في اليوم الاول لبداية العام الدراسي في مدارس سورية اعد موقع بتوقيت دمشق تقريرا عن الواقع التربوي في ظل الحرب الكونية على سورية
جاء فيه :
خاص_ بتوقيت دمشق
عُرفت سورية بتقدّمها في مجال التعليم المدرسي، قبل الأزمة التي عصفت بالبلاد، فرغم بعض السلبيات التي اعترت الجانب التربوي والتعليمي، بلغت مستويات الالتحاق بالمدارس الابتدائيّة سابقاً 97%، لكن حديثاً تدنت هذه النسبة كثيرا بفعل تأثير الأزمة بشكل مباشر على التعليم عامة و تعليم الأطفال والشباب خاصة, حيث خسر الكثير من الطلاب والمعلمين حياتهم, وتضررت المدارس بشكل كلي أو جزئي بسبب النزاع المسلح، وأدى التدهور الأمني إلى تأرجح معدل حضور الطلاب للمدارس بحسب المحافظات وحتى ضمن المحافظة الواحدة، فضلاً عن ارتفاع معدل التسرب نتيجة المخاطر الأمنية التي أدت إلى دفع العديد من الأهالي إلى عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس، والصعوبات التي تواجه النازحين في تسجيل أطفالهم في أماكن تواجدهم الجديدة، كذلك العنف والأعمال القتالية ألحقت الخسائر والأضرار بالبنية التحتية العلمية بكافة مراحلها وجوانبها.
تمثلت تداعيات الأزمة على التعليم ما قبل الجامعي بارتفاع عدد الطلاب الذين لم يلتحقوا بمدارسهم بسبب المخاطر الأمنية التي تشهدها معظم المناطق، وعدم قدرة المدارس على استيعاب أعداد الطلاب الوافدين إلى المحافظة، إضافة إلى حرق وتدمير المدارس وخروجها من الخدمة، وقتل وخطف الطلاب والكادر التعليمي في المناطق الساخنة، وسرقة مستلزمات العملية التربوية في المدارس (أجهزة حاسوب، أثاث بمختلف أنواعه)، واستخدام وسائل النقل بشكل غير شرعي، وسرقة الأموال المخصصة لرواتب العاملين وتنمية العملية التربوية وتطويرها.
وبحسب دراسة لمنظمة اليونيسف صدرت في كانون الأول 2013، فقد انحدرت وتيرة التعليم بشكل حاد في السنوات الثلاث التي سبقت إصدار الدراسة، إذ أجبِر نحو ثلاثة ملايين طفل على التوقّف عن التعليم بسبب الحرب التي دمّرت مدارسهم واضطرار عدد كبير من الأسر إلى مغادرة البلاد.
وتعرضت أكثر من 2445 مدرسة لأضرار بشكلين جزئي أو كلي، بسبب اتساع دائرة العنف المسلح وبكلفة قدرتها وزارة التربية بـ 50 مليار ليرة سورية وشملت كل المحافظات السورية.
وأضاف التقرير أن أكثر من 30 % من الطلاب المسجلين لم يلتحقوا بمدارسهم في عام 2012 بسبب المخاطر الأمنية التي تشهد معظم المناطق السورية والتي دفع بالكثير من الأهالي بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس وخصوصاً الإناث منهم.
مصادر في وزارة التربية السورية كشفت أن المدارس الواقعة ضمن المناطق الأكثر سخونة شكلت بحد ذاتها النسبة الأعلى من التدمير حيث بلغت ذروتها بإدلب أكثر من 772 مدرسة وتليها حلب 301 مدرسة، و أشار المصدر إلى استخدام 1889 مدرسة كمراكز لإيواء الأسر النازحة، تم إخلاء 591 مدرسة منها، كما أن العائلات النازحة واجهت صعوبات بتسجيل أبنائهم (الطلاب) في المناطق المتواجدين بها، وذلك إما لعدم قدرة المدارس على استيعاب أعداد جديدة أو الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب للأسر النازحة.
حوادث الخطف والاستهداف والقتل التي طالت عدداً كبيراً من المعلّمين والمعلّمات بلغت أكثر من 500 حالة حتى نهاية العام 2014، بالإضافة إلى العدد الكبير من القتلى بين التلاميذ والطلاب جرّاء القذائف والصواريخ والتفجيرات التي استهدفت المدارس ورياض الأطفال.
تداعيات الأزمة على الواقع التربوي دفعت بالحكومة السورية إلى اتخاذ إجراءات إسعافية لمعالجة أوضاع الطلاب في مختلف المراحل لتسهيل متابعة تحصيلهم العلمي، كما صدرت العديد من المراسيم بمنح دورات إضافية لطلاب الثالث الثانوي "بكالوريا"، ولكن المشكلة الحقيقية المرتبطة بتأثير الحرب الدائرة على الواقع التربوي ما زالت مستمرة و كبيرة بنتائجها السلبية وانعكاساتها على التحصيل العلمي للطلاب السوريين.