وسط أجواء ممطرة ، وسماء تضيئ برقا وتصدر أصوات الرعد تمكن منتخب الديوك الفرنسية من تحقيق الفوز على منافسه الأوكراني 2-0 في المباراة التي أقيمت بين الفريقين على ملعب أرينا بأوكرانيا في ثاني مباريات الفريقين بالمجموعة الرابعة التي تضم أيضا إنجلترا والسويد وبهذه النتيجة إرتفع رصيد فرنسا إلى 4 نقاط متصدرة المجموعة بينما توقف رصيد أوكرانيا عند ثلاث نقاط .
توقفت المباراة عقب بدايتها بخمس دقائق ولمدة 55 دقيقة بسبب عاصفة رعدية وأمطار غزيرة أثرت على أرضية الملعب وعندما عادت المباراة شهدت حماس من الفريقين وتسيد منتخب الديوك المباراة في الشوط الثاني الذي أحرز خلاله هدفين أحرزهما مينيز (د53 ) ويوهان كاباي (د 56 ).
أوليج بلوخين المدير الفني للمنتخب الأوكراني بحث خلال تشكيلة فريقه قبل المباراة عن ضرورة تحقيق الفوز ، وضمان الصعود مبكرا للدور الثاني في البطولة ، وعدم الإنتظار للجولة الاخيرة ، فلعب بنفس الطريقة التي حقق بها الفوز على السويد في المباراة الأولى ، وهي 4-2-3-1 بالإعتماد على تقدم الورقة الرابحة المخضرمة شفيشينكو في المقدمة كرأس حربة ، الذي أحرز هدفي الفوز في المباراة السابقة ، ومن خلفه الثلاثي يارمولينكو من الجهة اليمنى ، ونازارينكو من المنتصف لإجادته التمريرات البينية المتقنة وحسن قراءته للملعب ، بينما إحتل كونويليانكا الجبهة اليسرى .
أما لوران بلان المدير الفني للمنتخب الفرنسي ، فأراد تحقيق الفوز الأول له في المجموعة بعد التعادل في المباراة الأولى أمام المنتخب الإنجليزي ، وهو يعلم صعوبة الموقف إذا تعادل أو تلقى الهزيمة من أصحاب الأرض الذي قد يعصف به مبكرا من البطولة ، ولذلك لعب بتوازن دفاعي هجومي من خلال الزيادة العددية في منتصف الملعب للسيطرة مبكرا على مجريات اللقاء ، فلعب بطريقة 4-5-1 بتقدم كريم بنزيمة ، وخلفه الخماسي نصري ، وكاباي ، وديارا ، ومينيز ، وريبيري وعند إمتلاك الكرة تنقلب الطريقة غلى 4-2-3-1 بتقدم الثلاثي سمير نصري من الجهة اليمنى ، ومينيز من المنتصف ، وريبيري من الجهة اليسرى ليهاجم الديوك بأربعة اللاعبين .
الهطول الغزير للأمطار لم يمنع البداية الساخنة للمباراة حيث ضغط لاعبو أوكرانيا على نجوم فرنسا مستغلين الدفعة المعنوية الناتجة عن اللعب على أرضهم ، والمؤازرة الجماهيرية ، وقبل إنتهاء الدقيقة الخامسة زادت الأمطار بطريقة رهيبة ، وتحول الأمر إلى عاصفة برقية وشاهد الجميع البرق ، وإستمعوا إلى أصوات الرعد ، فأوقف حكم اللقاء الهولندي بجورن كيابيرس المباراة لصعوبة اللعب في هذه الأجواء ، وحفاظاً على اللاعبين من أرض الملعب التي تحولت إلى مجموعة من البرك رغم تجهيزات هذه الملاعب لمثل هذه الظروف ، ولكنها لم تستوعب هذه الكمية الهائلة من الأمطار .
جاء قرار حكم اللقاء بإستئناف المباراة بعد توقف دام لمدة 55 دقيقة بذلت خلالهم محاولات عديدة لتثقيب أرض الملعب ، لتمتص الأمطار المتراكمة ، وقام الحكم ومراقبو المباراة مع طاقم من اللجنة المنظمة بإختبار أرضية الملعب قبل قرار الإستئناف ، حيث عادت الجماهير للمدرجات مرة أخرى لتشجع فريقها بحماس .
على عكس توقعات الخبراء والمحللين ، لم تؤثر فترة التوقف على تركيز اللاعبين ، كما لم تؤثر أرضية الملعب على الاداء بشكل كبير .. وإعتمد الفرنسيون في هجومهم على التمريرات السريعة في منتصف الملعب ، والإختراقات المهارية من سمير نصري وريبيري ، وتمرير البينيات المتقنة لبنزيمة ومينيز ، وعند الدقيقة 16 إخترق ريبيري دفاعات أوكرانيا ، ومرر بينية لمينيز المنفرد ، فسددها داخل المرمى لكن حكم اللقاء ألغى الهدف لوجود مينيز متسلالا .
لم تختلف إستراتيجية أصحاب الأرض حيث إعتمدوا على غلق المساحات بين خطي الدفاع ، والوسط ، والهجوم من خلال الهجمات المرتدة وإن عاب الهجوم الأوكراني قلة عدد المهاجمين وخاصة مع محاولات شيفشينكو من الرقابة من خلال اللعب ناحية اليسار ، فأصبحت منطقة جزاء فرنسا شبه خالية من المهاجمين ، وفي الدقيقة 25 لم يجد لاعب الوسط الأوكراني يارمولينكو سوى التسديد من خارج المنطقة لكنها مرت بجوار القائم الأيسر .
وضحت السيطرة الفرنسية من خلال الجبهة اليسرى التي تألق فيها ريبيري أفضل لاعب في الشوط من الفريقين ، ففي الدقيقة 29 إستغل ريبيري خطأ من دفاع أوكرانيا ، وإنطلق من الجهة اليسرى ، وأرسلها عرضية مرت من الجميع ووصلت لمينيز فسددها مباشرة ، ولكن بياتوف حارس أوكرانيا المتألق إستطاع التصدي لها ببراعة ، وعاد وأنقذ مرماه من هدف أكيد بعد ذلك بعشر دقائق عندما تصدى لرأسية ميكسيس داخل منطقة الجزاء .. أما أخطر فرص أوكرانيا خلال هذا الشوط فكانت في الدقيقة 34 عندما أرسل سيلين كرة أمامية خلف المدافعين إنطلق بها شيفشينكو سابقا دفاع فرنسا الذي بدأ مهزوزا في هذا اللقاء ، وسدد الكرة من زاوية صعبة لكن الحارس الفرنسي لوريس تصدى لها بصعوبة لينتهي الشوط بالتعادل السلبي بين الفريقين .
مع مطلع الشوط الثاني أدرك بلوخين المدير الفني لمنتخب أوكرانيا أن فريقه يحتاج لتدعيم هجومه فدفع بالمهاجم ديفيتش بدلا من لاعب الوسط فورونين .. ووضح منذ بداية الشوط إصرار كل فريق على الهجوم وبالفعل لم تمر سوى 4 دقائق حتى إنطلق شيفشينكو من الجهة اليسرى وسدد صاروخ مر فوق الزاوية اليمنى العليا لمرمى الحارس الفرنسي بسنتيمترات قليلة .
الإحساس بخطورة الموقف تملك لاعبو فرنسا فإندفعوا للهجوم وتنفيذ تعليمات مدربهم بلان بين الشوطين بضرورة التمرير السريع فتسيدوا الملعب في الدقائق التالية وتلاعبو بدفاعات أوكرانيا ففي الدقيقة 53 إنطلق ريبيري بالكرة ومررها سريعة لبينزيمة فمررها بدوره لمينيز الذي عدلها بيمينه وسددها بيسراه لتسكن الزاوية اليسرى محرزا هدف التقدم لفرنسا .
إندفاع زملاء شيفشينكو للهجوم بغية إحراز هدف التعديل خلق مساحات واسعة بين خطي وسط ودفاع المنتخب الأوكراني نظرا للإندفاع الهجومي لأصحاب الأرض وهو ما إستغله لاعبو فرنسا فإستمروا في تنفيذ الهجمات السريعة ولم تمر سوى ثلاث دقائق فقط على الهدف الأول حتى تحول بنزيمة لصانع ألعاب في هذه المباراة فبعدما صنع الهدف الاول عاد ومرر بينية متقنة ليوهان كاباي الذي إنفرد بمرمى بياتوف ووضعها بقدمه اليسرى على يسار الحارس الأوكراني محرزا الهدف الثاني لفريقه .. وبعدها وسدد سمير نصري في العارضة اليسرى معلنا عن السيطرة الفرنسية في هذا الشوط .
أجرى المدرب الأوكراني تغييرين هجوميين بالدفع بميليفسكي وألييف بدلا من يارمولينكو نازارينكو بينما دفع بلان مدرب فرنسا بالثلاثي مفيلا ومارتين وجيرو بدلا من بينزيما ومينيز وكاباي للحفاظ على النتيجة .. ورغم المحاولات الأوكرانية لتقريب النتيجة قبل النهاية إلا أن الدفاعات الفرنسية إستطاعت الحفاظ على الفوز حتى نهاية المباراة .