الاستاذ نارام
أتمنى ان تكون شاهدت حلقة الاتجاه المعاكس الحقيرة الاخيرة التي كانت دعوة للقتل والابادة العرقية قام بها الـ *** فيصل القاسم . عندي سؤال لك الا يجب على جهات حقوقية دولية استدعاء هذا الـ*** الى محكمة جرائم الحرب لأنه يحرض علنا على القتل. واذا كان العالم ساكت وأخرس ومسرور الا يجب على الشعب السوري ان يقرر تطبيق القصاص العادل بكل من يحرض على قتل ابنائه. أرجوك أن لا تنسى رسالتي وان تجيبني بكل صراحة .
المتابع لكم
ق ج
———————————————————–
صديقي العزيز
أنا قبل كل شيء لاأتابع برنامج الاتجاه المعاكس وكل مارأيته منه لايتجاوز أربع حلقات في بداياته لأقارنه بما يشبهه من المناظرات الغربية ولكني لم اتمكن من ارغام نفسي على متابعته لأنه سوقي جدا في طرحه ومناقشاته وفيه تهريج كثير وهذا لاينسجم مع ميلي للسوية الجادة في مناقشة القضايا الحيوية ناهيك عن قناعتي أنه برنامج لافساد ثقافة الحوار البناء .. ولاشك أنني أحسست بالغثيان من ضحالته وأحسست بالخجل من تدنيه أخلاقيا وفكريا ومن الواضح أن من صممه صممه ظاهريا لمناقشات فكرية لكن بتعديل بسيط جعله نسخة ليست للمفكرين ولالتعاطي السياسة بل مخصصة لمناظرات يمكن ان تكون بين الراقصات وبنات الهوى للمجادلة الفاجرة أو قبضابات الحارات الشعبية .. ولو لم يرسل لي البعض مقاطع منه لاطلاعي على آخر تفاهاته لما سمعت باي شيء يصدر عنه ..واسم البرنامج صار محلا للتندر به بين الأصدقاء وهو "عكس عكاس" ..
وبالطبع لم اسمع الحلقة الأخيرة التي نوهت عنها وعن دمويتها رغم انني قرأت عنها في مواقع كثيرة .. ولاأدري لم تبدو غاضبا وكأنك متفاجئ وسيطرت عليك الصدمة والذهول؟؟ وماذا تتوقع من برنامج يعده ويقدمه مهرج غاضب .. المشكلة هي أن المهرج عندما يغضب تكتشف شخصية فريدة من المريض النفسي والمصاب باختلاط المشاعر بين الرغبة في الاضحاك والرغبة في الانتقام .. وبالطبع هناك كم واضح من الغضب وخيبة الأمل من فشل مشروع تغيير النظام السوري في دمشق الى نظام قطري أو سعودي أو تركي .. وفيصل يعرف أنه راهن بكل عمره على هذا التغيير وقد احترقت كل مراكبه ومراكب كل عائلته وأبنائه لدى الشعب السوري .. وهو يعرف أنه يستطيع أن يدفن بعد موته في أي مكان على الارض الا سورية .. هو وابناؤه .. وكل سلالته التي أنجبها .. ناهيك عن أن مقدم البرنامج تحولت النجومية الى هدف مهم في حياته وهو يبدو أكثر سعادة في اثارة الجدال وتحوله الى مادة تشغل الناس لانه دون مسرح الاثارة هذا يفقد وزنه وأهميته وربما وظيفته .. وتراه قلقا ان مرت فترة لم يحرك فيها السكون والطنين والطين .. لأنه باعتقاده أن حياته المهنية والشخصية ونجوميته مرتبطة بما يثيره من لغط وكراهية .. وهذا النوع من الناس لايكترث ان كان يثير دموية البعض ويطلق زخات الدم لتجذب رائحتها أسماك القرش في هذا البحر العربي المليء بالقروش الاسلامية وقروش داعش والنصرة والاخوان المسلمين ..وهو بالتأكيد يحتاج الى علاج نفسي لأنه ليس سويا .. وكلما رأيته على شاشة لاأنصحك الا أن تقول (وماعلى المجنون من حرج) ..
ولكن يجب عليك أن تعرف أن فيصل القاسم كان موعودا بمنصب رفيع في الحكم السوري القادم .. وقد كان الشيخ حمد بن جبر يراه مناسبا ليكون وزير الخارجية السوري في العهد الجديد (مثل هوشيار زبراوي العراقي بعد سقوط بغداد) .. ولكن لن تصدق ان قلت لك بأن صعود المنصف المرزوقي الى رئاسة الجمهورية التونسية قد رفع من أحلام القاسم وتقييمه لنفسه لأنه كان يرى أنه أفضل من المنصف المرزوقي بألف مرة .. وهو من صنع المرزوقي في برنامجه وقدمه للعالم العربي بشكل جعله وجها رئاسيا .. ولذلك فانه أرسل مرة وسيطا (يقال ان الوسيط كان موزة بنت مسند) الى أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لطرحه كأول رئيس سوري توافقي فيما تكون رئاسة الحكومة بيد اسلامي .. وحجته في ذلك أنه – كما يعتقد عقله الصبياني – ليس وجها اسلاميا فيبعد بهذا تهمة أسلمة النظام الجديد ويخفف الخصوم من انتقاد الثورة .. كما أنه بحكم انتمائه الى أقلية من أقليات سورية (حسب توصيفه) فان هذا ضامن للاقليات ومهدئ لروعها .. وهو حسب تفكيره وعقله الغض في السياسة والرخو في الممارسة الديبلوماسية سيكون عاملا مطمئنا لبقية الأقليات وللدول الغربية أيضا .. ولاتستغرب أنه بذلك كان يريد أن يصبح أهم شخصية تنافس وليد جنبلاط وعائلة الأطرش وارسلان ووهاب على زعامة بني معروف في كل المنطقة .. ولذلك يمكنك أن ترى أن من وقف في حلقه وحلق أحلامه الأسطورية (بعد أن عاش قريبا جدا منها) سينال منه كل الكراهية والحقد .. فتخيل يارعاك الله ان تحقق حلمه أن يتحول برنامج الاتجاه المعاكس الى أكاديمية لتخريج وتصنيع الرؤساء العرب .. ويصبح مرشحو الرئاسة العربية يتناظرون في برنامج الاتجاه المعاكس (عكس عكاس) ويتشاتمون ويرقصون كالبغايا .. حيث عميد هذه الاكاديمية هو حمد وموزة وتميم وأمين سرها جاسوس اسرائيلي وعضو كنيست ..
ومع هذا فاياك ثم اياك ثم اياك ان تعتقد ان مواضيع حلقات الاتجاه المعاكس يقررها فيصل .. لأنه يستحيل أن تكون محطة الجزيرة تخصص مئات ملايين الدولارات لتترك للمعدين اختيار مواضيع برامجهم على المزاج الذي يريدونه ليقرر فيصل الوجبة الفكاهية أو الجدية للجمهور .. بل ان شركة انتاج البرامج والحوارات في الجزيرة مقرها في تل أبيب وهي تكلف الاعلاميين بادارتها فقط وتطلب منهم نقاطا محددة وتقرر فيها جرعة الشتم والحقد والكراهية أو حجم المديح أو النأي بالنفس .. وكلنا يتذكر طلب عزمي بشارة بتجنب الأردن في بداية الأزمة السورية وتخصيصه 45 دكيكة لسورية .. مشهد سيدخل التاريخ الاعلامي العالمي كدليل على فن تصنيع الثورات وتعليب العقول ..
مواضيع الجزيرة واعداد حلقات الاتجاه المعاكس يتم في مكاتب الموساد في تل أبيب – قسم الملك داود تحديدا كما قيل لي .. والذي يقدم عملياته الاستراتيجية بشيفرة يسميها دوما (قتل جليات) وهي سلسلة وصلت الى الرقم 9 حتى الآن حسب ماأذكر .. ويبدو أن سلسلة (قتل جليات) تحوي حلقات قتل العراق وفلسطين ولبنان وليبيا وسورية وايران .. الخ . والأمر مقتبس من قصة المعركة بين داود والمحارب الفلسطيني العملاق جليات المدجج بالسلاح الذي هزمه داود الأعزل بضربة بالمقلاع فقط حيث أصابه بالحجر بين عينيه فسقط جليات أرضا فقتله داود دون قتال .. وجوهر عمليات الموساد في قسم داود التي تصمم مواضيع وتوجهات الجزيرة ورسائلها هي حجارة في مقلاع داود (أي الجزيرة) تطلقها اسرائيل من مقلاع الجزيرة التي تصيب العرب بين عيونهم وتصيبهم بالعمى ويسقطون مغشيا عليهم .. وفيصل ماهو الا حجر مقلاع توراتي مثل كثير من الحجارة التي يضرب الناس بين عيونهم لتصاب بالعمى ويسقطون دائخين ليتقدم منهم الاسرائيلي ويجهز عليهم بهدوء ودون مقاومة .. المقلاع الاسرائيلي في كل محطة عربية نفطية وطائفية .. وكل من يحرض على العنف بين العرب والمسلمين وتفريقهم بالفتاوى والدم هو حجر يرميه المقلاع التوراتي ..ولدى داود حجارة كثيرة .. القرضاوي والعرعور والجولاني والبغدادي والحريري وجعجع ..ووو
وعلى العموم هناك رسائل تصلنا بين فترة وأخرى من اسرائيل عبر صندوق بريد الجزيرة .. فاذا أردت أن تفتح صندوق الرسائل الاسرائيلي فعليك بمحطة الجزيرة دون خجل .. واذا أردت ان تعرف أين سيحط الموساد في خطته السنوية وفي أي زاوية من العقل العربي ومن أين سيربط العقل العربي ليجر الى كارثة فعليك بمراقبة كلمات الجاسوس الاسرائيلي عزمي بشارة الذي ينزل بالمظلات في بقعة محددة وفق خطة انزال وسط الابل والاغنام العربية .. أما اذا اردت أن تعرف عدو اسرائيل الأول ومصدر مواجعها فعليك بالاستماع الى المهرج فيصل القاسم الذي يحمل صندوق الكراهية الاسرائيلي .. ويقتحم فيه عقولنا .. فالقاسم يحمل على ظهره هموم اسرائيل دوما ..
والحقيقة اذا كان القاسم قد خص حلقة الاسبوع الماضي بتكليف من الموساد للتحريض على طائفة سورية بعينها فان ذلك التحريض تكريم لهذه لطائفة واعتراف اسرائيلي أنها أوجعت اسرائيل وتسببت بحنقها ..لأن اسرائيل لاتسدد على عدو لايؤلمها .. بل على عدو يوجعها ويخيفها ..فهي لاتكف عن استهداف الجنوبيين في لبنان وحزب الله ولكنها تستقبل طائرات السعوديين في مطاراتها ..
واسرائيل الغاضبة اليوم من طائفة سورية تريد محقها وسحقها ان ظفرت بها عقابا لها على تحديها وكسرها لارادة اسرائيل .. وهي شهادة ووسام لهذه الطائفة العظيمة التي يبدو أنها هي التي ساهمت بدمها في ايقاف مشروع اسرائيل الى جانب ابناء الشعب السوري جميعا .. وهذا سبب لاعتزاز هذه الطائفة ببطولة وانجاز لرجالها ينسب لها في التاريخ في أنها قادت عملية ايقاف اندفاع مشروع أكبر قوة في العالم نحو قلب الشرق وأنها هي التي حددت معالم العالم القادم من سورية وسيكون الشرق كله مدينا لعطائها وفدائيتها .. وهذا التحريض عليها من حيث لايدري فيصل وموساده سيجعل هذه الطائفة وكل ألوان الشعب السوري يحسون بالخطر من التراخي في مواجهة هذه الموجة الهمجية الحاقدة العمياء التي لايجب الركون اليها ولا الانخداع بأن التخلي عن قتالها سيوقف شبقها للقتل .. فيزيد من تصلبها وتماسكها وفدائيتها والتحامها بهويتها الوطنية السورية الأصيلة التي اثبتتها وعمدتها بالدم والشهداء ..
أما دعوتك لمعاقبته وانزال حكم الشعب به فلسنا مضطرين الى ذلك لأن هؤلاء يموتون تدريجيا كل يوم .. وكلما طال عمرهم ذابوا كتماثيل الجليد في حرارة الشمس وضوء النهار .. فكل يوم يعيشونه يموت جزء منهم .. والاعتداء عليهم يمنحهم فرصة البقاء في الذاكرة كحالة اشكالية .. ولذلك دعه يموت ببطء وراقبه باحتقار وتلذذ بعذابه وهو يذوب وبموت كمدا وقهرا في المنافي .. ولعلمك كان هناك معارضون أكثر خطرا يخشون أن تتعرض حياتهم للخطر ولكن قرار الشعب السوري (رغم أنه كان قادرا على القصاص منهم) كان دوما أن يتجاهلهم وأن يحرمهم من شرف العقوبة لأن واحدهم لايستحق حتى ثمن رصاصة وهم في الخارج وتركهم في مهرجانات العواء لن يهدم شعبا مثل الشعب السوري الأصيل ..
لكن الشعب السوري مصمم على استدعائهم ومحاكمتهم مهما طال الزمن وسيظفر بهم مكبلين في القيود عندما يتم بيعهم من رعاتهم وأمرائهم في المزاد العلني للتخلص من عبئهم .. وسيحضرون كما يحضر المجرمون وأصحاب السوابق الجرمية في أي مجتمع ويحاكمهم موجودين أمام محاكم الشعب علنا ولو بعد عشربن عاما .. سنلاحقهم ونحاكمهم بعدالة كما لاحق العالم يوما قادة النازيين وظل يلتقطهم من أقاصي زوايا العالم واحدا واحدا حتى وان كانوا في أرذل العمر ..
تذكر جيدا أن كل مقلاع لاسرائيل سيقتلع .. وكل حجر يضربنا به داود في مقاليعه العربية سينكسر وسنرمي به في البحر الأبيض المتوسط الذي رمينا فيه كل الحجارة التي رميت على بلادنا حتى صار قعره رصيفا من حجارة رميناها .. فلا تبتئس ولاتغضب .. وتذكر دوما اننا ملأنا البحر من هذه الحجارة والحصى ..وقاع البحر اليوم صار بحاجة الى وجبة حصى كثيرة .. وحجارة .. ومقاليع خلعت من اساساتها ..بمن فيها ..
نارام سرجون