مـاذا قالـت الاتــفاقية الصيــنية ــ الإيــرانية لأمــريكا ، وما هو الــرد الأمريكي المنتظر
هذه الاتفاقية البكر ، على ماذا تؤشر ، وما هي انعكاساتها على ممالك الخليج و(اسرائيل)
هـل ستشـكل بدايـة انــزياحات ، وانتقــالات ، لـدول المنــطقة من معـسكر إلـى معســكر
بقلم المحامي محمد محسن ــ( 2 ) ــــ
هل وصل الدرس إلى ملوك الخليج ؟ وهل يمكنهم أن يستوعبوا الدرس ؟، وهل تسمح لهم السفارات الأمريكية بالتفكير ، نحن سنصرخ في آذانهم ، رغم أن في آذانهم وقر ، قائلين :
لقد ( رحتم فرق عمله ) ، وستباعون بثمن بخث ، فهذه هي أمريكا البراغماتية التي تبيع عملاءها عند المفترق الأول ، وعليكم أن تعرفوا أن مصلحة أمريكا مع مهادنة إيران .
لأن أمريكا أقوى دولة في العالم ستأتي مرغمة ، إلى الاتفاقية النووية ، لاحباً بإيران بل خوفاً من إيران ، ومن امتلاك أيران للقنبلة الذرية ، التي أثبتت بالبرهان أنها قادرة على صنعها ، عندها ستزيح أمريكا كل عقوباتها عن إيران ، وستفتح أبواب الديبلوماسية معها .
وإيران ليست مثلكم لا رأي لها ولا لون ؟ ، فهي لا تبيع مواقفها لكل عابر ، بل ستبقى إيران المقاومة ، المتجهة شرقاً ، والتي أنجبت قاسم سليماني المقاوم الأسطوري ، ودعمت المقاومة في لبنان ، التي انتصرت على اسرائيل ، والتي تهدد الوجود الصهيوني لوحدها ، في الوقت الذي زحفتم ، وتزحفون فيه ( يا للعار) للتحالف مع ( اسرائيل) التي ذبحت أهلنا في فلسطين ، إيران هذه هي التي دفعت وستدفع مالاً ورجالاً من أجل فلسطين العربية .
عندها ستتآكل قيمتكم الوظيفية ، وسيضمحل دوركم ، لدى امريكا ــ أوروبا , وبالتالي ستضعف الحماية الأمريكية لكم ، بنفس سوية ضمور أدواركم الوظيفية التخريبية في المنطقة ، التي كنتم تنهضون بها كما تؤمرون ، مالاً ، ورجالاً ، كما وكان آخرها ما ساهمتم به بمنتهى الفعالية ، بقتل الشعب العربي في سورية ، واليمن ، وليبيا ، الشعب الذي كنتم تدعون بأنه ( الشعب الشقيق ) .
أما اسرائيل التي تشدون أذركم بها ، وتتخادمون معها ، فهي تعيش رعباً وجودياً ، فلا يغرنكم ( تهديدات نتن ياهو الجوفاء ، وطائراته ، وصواريخه) ، فعشرة من صواريخ ( المقاومة ) الدقيقة ، على المنشآت الحيوية على اسرائيل ، سيفر ربع سكانها إلى مواطنهم الأصلية ، كما هي حال دولة ( الشركات ) الامارات ، فكيف إذا نزل على اسرائيل آلاف الصواريخ ، من الجهات الأربع .
علــــــى مـــــــاذا تنبــــــئونا هـــــــــذه الاتفــــــــاقية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي اتفاقية استراتيجية ، تاريخية بكل المعايير ، سَتُحدِثُ انعطافاً حضارياً ، سيمتد أثره لأجيال ، ويمكن أن أؤكد بكل ثقة ، ستضع حداً لأول مرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، للتغول الأمريكي ــ الأوروبي ، في قتل شعوب العالم ، ( من أراد أن يصدق ، ومن أراد أن يكفر ) هذا رأيي .
فمن يتابع الديبلوماسية الصينية اللينة عبر عقود ، يتفاجأ بحالة التحدي ، التي عبرت عنها هذه الاتفاقية مع الدولة الأكثر عداءً لأمريكا ، أليس لهذا من دلالات ؟؟ ، منها أن الصين نزلت إلى ساحة التحدي .
هذه الاتفاقية لم تأت منبتة عن الواقع ، بل هي نتاج مخاضه المديد ، والمرير ، في المنطقة ، وغيرها ، التي قادته أمريكا بكل توحش .
فذات الضرورة الموضوعية التي استدعت الاتفاقية ، هي ذاتها تتطلب استكمال كل لواحقها ، ومتمماتها ، وعلى رأسها انجاز المعسكر المشرقي ، الذي سيضم حتماً روسيا ، وسورية ، والعراق وغيرها ، وستكون سورية بوابته إلى البحر الأبيض المتوسط .
ألا يكفي ( النيولبرالية الأمريكية ) ما فعلته في العالم ؟؟ ، من بحار من الدماء ، وتلال من الدمار والآلام ، والتي تتلازم بنيتها مع الحروب كالتوأمة ، فلا تعيش إلا بها ، ولا تكدس الثروات إلا من خلالها ، ؟؟
من هنا على كل عاقل موضوعي ، أن ينظر إلى الأهمية الاستراتيجية ، التاريخية لهذه الاتفاقية ، التي تبشر بعالم ثنائي القطبية ، وهذا ما تستدعيه حالات التوازن الحضاري ــ الإنساني ، بدلاً من التفرد الأمريكي ( كذئب في حظيرة ) ،الذي كاد أن يودي بحضارة البشرية .
[ ماذا قال مؤسس أمريكا ( جورج واشنطن ) : المستوطنون المتوحشون وكذلك الذئاب كلاهما طرائد للصيد ]
هذه صورة الغرب القاتل ، عدونا التاريخي ، الذي استعمرنا ، وتبنى الاسلام القاتل بدلاً من الاسلام المعتدل ، ووضع اسرائيل خنجراً في خاصرتنا ، وهو يقتلنا اليوم ، لذلك نحن مع الشرق الصاعد .