د. م . عبد الله احمد …
خلال مسيرة الحياة شريط من الذكريات، من الأحداث، من الخيارات …سقطت تارة وتعثرت تارة أخرى ولم تكن كل الخيارات صحيحة.ولو عاد بي الزمن مجددًا لكررت كل ذلك من جديد . لأن الحياة مسار للتجربة والتعلم . ولكن كانت الأسئلة الوجودية تجتاحني منذ الصغر . لم تعجبني الطقوس السائدة، ولا لغة التخويف والترغيب، وفي كل مرحلة كانت الاسئلة تقض مضجعي. فالسؤال الأصعب هو من أنا! من نحن؟ لأنه لا يمكن للمرء أن يعرف أو يدرك ماهية العالم أو الكون ألا إذا أدرك أو عرف نفسه . ومن هنا بدأت رحلة البحث الشاقة، فكان المنطق وكانت الفلسفة! فالمنطق والفلسفة هما البوابة للعبور . ولكن ما المنهج الفلسفي الذي يجب اتباعه؟ هل هي الوجودية أو المادية أو فلسفة هيغل أو اسبنوزا أو ارسطو أو …. ؟ وهنا أدركت أن الفلسفة هي بحث في ماهية الاشياء وهي ليست علمًا مجردًا يعتمد على التلاعب بالكلمات . كما أنه لا يمكن اتباع مدرسة فلسفية محددة لأنها تلبي الرغبات المكبوته. فلا فلسفة بدون معرفة . ولا يمكن الاعتماد على ما هو سائد لأنه الأكثر أنتشارا . ومن هنا كانت رحلة البحث في الاديان والفلسفات القديمة وما توصلت إليه العلوم المادية. وقد أدركت أن العلم الحالي القسري رغم ما وصلت إليه البشرية من تقدم افتراضي هو علم بدائي أسسه نخبة من الماديين الذين أرادوا السيطرة على العالم وقد حدث ذلك بالفعل (فرانسيس بيكون، مالتوس، داروين ، الدائرة المستديرة ..الخ – انظر السر والشيفرة)، والعلم الحقيقي هو علم الطاقة باساليب غير قسرية وقد تمت محاربتة منذ أكثر من ألفي عام . حتى اختفى تقريباً.
بحثت في الديانات القديمة والفلسفة القديمة (البوذية الباطنية وما قبلها والوحي البدائي وصولا الى العصر الحديث – الثيوصوفيا والعقيدة السرية)، وقد تبين لي حجم التشويه الممنهج ضد الديانات والفلسفات القديمة، وبالاطار نفسه تشويه وتزوير للحقبة البابلية والسومرية من قبل هواة الميثولوجيا (مغامرة العقل الاول..وغيره) ويبدو جلياً أن كل ذلك مبرمج خدمة للدين المادي الجديد .
من جهة أخرى، ظهرت مجموعات من الهواة الذين أرادوا تشويه كل ما له علاقة بالحقبة الاسلامية وقبلها المسيحية اعتمادا على ما كتب في العهد الأموي(التراث) وبنوا على ذلك هيكل الالحاد، وهذا أيضا مبرمج .لأنه ذلك التراث قد أسس لدين جديد بعيداً عن الحقيقة وكان هدفه تشويه الرسالة ولا يمكن الاعتماد عليه لنقض او فهم الديانات تلك . حدث ذلك مع كل الديانات لفسح المجال أمام لوسيفر …وقد استغل هؤلاء التشويش الهائل وابتعاد معظم الناس عن البحث والمعرفة، وهكذا تم غسل دماغ الاجيال أما بذلك التراث أو بنقض الرسالة من أساسها اعتمادًا على ذلك التراث ، والأمر مستمر إلى الآن مع كورونا والسجن الالكتروني الكبير المزمع انشاؤه . المشكلة أن البعض لا يتعب نفسه بالبحث ويصفق لهؤلاء لمجرد أن ذلك يلبي رغباته المكبوته.
النتيجة، صديقي عليك أن تبحث وتدقق قبل أن تقبل دون وعي وتصبح جزءاً من قطيع . أيحث في نفسك ..تدرك أنك أنت الكون، وأن لديك طاقات هائلة ستقودك إلى الحقيقة .إلى الله . …