المنيرة في حلمها السادس…
بين المساء وصحبة الليل….
يدثرني الغطاء….
هي في منام آخر
وأنا يرزمني الشتاء
وأعود عند الفجر
ألبس معطفي…
وأرافق الشمس الخجولة
من هوى
ألقته في حضن المساء
. . .
هي لم تنم حتى الصباح…
لم تلق رسما من دم فوق التراب…
ولم تقل…
حتى بغاما للسراب….
مرت على شهب المهاوي….
وارتمت تحت الخضاب
. . .
هي لم تنم من قبل دهر من كلال
لم تكحل العينين من فجر الرحيل
ولم تسلم ساقها للانتعال….
ألقت على خدر القصيدة عمرها…
وتداخلت في ظلها…
حتى الخيال
. . .
الآن ترجع من عناء الوجد….
ترسم فوق عينيها مسامات التذكر
أغنيات…أغنيات…أغنيات
ماذا سينشدنا المغني…..
هلي
أحبك أن تهلي…
وتُعلّمي…
السمار فني
قولي اذا شئت:
نويت.
لا ودَّ يأتي بالتمني
. . .
لونت فيها
أفق عشق الناظرين
ولم أقل فيهم كلاماً جارحاً
كانت تمر على مجالسهم.. وأعبر
من شرايين الحقيقة.. خائفاً
من أن يراني ظلهم….
فأصير موءوداً على شرف القصيدة
. . .
أنا لا أنادي حاتما كيما يجيء…
ولم أسلم (عبس) أرسان الجياد…
الليلة الكانت تناجي فجرها..
مرت على خرز العيون…
وشكّلت أقمارها
تحت الرماد
. . .
غني هنا ما شئت من حلو الكلام
وطيّبي الليل الخجول…
طيّبي.. ليل الحضور
على انفراج الياسمين….
كم مرة… قلت احرقيني..
(كي أحبك من جديد….)
وأذوب وجدا في الجوى…
ذوب القطاةعلى الجليد…
. . .
ابقي هنا.. أو فارحلي.
صوب الجنوب أو الجنون
صناجة الرقص الرحيل….
البعد حلو قاتلي…
. . .
ابقي هنا.. أو فارحلي….
ستغادرين الى نهارك في دمي
وتراهنين على مدارك من دمي….
البعد حلو قاتلي….
. . .
ابقي هنا… أو فارحلي…
أيشدنا شوق غريب جارف
صوب الستار….
كم نائحة
ستنام خلف الظل
تحلم في النهار…
المر حلو قاتلي
. . .
لا تهربي…
من أكثر اللمسات دفئا
في المغيب…
حتى اذا جاؤوك بالمطر…
المعطر.. والثريد
لم تفلتي مرس النجومْ…
ولم تكوني
فائر الماء الهروبْ
يكفي خبالا
فوق هذا الاحتراب….
الموقد الأدنى
ومهوى القرط….
والقمح المندى….
والرقاب
خبز لنائحة وناب…
يكفي خبالا فوق هذا الاستراب
…………………………………………
ابن سحيم الدمشقي / من مجموعة " ملح أسمر"