يصادف اليوم 5 نيسان 2015 الذكرى التاسعة لرحيل الأديب عبد السلام العجيلي الذي أقر له يوسف إدريس بريادة القصة العربية والذي قال عنه الشاعر الراحل نزار قباني ( أروع بدوي عرفته المدينة وأروع حضري عرفته الصحراء ) وقال عنه الناقد المصري صلاح فضل ( هو من جعل الرقة "مدينته " إحدى عواصم الرواية العربية ) ..
نعم إنه ثالث أنهار الرقة بعد الفرات وهارون الرشيد .. ولد في أواخر تموز عام 1918 وقد هرع والده حين ولادته إلى شيخ الجامع طالباً رأيه في تسمية القادم الجديد فأشار له الشيخ أن خير الأسماء ما عُبد وحُمد فسماه ( عبد السلام ) .. درس في الرقة وحلب وجامعة دمشق التي تخرج منها طبيباً عام 1945 وتحول من هواية الرسم إلى الكتابة إلى جانب دراسته وظل يكتب بأسماء مستعارة مدة عشر سنوات وصلت إلى 22 اسماً لأنه كان يخاف من الشهرة التي قد تأخذ من حياته وحريته ، مارس الطب في بلدته ثم انتخب نائباً عن الرقة عام1947 وكان أصغر عضو في البرلمان حينها . وتطوع في جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي عام 1948 ، تولى عدداً من المناصب الوزارية بدءاً من عام 1962 ( الثقافة والخارجية والإعلام ) وقد كان ذا نزعة ليبرالية وحس وطني عارم .. وسافر في مشارق الأرض ومغاربها وأعجب بقصائد بدوي الجبل وعمر أبي ريشة وإيليا أبي ماضي أصدر أول مجموعاته القصصية عام 1948 بعنوان ( بنت الساحرة) وكتب القصة والرواية والشعر والمقالة. بلغ عدد أعماله من 1948 حتى 2005 واحداً وأربعين كتاباً، منها الليالي والنجوم (شعر 1951)، باسمة بين الدموع (رواية 1958)، الحب والنفس (قصص 1959)، فارس مدينة القنطرة (قصص 1971)، أزاهير تشرين المدماة (قصص 1974)، في كل واد عصا (مقالات 1984). ومن أعماله الحديثة أحاديث الطبيب (قصص 1997)، و مجهولة على الطريق (قصص 1997). أمضى ما يزيد عن نصف قرن في الكتابة وظل يعتبر نفسه هاوياً وكانت آخر رواياته ( أجملهن ) الصادرة عام 2001 عن دار رياض الريس .. واستجاب لطلب أصدقائه وكتب مذكرات عمله السياسي في كتاب ( ذكريات أيام السياسة ) كرم في عام 2005 ونال وسام الإستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ثم تدهورت صحته مطلع عام 2006 حتى وافته المنية في 5 نيسان 2006
إعداد : محمد عزوز