من مكتبتي الالكترونية (16)
21– سورية، حبي – 1860 في قلب حرب منسية
SYRIE, MON AMOUR 1860, au coeur d’une guerre oubliée
تأليف : كريستين مالغورن Christine Malgorn
دار النشر : L’Harmattan
تاريخ النشر : أيلول 2012/
عدد الصفحات : /284/ صفحة
*- المؤلفة : باحثة في التاريخ, تحمل درجة الماجستير في الترجمة الى الانكليزية, مدرسة منذ أكثر من /30/عاما.
*- ملخص الكتاب :
– الكتاب يروي أحداثا حقيقية جمعتها الكاتبة من أوراق مذكرات صحفي شاب (اسمه : بيير) رافق بعثة حربية فرنسية جاءت الى سورية بدعوى حماية شرائح اجتماعية فيها.
– لعل مؤلفة الكتاب وجدت – وهذا مالم تصرح به, وربما تركته لاستنتاج القارئ – أن ما يحدث في منطقتنا حاليا يتشابه الى حد كبير ما حدث أيضا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
– ان قراءة هذا الكتاب تعطينا معلومات قيمة حول أصل الصراعات التي أدمت المنطقة في ذلك الوقت والناتجة عن الفتن التي لم تتوقف السلطة العثمانية يوما عن تأجيجها وعن استغلال القنصليات الأجنبية للأحداث بغية التمهيد للسيطرة على بلاد الشام. كما تقدم لنا أيضا صفحات الكتاب تفاصيلا مهمة عن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية لسكانها.
– هذه الرواية تأخذنا إلى سورية (بلاد الشام) في شهر تموز من عام 1860, عندما كان بلدنا ولبنان جزءا من الإمبراطورية العثمانية.
– تأخذنا الكاتبة بشكل خاص الى دمشق حيث وقعت فيها أحداث دامية وكان قد سبقتها أحداث دامية أخرى في جبل لبنان.
– يستغل نابليون الثالث بداية تهالك السلطنة العثمانية والأحداث في دمشق وبيروت, فيقوم بإرسال بعثة حربية مؤلفة من 8000 فردا الى بيروت (كقوة تدخل سريع) لحماية شرائح اجتماعية معينة, ومن بين افراد البعثة الحربية “بيير” الذي يكتشف الشرق لأول مرة تاركا خلفه أغلى ما لديه : حبيبته وقريته.
– يبدأ الكتاب بالقصص التي سمعها “بيير” من الهاربين من الفتن التي زرعها العثماني في البلاد…
– ينتقل “بيير” للبحث عن الخلفيات والأسباب للأحداث فيجد أن لا أرضية لهذه الفتن, لا بل كانت شرائح المجتمع المتنوعة تحمي بعضها البعض وتحاول تجنب الأضرار …
– خلال بحث “بيير” المتعمق, يكتشف دور القنصليات في تمزيق المجتمع من خلال عرض مفهوم الحماية لبعض شرائحه… هدف من وراءه أطماع سياسية واقتصادية واستراتيجية وتنافسية مع قنصليات غربية أخرى… وبالتالي تحولت القنصليات الغربية بشكل خفي وملتوي الى ملحقيات تجارية (في الظاهر) وأمنية (في الخفاء) تبيع الحماية لشرائح من النسيج السوري بهدف خلق التفتت وترسيخه.
– الرواية تحكي أيضا عن سعي القنصليات الغربية وبالأخص الفرنسية والبريطانية للحصول على الامتيازات الاقتصادية بكافة أشكالها حتى أنها سعت لإعفاء وكالات بلدانها من الرسوم الضرائبية التي كانت تفرضها السلطة العثمانية.
– أكثر من ذلك, حاولت القنصليات من خلال الضغط على السلطنة العثمانية توفير السبل لتعطيل ركائز الصناعات النسيجية في بلاد الشام وبالأخص في حلب ودمشق لفتح أسواق لمنتجاتها المشابهة كي تستطيع الامتداد الى أقصى بلدان الشرق التي كانت تستورد حاجياتها من بلاد الشام.
– يحتوي الكتاب على وصف لأسواق دمشق (سوق ساروجة، الحرفيين، الأقمشة خان أسعد باشا) فضلا عن تمثيل “الكاراكوز“.
– تستخلص الكاتبة من أوراق بيير العشق الذي نما بداخله تجاه سورية, سورية المجتمع والدين والحضارة… وأكثر من ذلك… حب الأرض… والاعتزاز بالكرامة… والوطنية الصادقة التي أفشلت كل الفتن.
*- يستخلص القارئ مما عرضته الكاتبة من مدونات “بيير“:
– انه لربما كان لبيير دورا استخباراتيا… من خلال تنقله بين حلب ودمشق وبيروت وسرده للقاءاته مع رجال دين من كافة الطوائف وتوصيف كل فعالية محلية اقتصادية أو عسكرية أو اجتماعية من حيث المدينة والطائفة التي ينتمي اليهما.
*- أصدقائي…
– يبدو أن التاريخ محكوم عليه أن يعيد نفسه لأن المتربصين ببلادنا يتوارثون ذات الأهداف!!
– أن الأطماع التركية والفرنسية والبريطانية لم تتوقف أبدا وانما ازداد عدد الطامعين حاليا بالأمريكيين والصهاينة, لا بل ازدادت هذه الأطماع شراسة.
*- ذكرني هذا الكتاب بالمقولة التي يرددها “بفخر” سياسيو لبنان, بأن “فرنسا هي الأم الحنون للبنان”… لربما نشأت هذه المقولة في تلك الأيام… لتغطية حملة عسكرية مكونة من 8000 فرد… وقنصليات تبيع الحماية… و تسعى للقضاء على المكونات الاقتصادية والاجتماعية … فعلا كل ذلك كان لابد أن ينضوي وراء قناع الحنان الذي يخفي شراهة الطمع الفرنسي والغربي التي لا تتوقف!!!!.