صرّح مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الاميركية السابق الجنرال "مايكل فلين" في مقابلة تلفزيونية، أن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت القرار لدعم ورعاية ما يسمى بـ "الجهاديين المتطرفين" ما يعرف اليوم بـ "داعش" و"جبهة النصرة"_فرع تنظيم "القاعدة" في بلاد الشام، ومساندة هذه المجموعات ضد الدولة السورية.
وبحسب المسؤول السابق، كان القرار "متعمداً" ومدروساً من قبل البيت الأبيض، الأمر الذي تؤكده الوثيقة السريّة لجهاز المخابرات التابع لوزارة الحرب – DIA التي كان قد قرأها ودرسها شخصياً بدقة عام 2012 والتي تؤكد دعم الغرب لتنظيم "داعش".
و تعمد فلين توضيح السياسات التي أدّت إلى نشأة وظهور الحركة التكفيرية "داعش"، ويؤكد أن هذه الحركات التكفيرية لم تكن وليدة سياسات تنم عن جهل أو عدم خبرة، بل كانت نتيجة قرارات تمّ حسمها واتخاذها عن وعي وتصميم.
يقر فلين، بأنه في العام 2012 كانت الولايات المتحدة تساعد في نقل السلاح وإيصاله للجماعات "السلفية المتطرفة" و"الاخوان المسلمين" و"القاعدة"، في العراق، ولكنه "لم يستطع أن يمنع ظهور وبروز هذه الحركات المتطرفة، لأن ذلك لم يكن من شأنه بل كان عمله يقتضي بأن يتأكد من أن العمل الاستخباراتي يتمّ على أكمل وجه ممكن"، على حد قوله.
ووفقاً لوثائق سريّة من وزارتي الخارجية والحرب الأمريكيتين، فقد شهد عام 2012 إطلاق فكرة إنشاء تنظيم "داعش"، لاستخدامه في إسقاط الدولة السورية، بتمويل سعودي ورعاية وسلاح أمريكي.
ولا يخفى على أحد أن هذا المخطط يعمل على نشر الفوضى، في المنطقة العربية والتي تمتد آثارها إلى دول أخرى.
وقد تمكنت المنظمة الحقوقية الأمريكية "جوديشيال واتش" في 18 أيار 2015، من الكشف عن مجموعة ، من الوثائق المصنفة "بالسرية" بوزارتي الخارجية والحرب الامريكيتين، بعد دعاوى قضائية في المحكمة الاتحادية استمرت لأكثر من سنتين.
وتبيّن هذه الوثائق الصادرة، عن وكالة استخبارات الحرب الامريكية "جهاز المخابرات التابع لوزارة الحرب – DIA، أن إنشاء ما يسمى "دولة إسلامية" هدف مطلوب في شرق سورية، وسيعمل على دعم السياسة الغربية في هذه المنطقة.
وتضاف شهادة فلين إلى شهادات أخرى تشمل وثائق أخرى، وتقارير لكثير من المحللين والصحفيين، تثبت أن وكالات الاستخبارات الغربية والخليجية كانت تشارك بنشاط في تدريب الحركات "المعارضة" المسلحة السورية، والكثير منها قد انضم لاحقًا إلى "داعش" و"جبهة النصرة" فرع تنظيم "القاعدة" في بلاد الشام، مستفيدين من الأسلحة المقدمة من قبل القوى الغربية.
هذه هي المرة الأولى، التي يقدّم فيها مسؤول سابق تصريحاً صريحاً ومباشراً حول صحّة التسريبات التي ترجع لعام 2012، يؤكد فيه أن القوى الغربية على رأسها الولايات المتحدة لها يد في إنشاء ورعاية "داعش"، ومحاولة السيطرة عليها وتوجيهها لما يحقق أهداف السياسات الغربية في منطقة الشرق الأوسط، لا بل أنها اتخذت القرار باستكمال مشروع اقامة ما يسمى بـ "الامارة السلفية" بالرغم من تحذيرات المحللين بخطورة الوضع على المنطقة والعالم.
مركز الإعلام الإلكتروني