسر وسهولة .
[ ما كسبته الدول المُدَمِرَةُ ، من انفاقها مئات المليارات من الدولارات ، وتجنيد عشرات الآلاف من المرتزقة الارهابيين ، في حروب الموت والدمار العبثية ، ضد شقيقاتها العربيات ؟ ]
لم تكسب في أي مجال من مجالات الحياة ، بل خسرت في جميع مجالات الحياة ، وأهم خسرانها :
المال الكثير الذي أنفق على الموت ، والدمار ، والتهجير ، للشعوب الشقيقة ، والمتلاصقة جغرافياً ، وكان هذا المال الكثير ، يمكن أن يصرف على رفاه وتقدم شعوب الخليج ذاتها ، أو تقديمه كعون للدول المنكوبة الفقيرة ، والتعاضد معها على صروف الدهر ، والتعاون في رد العدوان ، عندها يسود التوادد ، والتعاون بين الشعوب الشقيقة .
……………ولكن العمالة أعمت عيون الملوك العملاء ……………..
…..[ العداء الذي زرعه أولئك الملوك بين الشعوب الشقيقة ]
(لا تتحمل شعوب الخليج أية مسؤولية في ما حدث) ، بل هي شعوب مقهورة ، مغيبة ، وهي شعوب مضطهدة قروناً ، فلا دور لها في أمور بلادها ، فالملوك يفكرون عنها ، ويرسمون سبل عيشها ، والملوك بدورهم لا دور لهم ، لأنهم منفذون مرغمون ، لأوامر المندوب السامي الأمريكي ( السفير) .
هذه الحروب العبثية ، لم يكن حتى للملوك ذاتهم أية مصلحة فيها ، مع أنهم سيتحملون أوزارها تاريخياً ، أمام الشعوب التي قتل أبناؤها ، ودمرت بلدانها .
كما لم يكن لها أية مبررات سياسية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية محلية ، بل كانت خدمة لأمريكا ، واسرائيل ، التي تنتظر تمزيق سورية ، وتفتيتها ، وتمزيق وتفتيت العراق ، وغيرهما ، ومن ثم تجلس على رأس التلة ، تتحكم بمصائر تلك الكانتونات .
أما السعودية فلن تكون هناك سعودية ، ولا إمارات ، بل قبائل متناحرة ، تدار من داخل حصن خيبر ، الذي سيعاد بناؤه ، ليكون مركز القيادة الصهيونية ، التي تتحكم بالنفط وماله ، وتحرك الصراعات بين تلك القبائل .
[ ثروة نفطية هائلة تصرف لقتل الأشقاء ، خدمة لأمريكا ، وإسرائيل ]
مما تقدم كنا نقول ولا زلنا نقول أن الانتصار في العراق ، وسورية ، واليمن ، سيكون لمصلحة شعوب الخليج ذاتها ، كما سينقذ الملوك والأمراء ، من لعب دور الكركوزات في شوارع تل أبيب .