![](http://beirutpress.net/static/images/cc6a756006a004cb5d48c19a2966bbc6.jpg)
كانت مدينة زوارة الليبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط لعشرات السنين ممراً للتهريب بين قارتي أفريقيا وأورووبا. ولكن في صبيحة يوم من شهر آب الماضي، استيقظت المدينة على جريمة ارتكبها مهربون محليون بحق آخر شحناتهم البشرية.
وكما تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، "غرق في ذلك الصباح 183 مهاجراً بالقرب من شواطئ المدينة، وأدى الحادث لانطلاق عملية تطوعية واسعة للتعرف على الضحايا، ولإنقاذ مئات آخرين سقطوا في مياه البحر".
كما دفعت الحادثة مجموعة من المتطوعين من سكان زوارة للتحول إلى رجال شرطة بعد أن حاولوا طويلاً دفع النخبة هناك لوقف سيطرة المهربين على المدينة.
وتلفت الصحيفة إلى "أن التهريب بات كمرض اجتماعي في زوارة. ولذا يقول أيمن القافاز، شاب في الثانية والثلاثين يقود ما يسمى فرقة "المقنعين" أو "الرجال الملثمين" يشارك عدد من الأسر في إدارة تجارة التهريب، ولا يقتصر الأمر على أسرة بعينها".
ولأن تلك الفرقة غدت بمثابة قوة شرطة رسمية خاصة بالمدينة، يقول القافاز "ساد في مضى شعور بأننا لا نستطيع اعتقال أولاد عمومتنا أو أخواننا. ولكن الآن تغير كل شيء".
وتقول "وول ستريت جورنال" إن "محاولة مدينة زوارة للقضاء على مافيات تهريب البشر تظهر مدى صعوبة إغلاق سوق سوداء تتغذى على أموال مهاجرين يحاولون الهروب من حرب أهلية، أو تأمين حياة أفضل في أوروبا".
وتشير إحصائيات صادرة عن المفوضية العليا للاجئين إلى أن أكثر من 300 ألف لاجئ ومهاجر حاولوا عبور المتوسط خلال العام الحالي، فيما لم يزد عدد جميع المهاجرين عن 219 ألفاً في 2014، وقد غرق ما لا يقل عن 3000 آلاف أثناء الرحلة.
وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن "ما كان يعد تجارة هامشية في زمن القذافي، أزدهر اليوم ليكون جزءاً أساسياً من الاقتصاد، وخاصة بعد تسريح عدد كبير من العاملين من أبناء زوارة ممن كانوا يعملون في مصفاة نفط ومعمل كيماوي قريب، جراء الاضطرابات السياسية".