قلت في مقدمة الفصل الخاص بالشاعر في كتابي ( شعراء سلمية ) الصادر في جزئه الأول عام 2010 :
( عبد الكريم دندي شاعر مقاتل، ترك بلدته سلمية إلى مواقع أخرى في أنحاء الوطن، ليؤدي واجباً فرضه حب الوطن والرغبة في الاستقرار النفسي والاقتصادي الذي ينجم عن هذا النوع من الأداء.
ولكن الاستقرار لم يكتمل إلا بالشعر، كأحد الجوانب الثقافية التي كان يهتم بها الشاعر الراحل. عرفه أدباء العاصمة دمشق التي أمضى في ربوعها أجزاء مهمة من حياته أكثر مما عرفه أدباء سلمية، رغم أنه بدأ يظهر على صفحات الأدب بشكل مبكر..
في غمرة نشاطه، كان يأتي سلمية مشاركاً، ولكن زياراته كانت خاطفة لا تسمح بلقاءات الأدب، أما في سنواته الأخيرة فقد أثبت حضوراً جيداً، إلا أن الشعر عنده كان قد بدأ يذوي بفعل المرض الذي أفقده نشاطه الذهني، وصارعه بقوة حتى صرعه في النصف الثاني من عام 2000 تاركاً بين يدي زوجته ومحبيه عدة مجموعات شعرية مطبوعة وقصائد متناثرة، جمع بعضها هؤلاء المحبون، وصدرت في مجموعة أنيقة بعد عام من رحيله بعنوان (وانكسر الحلم في العاصفة).
وعندما قررت أن أتناول بعض قصائده بشيء من الذكرى وفاءً لودٍ كان يربطنا، وتقديراً لتجربة لها مكانتها في عالم الشعر، اعتمدت فقط على مجموعاته الثلاث الأخيرة وبعض قصائده التي ضمها أرشيفي الخاص عن الشاعر ) .
وحول سيرة الشاعر نذكر :
ولد في سلمية عام 1939
درس في مدارسها
ثم التحق كضابط متطوع في الجيش العربي السوري
وظل يقيم في دمشق بعد تقاعده
وعندما يأتي زائراً إلى سلمية كان يزور منتدانا الأسبوعي لنسمع منه آخر أخباره ويطلع على أخبار الشعر والأدب في مدينته .
اشتهر كأحد شعراء قصيدة النثر التي طوعها لبنانه فصدرت له المجموعات الشعرية التالية :
– لا وأموت فداك
– مناديل الوداع
– سخية عيناك
– عميق هو الجرح
– صراخ تاليس
– وانكسر الحلم في العاصفة ( صدر بعد وفاته )
وله العديد من الدراسات الأدبية التي ظلت مخطوطة .
رحل الشاعر في 3 تموز 2000 بعد صراع مع مرض عضال .
إعداد : محمد عزوز