تتماوج الكلمات بين اصابع حروفها , تتهادى تتمايل بخيلاء فهي تعجن مع الطعام رغيف اللغة لتطعمها طيبة المذاق لطلبة لا شك أنهم ينعمون بمن تهديهم نبض لغتنا الثرة , فهي غرفت من أمهات الكتب ونبض شعراء ليس بقارئ او عارف من لم يقرأ لهم , إنهم المصدر الأسمى للغة والثقافة والبلاغة وقوانين مزج الحروف والكلمات , ولا تقف عند حد من حدود المعرفة فهي تقطف من جمال اللغة بمنهجية , وتلاحقها بدراسة اكاديمية تزيد من ثراء كلماتها والمعاني إنها الشاعرة نهى موسوي
نبقى معها في هذا الحوار الذي أجراه الاستاذ الشاعر فؤاد حسن
=لمن قرأتِ من الشعراء ؟
بفعل مهنتي كأستاذة تعليم ثانوي لمادة اللغة العربية وآدابها فلقد قرأت لمعظم الشعراء ومن كلّ العصور عنترة، …نهج البلاغة للإمام علي، المتنبي ـابو العلاء، أبو نواس….جبران خليل جبران …انسي الحاج …أدونيس …عبد المعطي حجازي…غسان كنفاني ….الشاعر أنطوان أبو زيد وغيرهم. طاغور،تولستوي،بابلو كويلو… سرفانتس ورائعة دون كيشوت نجيب محفوظ….. كما وكان لمواقع التّواصل الإجتماعي الفضل بالتواصل مع الكثير من الشعراء يحيي السماوي ،سلمان داوود محمد ،باسم فرات،هاني النديم ،المرحوم محمود المغربي..صلاح أبو لاوي ،ليلى عيد ،…فيوليت أبو جلاد…نعيم تلحوق… (واعتذر ممن لم أذكر أسماءهم …). واليوم بسبب دراسة الماجستر اتعمّق في مطالعة المراجع التي اهتمت بدراسة قصيدة النثر في النشأة والمرجعية والمثير الجمالي فيها أمثال حاتم الصكر،شريف رزق،عبد الله السّمطي…
= ﺃﻳﻦَ ﻳﻤﻮﺕ ﺍلشاعر؟
برأي يموت الشاعر عندما يتسكّع على أبواب الزعماء،لأنّه بذلك يُحولّ حبر الحقيقة إلى وسيلة للتكسب أو أداة لإرضاء الحاكم او الزعيم حينها ينتهي الشاعر … فكما يقول الشاعر أدونيس عندما يُصبح الشعر وسيلة لأيّ شيء ينتهي.. والشاعر أيضا يموت عندما يتقوقع في صور الموروث رافضاً مواكبة الجديد فيتحنّط في دائرة التقليد و التكرار إلى أن ينتهي . …
لمن تكتبين؟ .
.أكتب للطفولة،للحزن، للأماني ،للفرح، للأحلام، للوطن للحب لكلّ مَن يرى في كلماتي صدى لإحساسه
=ﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕَ ﻟﻴﻠﺔٍ “ﻛﻠﻤﺎﺗُﻚَ” ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻦٍ ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ؟
فاجأتني إحدى الصديقات – وهي شاعرة و فنانة – منذ شهر عندما راسلتني على الخاص طالبة مني تلحين قصيدة لي وغنائها .ولا أخفيك أنّها أسعدتني بهذا الطلب هل لك أن تطلعينا على نشاطاتك المستقبلية ؟البحثي في الواقع أكثر ما يشغلني الآن هو رسالة الماستر
= ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸِﻌﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﻘﺎﺑﻞ ..
ﻓـ ﻣﺘَﻰ ﻗﺪ ﻳٌﻨﺼَﻒُ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ، ﻭﻣِﻤَﻦ؟! ﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻱّ ﺳﻤﺎﺀٍ ﻋﻠﻴﻨَﺎ ﺃﻥ ﻧُﺤﻠِّﻖ ﻟﺘﻜﺘﻤِﻞ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻨﺎ؟
نعم نحن ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸِﻌﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﻘﺎﺑﻞ..أمّا مَنْ يُنصفه….؟ الشعر نفسه هو المنصف الأصدق للإبداع إذا صدقت رسالته فالقصيدة التي تستطيع أن تُدهش القارئ بحرية اسلوبها وعمق أفكارها وجديد ثقافتها وعذوبة مفرداتها وسحر صورها قادرة أن تقول ها أنذا… والتاريخ يُخلّدها…
وسؤالك مِمّن …؟المؤسف أن ايّ نشاط ثقافي في هذا العصر لا يرى النّور ويستمر وينجح إن لم يكن له مموّل يدعمه والسؤال هنا أنّ الذي يدير العمل الإبداعي هل هو مثقف هل يؤمن أنّ الفنون بشتّى أشكالها فعل حضاري إنساني رساليّ…؟أم يؤمن أنّ المبدع بالنسبة اليه صفقة تجاريّة يستثمره من أجل جني الأرباح وكفى…؟ – السماء التي يجب أن نتطلع اليها لتكتمل أمنياتنا هي وزارة الثقافة التي عليها تقع مسؤولية إنشاء جيل مثقف ومبدع وعليها تقع مسؤولية مراقبة دور النشر ونشر الوعي وضبط الحركة الثقافية التي تبدو في كثير من الأحيان هزلية …
=هل أنتِ ممن يرون في الحداثة ظاهرة إيجابية؟
الشّعر العربي مرآة مجتمعه وصداه . وبما أنّ كلّ شيء يتغيّر في المجتمع لماذا الأدب يثبت؟ إنّ الصراع بين التقليد والتجديد بدأ في العصر العباسي ،لكنّه توقّف مع عصور الانحطاط،إلى أن عاود الظّهور جديًّا بدايات القرن العشرين بعد الإنتفاضات بشتّى أشكالها الاجتماعية والاقتصادية والوطنية والثّقافية،إضافة إلى العولمة وتفاعل الثقافات وانفتاح العالم على يعضه البعض عبر الفضاء المفتوح……. و التطور حركة غير ثابتة ،تستلهم الماضي ملتفتة الى الغدّ ,تستنبط التراث مستنيرة بالمستقبل .وليس الحاضر سوى مصهر بجميع التناقضات والتوجّهات والتيارات…ليستولدها حركات وتوجّهات وتيّارات جديدة ،فيها التناقضات كلّها والحياة كلّها. وهذه الجدلية لا نهائيّة ،لأنّ العقل ليس نهائيّا.وغير مستقر لأنّ الافكار لا تستقر ،ولأنّ الرؤى لا تتقوقع،ولأنّ الزّمن لا يتجمّد. التطوّر هو سنّة الحياة ،وسنّة الأدب.والأدب يجب ان يكون ابن عصره…. يقول خليل مطران :"للعرب القدامى عاداتهم وتقاليدهم وأدبهم ،فإنّ لنا نحن أيضًا ،عاداتنا وتقاليدنا وأدبائنا…" ويقول ميخائيل نعيمة:"إنّ تقليد الأقدمين ليس سوى موت لأدبائنا"
=إلى أي مدى يمكن للأعمال الأدبية أن تنجح في غرس الثقافة في المجتمع ؟
. يقول عز الدين اسماعيل :"العمل الادبي يرتاد بنا الحياة" إنّ أيّ عملٍ أدبي إنّما يستمد موضوعه من الحياة والأديب في كتاباته إنّما يطرح هموم وقضايا البشر في وجودها وقلقها وصراعها و رسالة أيّ أديب خلق علاقة تواصل في الوعي والإدراك بينه وبين المتلقي ففي الأدب كيمياء تؤثر وتتأثر في المجتمع وويقول الأمير شكيب أرسلان في كتابه الأدب ورقي الأمم ؛ وما تبسطت أمة في الفتح والاستعمار، إلاَّ على أثر نغمات شعرائها، ونبرات خطبائها ونَفَثَات أُدبائها،فالفن محرك الشعوب وموقظها.و لو أخذنا أدب روسو وفولتير لوجدنا أهمية ما صاغته كلماتهما في نهضة الشعب وكيف كانت محفزا إيجابيا في الثورة الفرنسية
وفي النهاية اشكر موقع القلم والأستاذة منيرة أحمد مديرة التحرير والشاعر والأعلامي الصديق فؤاد حسن
أما نحن في موقع القلم فنقول للشاعرة الراقية بكل ما تملك من نواصي الكلمة….: القلم رحب بحضورك
سعدنا ونبقى معك دوما على موعد