لم نعد نستغرب كثير من الظواهر والتي كانت تأخذ استغراب وضجيج و صدى كبير وتخيف المسؤول عن قطاعها الوظيفي فمن المؤكد تكرار الحالة و عدم السعي الجدي لعلاجها من اجل التعافي منها و عدم تكرارها تصبح في عداد اللامبالاة و الاعتياد عند الاغلبية فكم كان من الصعوبة والاستغراب الانتظار عدة أيام للحصول على البنزين و عدة ساعات للحصول على الخبز ولكنها اصبحت عادية المهم الحصول والباقي سهل وكم كان صعبا ان يتجاوز بعض ذوي النفوذ المالي و فوق القانون الدور لمن انتظر ايام وساعات حسب المادة و كم كان المسؤول يدافع و يهدد و يرعد ولكنه اصبح عاديا فكيف لا و منظومة الاستفادة تزداد ومن جلب امواله بلا كد وتعب فلا ضير لديه ان يبخشش عشرات الآلاف لكي يتمايز و أي اخلاقية لاصحاب المنشأة تمنعه من فرض الدور إذ كان من ينظم و يراقب ويتابع متغاض و مسرور و فرح بمن جاء طالبا التمايز وبأي وسيلة في وقت سطوة البخشيش اقوى من اي سطوة أخرى..
من المؤكد عامة المواطنين والوطن واغلب المؤسسات لا تسر لهكذا ظواهر ومظاهر يلتقطها الإعلام المغرض واصحاب القلوب السوداء على عكس من اعتاد استثمار كل شيء حتى جرح الوطن وهم دكاترة واصحاب خبرة في تكديس الاموال ولو على حساب تجريح و إدماء الوطن والمواطن هؤلاء الذين يتقاطعوا مع من غير اللعب من الخطة الف للإرهاب العسكري للخطة باء و التي تزاوج بها جميع انواع الارهاب الاقتصادي والاعلامي و العسكري والفكري والسياسي و إجتمعت جميع الالوان لتصبح سوداوية الماضي لتسويد الحاضر و المستقبل مع إحترامنا للون الاسود وهو لون الملوك ولون إجلال وإحترام الموت ولكنه يختلف عن الاسود لمن هو لون المال المكتنز ولون الفكر المحروق ولون الأخلاق المنعدمة المتوارثة ولون القلوب الحاقدة ولون الوطنية المفقودة..
ولن يطول هذا الاسوداد ولا هذه الظواهر مهمها حاول الفاسدون المفسدون ومهما تفاءل ادوات الارهاب والحصار والخنق الاقتصادي دعاة الإنسان وحقوقه والديمقراطية وهم فاقدوها ومواجهوا الفساد وهم من أجداده وأباءه وأولاده الفساد الذي عولمته الامبريالية و استنسخته لاغلب البلدان ليكون جسرا لتنفيذ مخططاتهم و ليصبح شبك عنكبوت كلما حاولت تفكيكه تشربك و تعقد.
ظواهر ومظاهر تكرثت في رفع الأسعار بعد وقبل كل مضاربة على الدولار و لو هبط تظل محلقة و بابتسامات ظاهرة لمن ملء الحقد قلبه و غلب الليرة على وطنه ماهري التنظير ولو اختلفت الخنادق ولكنهم في الظلمانية اخوة و في قلة الوطنية شركاء.
ظواهر اعتيادية تصريحات ابعد ما تكون عن الواقع واغلبها يستغبي السامع والناظر وابعد ما تكون عن تصديق المواطن .
اللعب بالوقت الضائع هي حال هؤلاء مكرسي هذه الظواهر لأن تحاوزها قرب ولم يعد بالبعيد و عندما تتحول قذارتهم للجهار فمؤكد لن يطول بزوغ الفجر و سطوع شمس النهار.
لم ولن تكون الاعتيادية استسلام ولكنها وعي و تحمل واعتياد من نوع آخر.
سوف تحرك هذه الكلمات بعض المنظرين والمنافقين ولكنها ستمر وكيف لا وطالما امتهن البعض التضليل فكم من صفحات وشاشات ووريقات امتلأت باستغبائنا وطرح حلول اكاديمية اقتصادية عندما جفف صراخنا قوة الصوت بأن ما نراه مضاربات ارهابية وليست اقتصادية المنشأ عن الليرة السورية نتكلم سواء بالداخل او الخارج او التعريب والذي ازداد بسرطانية ..
وكم من ركض ولهاث ووو ضبوط وعقوبات آنية خجلة كلما ارتفعت الاصوات وطالبت ببدائل ومنها لجان مشتركة محلية اهلية عسكرية لفرض الاسعار ومواجهة المحتكرين وعموم التجار..
وكم من مسارعة وتسارع كلما نطق الجمع الشعبي نتمنى ونريد ان نعرف مهمة الوزارة التي انشئت لحماية المستهلك وآلية حمايته و صلاحيتها..
ومدى قدرتها على تجفيف ظواهر سرطانية وسوق سوداء علنية..
وهل ستكون مواجهة هذه الظواهر إعتيادية أم حالات لتسكير الافواه والعيون.
د. سنان علي ديب