عندما يرتدى الإرهاب فستانا سواريه ، وبدلة اسموكن ، وتمد له السجادة الحمراء فى مهرجان أوسكار بأمريكا.. وبافتا بإنجلترا …
بقلم : محمد ابوزيد
فى سبعينات القرن الماضى كنا مبهورين جدا بالنجمة السينمائية الأمريكية جين فونوندا إبنة المخرج الكبير هنرى فوندا ، والحاصلة على جائزة الأوسكار مرتين ، فإحتجاجها على العدوان الأمريكى على فيتنام دفعها عام ١٩٧٢ إلى الذهاب إلى هانوى عاصمة فيتنام الشمالية والغناء مع الجنود الفيتناميين وإلتقاط الصور معهم على مدفع مضاد للطائرات . وعندما عادت قادت المظاهرات بالشوارع وألقى القبض عليها …اليوم أستطيع بإطمئنان أن أقول أنه كان بإمكانها أن تبقى فى بلدها وتحتج وتتظاهر ، وأن تقتدى ببطل الملاكمة محمد على كلاى الذى رفض الإشتراك فى الحرب ودفع الثمن : تجريده من لقبه ، وحرمانه من الملاكمة وسجنه ..اما ذهاب جين فوندا إلى بلد الأعداء لبلدها وإلتقاط الصور مع الجيش المعادى لبلدها ، فهى خيانة تجعلها جديرة باللقب الذى ألصق بها وهو ( هانوى جين ) .. فالخيانة هى الخيانة ، حتى ولوكانت خيانة وطن لا نحبه ونحتقر سياساته وسياسييه .
وعندما سيطر الفاشيست العسكر على الحكم فى اليونان بإنقلاب دموى سنة ١٩٦٧ كانت الفنانة اليونانية ميلينا ميركورى خارج اليونان ، فقررت العودة لليونان لكنهم منعوها ، فظلت لمدة سبعة سنوات تمثل على مسارح أوربا وتبرز الجوانب المشرقة فى تاريخ اليونان وحضارتها ..كانت تخاطب الشعوب لا الحكام ، ولم تضع يدها فى يد أى نظام صاحب مصلحة فى اليونان ، لذا كرمتها اليونان كلها بعد عودة الحكم المدنى سنة ١٩٧٤ وعينت وزيرة ثقافة سنة ١٩٨١ وأذكر أنها كانت ضيفة على مهرجان الأسكندرية السينمائى عام ١٩٨٨ وقد رحبنا بها وإحتفينا ، وكانت بسيطة ورقيقة ومناضلة عتيدة .. وليت الخونة فى كل بلاد العرب يقرأون مذكراتها التى عنونتها ( سأعيش يونانية .. وأموت يونانية ) ليتعلموا معنى الوطنية وحب الأوطان .
الحديث إلى أمثال وعد الخطيب ( وهو إسم مستعار ككل اللصوص وكل شراذم الأرض ) بلغة الوطنية ، وحب الأوطان ، يجعلنا أشبه بمن يتحدث باللغة الصينية ، او من يتحدث عن العذرية إلى ساقطة ..فهؤلاء لقطاء تاريخيون تربطهم بالأوطان واقعة الولادة ، ومهما أقاموا بها فإن البداوة الوطنية تسيطر عليهم وتتغلب على أنماط سلوكهم …
وعد الخطيب دمية صنعها بغباء من صنعوا زوجها ، لكن وبقدر ما أظهرت المحنة السورية أنماط شتى من الخونة ، فقد أبانت أن أولاد الحلال هم الأغلبية ، وأن أبناء الزناة هم على كثرتهم وحولا لطخت نعل تاريخ شامخ وعظيم لا تنال منه ملايين الأفلام ومليارات الجوائز المشبوهة المحجوزة حصرا للخونة دون سواهم …تاريخ سوريا .
تقول سيرتها الذاتية أنها ذهبت إلى حلب لدراسة الإقتصاد وعندما أندلعت الأحداث سنة ٢٠١١ قررت أن تبقى فى حلب حيث عملت مراسلة للقناة الرابعة البريطانية وحصلت فى عام ٢٠١٥ على جائزة إيمى وهى من أرفع الجوائز البريطانية عن تقاريرها الإخبارية ..ولتتخيلوا معى ان تلك الطالبة التى تبلغ من العمر ١٨ سنة عند ذهابها إلى حلب عام ٢٠٠٩ لدراسة الاقتصاد تعمل بعدها بسنتين وهى فى السنة الثانية من دراستها الجامعية مراسلة لقناة إنجليزية عتيدة ، وتجيد الإنجليزية إجادة تامة ، وهو أمر لا يمكن تصوره إلا فى حالة واحدة وهى أنها كانت معدة ومؤهلة لأداء الدور الذى قامت به أثناء إحتلال حرب .
وتقول أنها قد ألتقت بحمزة الخطيب وهو طبيب بمستشفى القدس وعاشت معه قصة حب وتزوجته وأنجبت منه طفلتها الأولى سما عام ٢٠١٥ والتى أطلقت أسمها على فيلمها التسجيلى الذى إحتفت به الدوائر الإستعمارية ورعاة الإرهاب حول العالم .. فقد أسمت فيلمها ( رسائل إلى سما ) ..وأنها كانت ضمن آخر فوج خرج من حلب ..وقد أعطت لخروجها بعدا دراميا لإحداث نوع من الهارمونى مع الدعاية الإستعمارية ضد النظام الوطنى …
لكنها نست أن تقول ، وطبيعى ألا تقول فلن يسألها أحد ، ماذا كانت تفعل فى حلب الشرقية التى إحتلتها جبهة النصرة ونور الدين الزنكى والتى إرتكبت فيها من الجرائم مالم يعرف له التاريخ مثيلا على يد همج التاريخ ..
هذه الساقطة سقوطا رباعيا قد عاشت فى كنف الإرهابيين وهى واحدة منهم ، وتزوجت قاتلا أثيما من قتلة تنظيم نور الدين الزنكى ، وسننشر لها صورة قبل الخروج من حلب ، وقبل ان تعيد بيوت التجميل البريطانية صياغة ملامحها لتتناسب مع الدور الجديد على مسرح المسخرة السياسية الاستعمارية الغربية ..
وفى ٢٠١٩ قدمت فيلمها التسجيلى الذى أخرجته بصحبة مخرج إنجليزى ( نسيت أن اقول أنها بعد خروجها وزوجها من حلب سنة ٢٠١٦ وجدوا أبواب إنجلترا المشرعة لكل صنوف الإرهاب مفتوحة لهم فغسلت وزوجهاوثيابهما الملطخة بدم السوريين ورفعوا علم الثورة ) وقد عرضت فيلمها التسجيلى رسائل إلى سما فى مهرجان بافيتا وهو أكبر مهرجانات اكاديمية السينما البريطانية ونالت الجائزة الأولى وظلت القاعة تصفق لها عند إستلامها للجائزة لمدة ٦ دقائق كاملة ، ولم لا وهى تتحدث عن إحتلال النظام السورى لحلب وقصفه المستشفيات ، وهدم مستشفى القدس التى كان يعمل بها زوجها وقتل احد الأطباء …بل وإستقبلها ملك بريطانيا المستقبلى هى وزوجها ..
لكن العين السورية ساهرة
وشرفاء سوريا منتشرين فى زوايا الأرض ..
فقد اخرجوا لزوجها ماحاول محوه وطمس معالمه ..فهذا الزوج هو أحد إرهابيى جماعة نور الدين الزنكى ويظهر فى صور حميمية مع قتلة الطفل الفلسطينى ( عبدالله عيسى ) الذى ذبحوه عام ٢٠١٦ فى مشهد صدم الجميع إلا العميان فى الغرب …لقد نشر له شرفاء سوريا على تويتر صوره التى تظهر مدى علاقته بقائد الجناح العسكرى لنور الدين الزنكى وعلاقته بقتله الطفل السورى البرئ ..بل ونشروا له صورة وهو يشترك فى التخطيط لهجوم الراموسة ..وقد حاول البريطانيون إزالة الحرج عن مليكهم المستقبلى الذى أبدت الصحف البريطانية اسئلة صعبة من نوعية : هل قبل ولى عهد انجلترا إستقبال إرهابى وإلتقاط الصور معه ؟ ..
وفى أمريكا تم ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار وظهرت وعد مرتدية فستان سواريه مكتوب عليه باللغة العربية ( تجرأنا على الحلم ، ولن نندم على الكرامة ) بينما ظهر زوجها مرتديا السموكن كنجوم السينما ، بل وأستقبلتها زوجة ترامب وإبنته …
فى موسوعة الكذب التى أسمتها فيلما تسجيليا كانت تعلم أنها فى الغرب لن يدققوا فى أكاذيبها مهما علت ، طالما أنها تتماشى مع مخططاتهم ، فلم يسألها أحد هل هناك مستشفى او مدرسة فى حلب ادت نفس دورها الذى كانت تقوم به قبل الغزو الهمجى لمشغليها ؟ ..وهل هدم النظام فعلا مستشفى القدس الذى مازال قائما إلى اليوم ، وأين هو الطبيب الذى زعمت أنه قتل بالمشفى ؟ ..وماذا كان يفعل عبدالله المحيسنى فى زياراته المتكررة لذات المستشفى ؟ …
هذه القحباء لم ترى عملية إعدام شهداء الجيش العربى السورى الذين كانوا يدافعون عن مستشفى الكندى ، ولا الإعدامات الجماعية ، ولا دفن الأبرياء أحياء ..فتلك أمور ماتوكلش عيش بالتعبير المصرى …
فى عام ٢٠١٦ كانت الفنانة العظيمة التى حذائها برقبتك ورقبة من اوجدوك فى هذه الدنيا ، سلاف فواخرجى تعرض فى مهرجان الأسكندرية الدولى فيلمها ( رسائل الكرز ) وهى رسالة أمل وصمود وإصرار على تحرير كل سوريا وعلى رأسها الجولان الحبيب ..لم يفرش لها احدا سجادة حمراء …لأن الشرفاء لم يتركوها تطأ الأرض وإنما حملوها على الأعناق ، لأنها قطعة عزيزة من سوريا العظيمة الوفية ، ولأنها لم تبع فنها ولا وطنها مثلما فعلتى أيتها الرخيصة ..
ككل الخونة أحتفى بك قتلة العالم ، ومشغلى إرهابييه ..وفرشوا لك السجادة الحمراء …لكن مكانك هنا فى سوريا أسفل حذاء أى سورى شريف لا يقايض على وطنه ولو بكنوز الارض .