مزاحم الكبع
تعاتبُني على شِعْرٍ .. تراءى
لها أنِّي بِهِ أعني سواها
وظنَّتْ بي ظنونَ السُّوءِ إلَّا
قليلاً .. واعتلى شكٌّ رؤاها
وما عادتْ تبالي في قصيدي
ومضمونِ الحروفِ ومحتواها
وما اهتمَّتْ لتسمعَ همسَ روحي
ولا صوتَ القصائدِ أو صداها
ولا للقلبِ حينَ يدقُّ حبَّاً
وكلُّ الأمنياتِ بِهِ رضاها
وراحتْ تضربُ الأخماس حيناً
بأسداسٍ لتعرفَ ما وراها
وحيناً تقتفي أثرَ القوافي
تمحِّصُها لتكشفَ مبتغاها
ففيها غيرةٌ عمياءُ شبَّتْ
كَنارٍ تحرقُ الدّنيا لظاها
كذا حوَّاءُ يعلوها جنونٌ
إذا هامَتْ وأشغلَها هواها
ولا تدري التي سكنَتْ بقلبي
نساءُ الكونِ أصنامٌ عداها
لها في القلبِ أشواقٌ إذا ما
بدَتْ .. يخطو الكواكبَ مستواها
فمذْ صارتْ يراودُني انسياباً
نقيُّ الحبِّ نهراً من سناها ..
وصارت عالَمَاً حلواً وسيعاً
بهِ تصفو المشاعرُ .. مقلتاها ..
غدتْ روحي وأرضى كلَّ أمرٍ
سوى روحي .. فلا عيشٌ بلاها .