أكد الدكتور عبد الكريم بكار عضو المجلس التأسيسي للهيئة العالمية للإعلام الإسلامي يوم أمس إن هنالك 500 عالم في العالم الإسلامي مستعدون ألان لإصدار فتوى بأن سوريا هي ساحة للنفير العام وسيأتي الناس من كل مكان للجهاد في سوريا مؤكدا أن هذا الخيار سينهي الوضع القائم لأننا لانريد أن لإيراق المزيد من الدماء . مضيفاً أن العلماء لا يريدون اللجوء لهذا الخيار ومطالبا بسرعة إنهاء الأمر الوضع في سوريا بالخيار السلمي.
وأضاف ” بكار ” في مقابلة مع قناة “المجد” بأن بقاء الوضع السوري بهذه الطريقة من شأنه أن يفتح خيارات أخرى غير محمودة في المنطقة لا يمكن السيطرة عليها مشيرا إلى أن ذلك ليس من مصلحة الإقليم.
أطلق النائب الكويتي " محمد الهايف المطيري " دعوته لاستفتاء علماء الأمة الإسلامية بشأن إهدار دم السفير السوري في الكويت ودم سفراء سوريا في كل بقاع العالم.
وأفتى عالم الدين السعودي عائض القرني الملقب بالشيخ، بقتل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن قتله أوجب من قتل الإسرائيليين. ونقلت صحيفة “سبق” الإلكترونية عن القرني حديثه لقناة “العربية” أنه “يجب على الشعب السوري أن يحمل السلاح ضد (الرئيس السوري بشّار) الأسد. ثم اعلن الشيخ صفوت الحجازي من مسجد الفتح في لبنان بأن من يقتل الرئيس بشار الاسد له الجنه. وكل هذه الفتاوى تخالف القرآن والسنة والقياس والاجماع وهي مصادر التشريع لدى المسلمين. وسوف نرد عليها جميعا بالتفصيل.
الرد على فتوى صالح اللحيدان:
في مقابلة اجريت مع ( العلامة) السعودي صالح بن محمد اللحيدان عالم شريعة وداعية, امام وخطيب ورئيس مجلس القضاء الأعلى والسكرتيراً خاصاً ل محمد بن إبراهيم آل الشيخ,، مفتي الديار السعودية السابق.
طرح المذيع عليه هذا السؤال: متى يجوز الخروج على الحاكم الكافر، وهل لكل أحد أن يحكم بكفر حاكمه ثم يخرج عليه وما ضابط ذلك؟ حفظكم الله.
العلامة اللحيدان: هذا الحقيقة أنا ما قلت أن هذا يُفعل، وإنما بالنسبة إلى حاكم سوريا، حاكم سوريا نُصَيْري ليس بمسلم، والنُصَيْرِيَّة جزءٌ من الفاطميين، الدولة الفاطمية الذين يقول العلماء عنهم أن ظاهرهم الرفض، يتظاهرون بأنهم رافضة، وباطنهم الكفر المحض، هذا من جانب، ومن جانب آخر أيضا هو بعثي، تبع حزب البعث، الذين يرون أن البعث هو الرب، ربهم، حتى في جرائدهم ينشدون شعر بأن
البعث هو الرب لا شريك له.
يتراءى لي من خلال هذه الاسطر القليلة ان حضرة الشيخ مجرد دجال من النوع الرخيص الذي يبيع الاسلام على شكل فتاوى مأجورة لمن يدفع اكثر. ففي مقابلة اجرتها معه قناة المجد، حضرته حرم المظاهرات في مصر، واجاز للجيش والشرطة قتل المتظاهرين، اما في سوريا، فقد افتى بقتل الرئيس بسار الاسد واعتبرذلك اوجب من مقاتلة الاسرائيليين. واجاز التمرد على السلطة وحرض على اسقاط النظام حتى لو كلف ذلك مقتل ثلث السوريين. وفي كلتا الفتويين ادعى انه يستند الى الشريعة الاسلامية. ومصادر التشريع في الاسلام كما هو معروف هي: القرآن والسنة والقياس والاجماع. وحضرته خالف كل ذلك بصراحة ووضوح. وبالتالي، فهو متقول على الله ورسوله ويختفي تحت عمامة الاسلام لنشر الفتنة بين المسلمين وسفك دمائهم. وبالتالي، فهو الذي يستحق القتل حسب نصوص القرآن والسنة النبوية واحكام السلف الصالح واجماع الفقهاء. وكل حكم خارج مصادر التشريع هذه لاتمت للاسلام بشيئ وهو نابع عن الهوى الذي يخرج الانسان من دائرة الايمان.
في البداية لابد من اعطاء فكرة عامة عن الفتاوي العجيبة لهذا الشيخ.
حضرته أشار في درس شرعي فقهي يوم 21 فبراير/شباط. في مجال تعليقه على التظاهرات في مصر اشار إلى أن "المظاهرات من الفتن غير المحمودة شرعاً".
"واكد على أن المظاهرات غير شرعية لما يترتب عليها من المفاسد من إتلاف الأموال، أو سفك الدماء، أو الترويع، إلى غيره، وإذا لم يحصل من هذا شيء أبدًا، فإنه يحصل فيها تعطيل الناس عن القيام بأعمالهم، وفتح متاجرهم، وكل ذلك لا يجوز".
وكان قد افتى في وقت سابق بعدم جواز المظاهرات التي خرجت في عواصم عربية عدة ضد اسرائيل وذلك إبان الحرب الإسرائيلية على غزة في 27-12-2008, ووصفها بأنها "فساد كبير".
هذا الشيخ الذي يحرم التظاهر ضد اسرائيل التي كانت تقتل المسلمين في غزة بطائراتها. ويحرم التظاهر ضد عميل اسرائيل حسني مبارك ويجيز له اطلاق النار على المتظاهرين. ويحرم التظاهر في السعودية ويفتي بقتل المتظاهرين، جعل هو وامثاله التظاهر ضد الرئيس بشار الاسد واجبا شرعيا حتى لو قتل ثلث الشعب السوري. والله العظيم، استحى مائير كاهانا من اصدار هكذا فتوى.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
فمن هذا الرجل الذي يخالف حديث رسول الله بهدف ارضاء اسرائيل؟ وكيف توافقت فتاوي هذا الشيخ مع مصالح اسرائيل بحماية الانظمة الحاكمة في السعودية ومصر واسقاط النظام السوري؟ وكيف اصبح حماية اسرائيل حتى من الانتقاد واجبا شرعيا اسلاميا، واسقاط النظام المقاوم في سوريا ايضا واجبا شرعيا اسلاميا؟
فيما يلي صورة عن الامر الذي اصدره وزير الداخلية السعودي لقوات الشرطة باطلاق النار على المتظاهرين في السعودية استناد لفتاوى الشيوخ امثال اللحيدان
وكما اتضح لنا مما سبق، فحضرة الشيخ يقول مالايفعل وبالتالي، فهو ممقوت من الله تعالى الذي يقول بامثاله في سورة الصف: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2). كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3). إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4).
اما الشيخ اللحيدان، فهو يمزق الصف بدلا من رصه. ويفتي بتحريم التظاهر ضد اسرائيل ومصر والسعودية، ويفتي بنفس الوقت بشرعية التمرد المسلح على السلطة في سوريا ويمدهم بالمال والسلاح لقتل الابرياء. الا لعنة الله على المنافقين.
من المعروف ان مصادر التشريع في الاسلام هي : القرآن والسنة والقياس والاجماع. وكل فتوى خارجة عن نطاق هذه المصادر الاربعة تعتبر باطلة. والعجيب ان فتوى اللحيدان تخرق جميع مصادر التشريع الاسلامية.
فتوى اللحيدان مخالفة للقرآن:
يقول الله تعالى في سورة المائدة الاية 27- 28: ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ).
اذا، فالحكم بيننا بما انزل الله وليس باتباع الهوى.
اللحيدان خالف بفتواه الاية 94 من سورة المائدة.
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94).
اي، ان الله يحرم على المؤمنين اتهام من القى الينا السلام بأنه غير مؤمن للوصول الى تحقيق اهداف دنيوية. فالحكم في الاسلام هو على ماظهر من الانسان وليس على مابطن منه او ماتظنه انت به. فما بالك ان افتيت بقتل ذلك الانسان؟
وبالتالي، فهو يدعو الى الفساد في الارض عبر تشجيع عمليات القتل والتفجير في سوريا. وحكم المفسد في القرآن واضح. انظر لاحقا.
فتوى اللحيدي مخالفة للسنة النبوية:
(عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قُلْنَا أَوْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.
أخرجه أحمد (17144)وأبو داود(4607) وابن ماجه(42) والترمذي(2676).
اذا، عندما يحدث الاختلاف، فالتصرف الصحيح للمسلم هو باتباع وصية رسول الله الذي طلب منا التمسك بسنته. فماذا نجد في سنته الشريفة حول قتل الانسان على مابطن منه؟
عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية وكان معهم الصحابي البطل الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم حبا عظيما وهو اسامه بن زيد رضي الله عنهما ، ابن الشهيد زيد بن حارثة ، وبينما المعركة دائرة هجم عليهم أحد الكفار وأخذ يقتل في المسلمين، فأنبرى له أسامة، ففر منه الكفار واختبأ خلف شجرة، ولما رفع اسامة سيفه ليضربه قال الكافر ( أشهد أن ا إله إلا الله ) فهوى أسامه عليه بالسيف والرمح فقتله ، ظنا منه أنه يريد أن ينجو بنفسه، فعاتبه الصحابة عل ذللك، ولاموه على فعله، فقال لهم: ( لقد قالها تهربا من القتل )، وعندما وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بما فعل أسامة ، فناداه فقال: يا أسامة قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ فقال: ( يا رسول الله إنما قالها لينجو بها من القتل)، فقال صلى الله عليه وسلم وهو غضبان: (هلا شققت عن قلبه) يعني هل فتحت قلبه لتعرف إن كان قالها صدقا أو كذبا، ثم قالها لأسامه وهو يكررها كثيرا، ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة، حتى قال أسامة من شدة خوفه لما فعل: فما زال رسول الله يكررها علي حتى ودتت لو انني أسلمت الآن.
فبماذا ستجيب الله يا لحيدان الذي تصدر فتاوى قتل السوريين الذين يقولون لااله الا الله، ان جاءك كل سوري يوم القيامة وقد حمل رأسه بيده وهو يقطر دما ويقول: يا رب سل هذا لماذا قتلني؟، وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: ( لا يزال العبد في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما) والدم تسمية شاملة تشمل المسلم وغير المسلم.
فتوى اللحيدي تخالف أحكام السلف الصالح في الظروف المشابهه:
من خالف الله ورسوله لن يتورع عن مخالفة السلف الصالح وهذا مافعله هذا الشيخ الدجال. السلف الصالح منع خروج الرعية على الحاكم درأ للفتنة وسفك الدماء.
حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن الجعد عن أبي رجاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً).
وجاء في شرح الحديث: قوله ( فإنه من خرج من السلطان) أي من طاعة السلطان، " وقوله " شبرا " بكسر المعجمة وسكون الموحدة، وهي كناية عن معصية السلطان ومحاربته. وقال ابن أبي جمرة: المراد بالمفارقة السعي في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شيء، فكني عنها بمقدار الشبر؛ لأن الأخذ في ذلك يؤول إلى سفك الدماء بغير حق.
عن عوف بن مالك الأشجعي: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولا تكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة). فلماذا تنابذون السوريين بالسيف؟ الرئيس بشار الاسد، وقبله المرحوم الرئيس حافظ الاسد لم يتركوا مناسبة الا وظهروا في المساجد واقاموا الصلاة. والشرع يوجب علينا ان نحكم بما نراه منهم وليس بما نتخيله عنهم. وليس صدفة ان الامير زايد قبل وفاته اوصى بان يكون الرئيس بشار الاسد هو من يصلي عليه. لذا، ففي الصور التي التقطت للصلاة على المرحوم يقف الرئيس بشار الاسد في الصف الاول وخادم الحرمين في الصف الثاني. هذا هو رأي السلف الصالح بالخروج على السلطان وحمل السلاح لازاحته. ولنا في تصرفاتهم عبرة وحكمة هذه الايام.
اللحيدي خالف بفتواه اجماع الفقهاء في الظروف المشابهة:
(حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير يعني ابن حازم حدثنا غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رياح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل، فقتلة جاهلية. ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه.
قوله صلى الله عليه وسلم: (ومن قاتل تحت راية عمية ) هي بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان، والميم مكسورة مشددة، والياء مشددة أيضا، قالوا: هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه. اوليس اؤلئك الارهابيون مقاتلين تحت راية عمية لايعرفون من هو قائدهم الحقيقي ولايعرفون الهدف النهائي لفعلتهم، وهم متعصبون لمذهب معين ويقتلون اتباع مذهب معين؟
وقوله صلى الله عليه وسلم: (ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه).
اوليس هذا مايفعله الارهابيون الذين يزرعون العبوات الناسفة بكل مكان لايميزون بين مؤمن وكافر ولابين سني وشيعي؟ الرسول يتبرأ من امثال اؤلئك الناس وبالتالي، فهم كفار خارجون عن قواعد الاسلام وليسوا مجاهدين في سبيل الله ولن تشفع لهم ضخامة العمائم التي يلبسها من افتى لهم بالقتل.
جميع المصادر الدينية تبرز أجماع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته.
حتى لو قبلنا كل حجج شيوخ الفتنة بان بشار الاسد ليس رئيسا منتخبا فهذا لايسقط شرعيته لانه يندرج تحت حكم المتغلب الذي اجمع الفقهاء على تحريم الخروج عليه. وعلى العكس تماما، فقد اوجب الفقهاء على كل مسلم الخروج معه للجهاد وليس اعلان الجهاد عليه.
عقوبة من لايحكم بما انزل الله:
وبذلك، فالشيخ اللحيدي خرق بفتواه المصادر التشريعية الاربعة في للاسلام.
وهو استند بفتواه على الهوى مؤثرا زخرف الحياة الدنيا. ومتبع الهوى في القرآن يشبههم الله تعالى بالانعام، ويعدهم بالنار.
يقول الله تعالى في سورة الفرقان: ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44).
ويقول الله تعالى في سورة النازعات: ( فاذا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41).
الشيخ الدجال لم يخف مقام ربه بدليل تجاوزه لاحكام القرآن، وطغى عندما اصدر فتاويه التي تبيح قتل السوريين بما يخالف الشرع الاسلامي مؤثرا الحياة الدنيا بمناصبها ومنافعها. ويوم القيامة سيتذكر ماسعى، ولانه آثر الحياة الدنيا وحكم بهواه فان الجحيم هي المأوى.
هذا بالنسبة لعقوبة من يحكم بالهوى ويفرق كلمة المؤمنين حسب نصوص القرآن. اما عقوبته في الدنيا حسب السنة النبوية فهي القتل.
( روى مسلم في صحيحه عن عرفجة الأشجعي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من أتاكم وأمركم جميع(اي مجموع وموحد) على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه).
وفي رواية اخرى: (ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان).
اذا فحضرة الشيخ واسياده هم من يستحقون القتل لتفريقهم كلمة الامة وليس الرئيس بشار الاسد الذي يسعى لجمع الامة.
ماذا يحدث اليم وكيف نتصرف
أخرج البخاري ومسلم (1847)عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال ( نعم ) فقلت هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال (نعم وفيه دخن) قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر) فقلت هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال (نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها) فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال (نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
اوليس هذا مايحصل اليوم في سوريه؟ قوم لايتبعون كتاب الله ولا سنة نبيه، يدعون على ابواب جهنم، وهم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا؟ والرسول طلب ممن ادرك هذا اليوم ان يلزم جماعة المسلمين وامامهم. وعلى فرض انه لايوجد موقف موحد لعلماء الامة من الازمة السورية الحالية – وهو مانلاحظه اليوم من خلال الفتاوى المتناقضة حتى للمفتي الواحد- فواجب المؤمن حينئذ هو عدم المشاركة بالفتنة.
ويقول خبير السياسة الشرعية الدكتور محمد بن صالح العلي- في حديث للجزيرة نت- إنه "بحسب قواعد السياسة الشرعية، إذا ما أفتى علماء البلد الشرعيون بالخروج على الحاكم، فإنه ينبغي على علماء المسلمين في كل مكان مناصرتهم وتأييدهم، لأنهم أعلم بحال البلد". وهذا يعني، انه اذا دعا علماء البلد الشرعيون الى الهدوء وتأييد النظام فعلى علماء المسلمين في كل مكان احترام رأيهم لانهم ادرى ببلدهم منهم. وعلماء اهل الشام التي باركها رسول الله ووصف ان تسعة اعشار الخير فيهم يؤيدون النظام في سوريا. وهكذا، تسقط جميع الحجج التي ساقها شيوخ الضلالة بفتواهم بتكفير الرئيس بشار الاسد وضرورة التمرد عليه.
اما قول اللحيدان بشأن حزب البعث: (ومن جانب آخر أيضا هو بعثي، تبع حزب البعث، الذين يرون أن البعث هو الرب، ربهم، حتى في جرائدهم ينشدون شعر بأن البعث هو الرب لا شريك له).
فان مجرد صدور مثل هذه الاقوال من رجل بالغ كاف للحكم عليه بأنه مسطول ومهبول. وانا اطالبه بالدليل والبرهان على صدق كلامه. في اية مادة من النظام الداخلي لحزب البعث ورد ان البعث هو الرب؟ وما هي كلمات النشيد والشعر الذي نشر في الجرائد والذي قال فيه البعثيون بان البعث هو الرب الذي لاشريك له؟ وبالتالي، تسقط حجج هذا الدجال التي بموجبها يفتي بقتل الرئيس بشار الاسد.