توفي الشاعر والروائي الفرنسي برنار نويل الأربعاء 14 أبريل 2021 عن عمر يناهز 90 عاماً على ما أعلنت دار «بي أو إل» للنشر التي تتولى إصدار أعمال الكاتب الذي يملك في رصيده مجموعة وفيرة من المؤلفات في الفن والسياسة.
وأعربت «بي أو إل» عبر تويتر عن حزنها لإعلان وفاة برنار نويل الذي بدأ التعامل معها في العام 1988.
ووصفته بأنّه «كاتب وشاعر ملتزم وروائي ومؤرخ ومراسل وعالم اجتماع وناقد فني وناشر»، مذكّرة بأنّه أصدر 25 كتاباً ضمن منشوراتها.
وُلد نويل عام 1930 في سان جينيفييف سور أرجانس (جنوب غرب)، وتربى على يد جدّه وجدّته، ودرس الصحافة في باريس، مما قاده إلى الأدب.
اكتسب نويل شهرته بعد الضجة التي اثارتها رواية «لو شاتو دو سين» الإباحية التي أصدرها عام 1969 وأدت إلى مقاضاته بتهمة «إهانة الأخلاق الحميدة» وإصدار حكم بإدانته عام 1973، لكنه حصل لاحقاً على عفو في عهد الرئيس فاليري جيسكار.
وشكّلت محاربة الرقابة والقمع والعنف وكذلك حب الرسم، ثوابت في مسيرته الأدبية، فيما كرّست الأكاديمية الفرنسية مجمل أعماله الشعرية بمنحه جائزتها الكبرى للشعر عام 2016.
وبرنار شاعر وكاتب وناقد فني، متعدد التخصصات، شكلت تجربته الشعرية علامة بارزة ضمن كارتوغرافيا الشعر العالمي المعاصر منذ ديوانه الأول «مستخلصات الجسد»، عام 1956، وقد كتب آخر مجموعاته الشعرية بعنوان «قصائد الموت»، عام 2017.
وشكّلت محاربة الرقابة والقمع والعنف وكذلك حب الرسم ثوابت في مسيرته الأدبية التي يمكن أن نفهما بالرجوع إلى مسيرته الحياتية حيث كان مثل العديد من الشباب في جيله، متمرداً على الحروب، من هيروشيما إلى حرب فيتنام، ومن جرائم ستالين إلى الحرب الجزائرية.
نشر نويل نحو أربعين عملا أدبيا يكشف فيه عن حساسية أصيلة وسريرة إبداعية نادرة مهمومة بفداحة الشرط الإنساني . وقد توزعت أعماله بين الشعر والرواية والنقد الأدبي والتشكيلي.
وقدم الشاعر والمترجم المغربيّ محمّد بنّيس أبرز أعمال نويل إلى العربية، من بينها “كتاب النسيان” الصادر عن دار توبقال، الذي شرع نويل في كتابته عام 1979 ولم ينشر في فرنسا إلاّ في عام 2012.
كما قدم بنيس كتاب نويل “الموجز في الإهانة” وفيه مقالات تهتم بتحليل وإدانة غسْل الدماغ الذي تُعمِّمه وسائلُ الاتصال .
كما تحدث نويل في هذا الكتاب عن الشعب الفلسطيني، المحروم من حقوقه منذ سبعين سنة بالرغم منْ جميع القرارات الدولية.
وفق رؤى رافضة ومتمردة على السائد سار نويل في تجربته الشعرية كما في مقالاته ونقده، وفي شعره تأملات تشبه إلى حد كبير الفلسفة.
ورغم اعتبار الكثيرين لنويل وريثا للنزعة السريالية، فإنه لم ينخرط في مدارها ولم يحمل مشروعها، رغم أنه كان على مقربة من جورج باتاي، لكنه عرف كيف يعطي النزعة الروحية بعداً ملحمياً في نصوصه الشعرية.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )