المنطــق أن نقــارن واقعــنا المــرير الآن ، بواقـع المــــــوات لو ربح الأعداء حربهم
لا تفسحوا في المجال ، للطابور الخامس ، ولا للعملاء ، امتصـاص صمـودكم المذهل
فالشعب الذي صمد عشر سنوات من الموت ، والدمار ، والتهجير ، لـن يهـزمه الجوع
بقلم المحامي محمد محسن
لا تفسحوا في المجال للعملاء ، ولا للطابور الخامس المنتظر على الباب ، أن يستغلا نتيجة الحصار اللاإنساني الظالم ، ومفاعيل حرب الموت ، والتدمير ، التي أدت إلى الحالة الاقتصادية الصعبة ، التي يمر فيها شعبنا الصامد ، ليوهنا عزيمتكم .
ولا تنسوا سرقة نفطنا ، وقمحنا ، وخيرات الجزيرة السورية ، من قبل قوى العدوان ، أمريكا ، و(قسد) ، وتركيا ، التي أوصلت حالنا إلى ما هو عليه الآن ، فضلاً عن الحصار ، وتوقف عجلة الاقتصاد .
كما علينا أن نعترف أن الواقع الصعب الذي وصلنا إليه ، لم يكن ليحدث لولا هذه الحروب الاقتصادية ، والعسكرية ، التي لامثيل لهما في التاريخ ، ألم تكن سورية قبلهما ، بخير بشكل عام ، وبحد أدنى من المتاعب الاقتصادية ؟؟ .
وفي ذات المعرض لا يمكن أن نتجاوز ، حالة الفساد المستشري ، التي كانت قبل الحرب ، وزادت عشرات المرات بعدها ، حتى تكونت فئة (مافيوية) من أثرياء الحرب ، استغلت الواقع أسوأ استغلال ، بدون رادع وطني أو أخلاقي ، وأخذت من ظروف الدولة الصعبة مدخلاً للنهب ، والاستغلال ، مما أوصل الواقع الاجتماعي ــ الاقتصادي ، إلى ما وصل إليه .
وعلينا أن لا ننسى مفاعيل الطابور الخامس ، الذي يعيش بيننا ، والذي يوسوس في صدور المتعبين ، فيزيدهم تعباً ويحاول بث روح الهزيمة في نفوسهم ، مستغلاً ظروفهم المادية السيئة ، فيأخذهم إلى مواقع اليأس ، والخوف من المستقبل ، محاولاً امتصاص طاقاتهم .
ألا يكفي الوطن المتعب مئات الآلاف من المحطات الإعلامية ، التي تفح كل يوم ، وتملأ الفضاء بالتلفيق ، والكذب ، والافتراء ، مع قطعان من العملاء المعارضين ، الذي ينصبُّ همهم على متابعة الحرب النفسية ، التي توهن عزيمة المواطن ، والذين وصل بهم الحقد إلى المطالبة بزيادة الحصار .
ويدعم هذه الحرب النفسية هذه ، عشرات الأجهزة الاستخبارية العالمية ، التي تعمل على زعزعة الثقة بالدولة ، من خلال فبركة الأحداث ، وتجنيد العملاء في الداخل والخارج ، للتآمر وخلق الفتن ، وامتصاص مفاعيل الانتصارات التاريخية الهائلة التي تحققت .
أما العدو (الاسرائيلي) الرابض على التخوم ، الذي يستغل الواقع المتعب ويقصف حيث يشاء ، ويحرك المتصهينين في ريف درعا ، لمشاغلة الجيش ، وقتل جنوده ، والدولة ترى أن :
لا وقت الآن للمواجهة ، التي ستكون قادمة ، ومزلزلة للكيان وهو يدرك ذلك ، لكن هناك أولويات .
يبقى الاسلام الأصولي السلفي الارهابي ، المدعوم أمريكياً ، وأوروبياً ، لا يزال مستمراً في عملياته العسكرية ، الوحشية ، في إدلب ، وفي أطراف الجزيرة ، والذي يحمل الفقه القاتل المتوحش ، والممول ( مع بالغ الأسف) من المال النفطي الخليجي ، مال (الأشقاء) الذين ليس لهم من أمرهم شيئاً ، يؤمرون من أعدائنا فينفذون .
من كل ما تقدم نقول للمواطن العربي السوري :
أنت لم تنتصر لسورية وحدها ، بل انتصرت لكل الشعوب العربية والعالمية المظلومة ، فهزيمة سورية ( المستحيل ) يعني بكل دقة :
[ لا فلسطين ، ولا أردن ، ولبنان مزرعة للصهاينة ، والخليج قبائل ، وبطون ] , وتتسيد اسرائيل على المنطقة .
وما قوافل الشهداء التي قدمها شعبنا ، والمعاناة المريرة ، من الموت ، والتمير ، والتهجير ، والتجويع ، إلا ثمناً للحرية القادمة ، والتي لاريب في تحققها ، فالشعب الذي صمد أمام الموت ، لن يهزمه الجوع .
……….[ كل هذه الظروف أضعها أمام مجتمعنا ، المتعب اقتصادياً ، ونفسياً ، على أمل : ] ……….
……….[ أن يجري كل مواطن عاقل ، حواراً ذاتياً بينه وبين نفسه ، يناقش فيها كل هذه الويلات التي لا تزال تهدد وطننا وجودياً ، ومن ثم يوازن ، بين واقعه الصعب جداً الاقتصادي ــ النفسي ، الآن ، وبين ما كانت تخبئ له الحروب ، التي كانت تهدف إلغاء سورية من الجغرافيا ، وتفتيتها ، وقتل شعبنا وليس تجويعه فقط ، وسبي نسائنا ، وإلغاء وجودنا كأمة ] ……….