كتب أحمد الحباسي في موقع «بانوراما الشرق الأوسط» أن هناك وجه شبه كبير بين نظام آل سعود ونظام آل صهيون، على الأقل أنا أعتقد هذا بكل تصميم، ولعله من المفيد للمتابعين اليوم أن نضع مقارنة بين عصابة المافيا التي تقود النظام السعودي وبين عصابة لصوص التاريخ والجغرافيا الصهيونية التي تقود الزمرة الصهيونية التي تحتل الأرض الفلسطينية.
قبل سنوات وبعد أسابيع من أحداث 11 أيلول 2001 استنكر البعض خروج أحد الساسة الأمريكيين المهمين مطالباً بإزالة هذا النظام الدموي من الوجود، خاصة بعد أن كشف التحقيق المجرى بعد تلك الأحداث انخراط العائلة المالكة السعودية في دعم وتمويل «الإرهاب»، وعلى امتداد 28 صفحة كاملة من هذا التقرير المرجع أسهبت لجنة التحقيق في فضح حقيقة هذا النظام «الصديق» الذي أراد شراً بأمريكا، بالطبع، فعل الأمير بندر بن سلطان كل ما في وسعه كي يتم التعتيم الكامل على نتيجة التقرير وفعل كل شيء ليوجه النية العدوانية الأمريكية التي كانت تريد القصاص إلى غير الوجهة الحقيقية وهي الوجهة العراقية وبقية القصة معلومة للجميع.
إذاً، نظام المافيا السعودي يملك القوة المالية التي تتيح له فعل كل المحرمات، لذلك نجده يؤمن استقرار «إسرائيل» بضرب كل الدول العربية بدءاً بدول الممانعة وانتهاء ببقية الدول المرتعشة والفاقدة للمناعة الأخلاقية، اللوبي الصهيوني يملك المال أيضاً، وهو لا يوفر فرصة لضرب الدول العربية بكل الأسلحة المتاحة.
فالنظام السعودي يفسد في الأرض وينفذ سياسة الأرض المحروقة تماماً كما تفعل «إسرائيل» منذ سنوات على الأرض الفلسطينية، النظام الصهيوني يعطي دوراً مهماً للمخابرات لضرب كل القيادات العربية «المعادية»، آخرها محمود المبحوح وقبله الشيخ عماد مغنية، والنظام السعودي يستغل المخابرات أيضاً لإدخال السلاح إلى سوريا والعراق لاغتيال العلماء وتدمير الآثار وما إلى ذلك من جرائم حرب بنفس العنجهية والغرور «الصهيوني»، هذه الأمثلة المتعددة وغيرها مهمة لفهم طبيعة النظام الصهيوني الذي يدير المحمية السعودية منذ سنوات، وهي أدلة إضافية على أن هذا النظام يعد في اللحظة الراهنة أكثر خطراً على الدول العربية من «إسرائيل».
هناك وجه شبه أيضاً بين ما يحدث في اليمن وما حدث في غزة منذ أشهر، فهي نزعة انتقامية شريرة واضحة لا تختلف في عنفها ورمزيتها عن النزعة الشريرة الصهيونية، وضرب اليمن بتلك الكثافة في الطلعات الجوية اليومية وبتلك القوة النارية فيه دلالة بأن العقل السعودي لا يختلف عن الفكر النازي الصهيوني، وإذا «بررنا» أو فهمنا أسباب العنف الصهيوني باعتباره قوة احتلال وعنف واغتصاب للتاريخ و الجغرافيا، فكيف يمكن للشعب اليمني بالذات أن «يتفهم» كل هذا الحقد وهذه الضراوة النارية التي تبعثر الأشلاء البشرية في مشهد سريالي عنيف هز كل المشاعر العربية إلا مشاعر هذا النظام، لذلك يمكن القول أن النظام السعودي بصدد التحول تدريجياً إلى نظام دموي لا يختلف كثيراً في تصرفاته عن الفاشية والنازية في أعتى مراحلها.
نجحت الصهيونية في تحقيق معجزة جمع كل الكلاب الصهيونية الضالة في العالم على أرض الميعاد، وفي جعل العرب يدخلون بصراع المواجهة أو ما سمي أحياناً بصراع الوجود، وكان هناك سؤال داخل «إسرائيل» لم يلق جواباً إلى الآن، نجحت الصهيونية في إنشاء الدولة، لكن ماذا بعد؟ للغرابة، في السعودية يطرحون نفس السؤال، نجحنا في إنشاء و تكوين قوات إرهابية تكفيرية لها مفارز ومواقع وتنظيمات موالية في كل بلاد العالم لكن ماذا بعد؟ وإذا اهتدت «إسرائيل» إلى أن الحل المناسب يكون في التوسع و مزيد من قضم الأراضي العربية، فإن نظام المافيا في السعودية قد اهتدى إلى أن حجب الثورات ورياحها عن الشعب السعودي لا يكون إلا بإرسال تلك القوات الإرهابية إلى الدول العربية كنوع من الحرب التدميرية الاستباقية تماماً كما تفعل «إسرائيل» منذ وعد بلفور المشؤوم إلى الآن، في هذا الجانب تحتل القوات الإرهابية «السعودية» اليوم مساحات مهمة مقتطعة من الدول العربية كما هو الحال مع «إسرائيل» بعد حرب الأيام الستة وحرب العبور سنة 1973.
في لغة السياسة الدولية، لا مجال لقواعد النحو والصرف والإعراب، بحيث أنه ولئن كان لدى «إسرائيل» أمل في البقاء سنوات أخرى في صراع محموم مع الدول العربية، فإن الولايات المتحدة التي تحمى ربيبتها الصهيونية ليست في وارد إطلاق يد هذا النظام الدموي السعودي، خاصة بعد أن أشرفت مهمته القذرة على النهاية، والسعودية مهما فعلت ونفذت وخسرت وجندت وسلحت وأفتت تبقى مجرد دولة عميلة لا يعول عليها أو لنقل بمنتهى الوضوح لا يسمح بأن يكون لها كلمة في تخطيط الدول الكبرى، بهذا المعنى، وطالما انتهى دور السعودية في تدمير المنطقة العربية، فقد حان وقت إسقاط هذا النظام، والقاعدة التي تتحدث عن التقاء الساكنين وحذف ما سبق لا يمكن أن تكون صالحة مع «إسرائيل» التي تبقى بالنسبة للأمريكان الدجاجة التي تبيض ذهباً ورأس الحربة التي تعطى الشرعية للتدخلات والهيمنة الأمريكية على المنطقة.
يبقى السؤال، بعد اكتشاف العدو السعودي، لماذا نفكر في إسقاط «إسرائيل» والسعودية موجودة.