.تركيا الطورانية ، قامرت بكل رصيده
الكاتب الاستاذ محمد محسن
…………………..تنكبت العلمانيه ، ورجعت إلى العثمانيه
.. …………………..ليس ماقبل اسقاط الطائره الروسية كما بعده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال جوهري اقتضته الإنعطافة التاريخية ، التي نمر بها ، والكل معني بالإجابة عليه ،
…………………..لماذا تنامى الفكر الديني ؟ ؟
هناك بالتأكيد كثير من العوامل ، سنكتفي بالتركيز على بعضها ، أهمها هزيمة المنظومة الإشتراكية ، وما استتبعها من انهيارات لجميع الحركات والأحزاب الإشتراكية ، وترافق هذا الإنهيارمع ضمور وتراجع النقابات العمالية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني على مستوى العالم ، والمأزق الذي تعيشه الشعوب والمجتمعات في العالم الثالث ، ومنها فشل وتراجع الأحزاب القومية ، والنشاط المحموم للوهابية السعودية .
كل هذه الأسباب وغيرها ، أفسحت في المجال لعودة الحركات الإسلامية المهزومة والمدانة ، ومنها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين إلى الظهور والتنامي ، ليس على الصعيد العربي بل على صعيد العالم الإسلامي ، وبخاصه في تركيا الطورانية ، التي استطاع الحزب الإسلامي الذي يهتدي بتعاليم " سيد قطب " ، مؤسس حزب الإخوان المسلمين في مصر، الذي رضعت من حليبه كل الحركات الإرهابية ، والذي قال : " نحن جماعة الحق ومن عدانا ليس بمسلم" إلى الظهور والتنامي ، على حساب قرن من "الأتتوركية "العلمانية .
أي في الوقت الذي تسير فيه البشرية نحو ثقافة العقلانية ، والإنفتاح ، والديموقراطية ، والخروج من الإنتماءات الدينية الضيقه ، استدارت تركياالطورانية نحو الشرق ، وراحت تحلم بإعادة السلطنة العثمانية ، بدلاً من سعيها الذي كان دؤوباً الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي العلماني ، محولة تركيا "أتتورك "إلى دولة دينية ،
هذه الإنعطافة والحلم "بالمجد العثماني "الغابر، استدعتا تغيير السياسة التركية ، حيث بات جل اهتمامها منصب على رعاية ومساعدة الحركات الإسلامية ، وبخاصة في المنطقة ، وتوظيفها لصالح برنامجها الجديد ، الذي يقضي بإعادة الهيمنة على العالم الإسلامي .
وبالرغم من التناقض الرئيس بين حزب الإخوان المسلمين الذي بات مسيطراً في تركيا الطورانية ، والحركة الوهابية السعودية ، فلقد جمعهما الحقد على سوريا العروبة ، والرغبة في تحطيمها وتحويلها إلى دولة دينية ،
تلاقت هذه الرغبة مع الدول الغربية الإستعمارية بزعامة أمريكا ، فكان الإرهاب المصنع والممول سعودياً ، وتركياً ، وغربياً ، وتنوعت فرقه وأسماء ألويته ، حتى وصلواإلى داعش ، الذي بات يشكل تهديداً ليس لسوريا وحدها ، بل للعالم أجمع ، وللسعودية وتركيا على وجه الخصوص ، ولكن ومع رسوخ هذه القناعة عند الكافه ، تبقى الأولوية عندهم أسقاط النظام السوري ، تحت اسم ملتبس إسقاط وتنحية بشار الأسد .
لم تترك تركيا وحشاً ، ولا مرتزقاً ، ولا حاقداً ، ولا مجرماً ، إلا ودفعته في أتون الحرب على سوريا بعد أن سلحته ، خمس سنوات كادت تزوغ عقول أردوغان ، وأحمد أوغلو بعد ابصارهم ، لأن الرغبة والحلم لم تتحققا ، نصبت تركيا الخيم قبل الحرب ، سرقت معامل حلب ، سرقت النفط ، وهربت الآثار ، هددت وأرعدت ألف مرة ، طرحت ألف مشروع ومشروع ، منطقه عازله ، منطقة حظر جوي ، حماية التركمان وغيرها .
إستمرأت تركيا العدوان على سوريا عبر سنوات خمس ، لم تترك فيها ضرباً من ضروب الإجرام أو درباًمن دروب الفتنة إلا وسلكته ، حتى قادتها غطرستها وتماديها ، إلى ارتكاب غلطتها التاريخية وذلك باسقاط القاذفة الروسية .
هذه الجريمة النكراء غيرت الموازين ، وقلبت اللعبه ، واضاعت تركيا فرصتها الأولى والأخيره التي بشرت فيها منذ الشهر الأول للحرب ، ألا وهي انشاء منطقه عازله ، هذه الأمنيه لم تعد في الحسبان ، ليس هذا فحسب بل ستتوقف عملية سرقة النفط السوري ، والآثار السورية ، كما وستقف عمليات تداول
الليره التركيه على الأراضي السورية .
إن الرد الروسي سيكون مزلزلاً على اكثر من صعيد ،أهمها : ستكون السماء السورية حراماً على أي طائرة تركيه ، كما أن الإرهابين الممولين من قبل تركيا ــ تركمان وغيرهم ــ ، سيكونون الهدف الأهم للقاذفات الروسية حتى التدمير الكامل ، وسيشكل الأسبوع أو الأسبوعين القادمين ، فالقاً زمنياً يؤشر إلى بداية انهيار الحركات الإرهابية .
……..أيها الأصدقاء
كنت قد بشرتكم دائماً بالنصر ، وكنت قد أكدت أن الميدان هو الحل ، وأن المعارضات لن تدنس ارض سوريا ، وأن سوريا ستبقى موحده ، وأن التاريخ قد كلف سوريا بتقويم مساره ، وعلى الأرض السورية وبسببها سينهض القطب العالمي الجديد . لم أكن أتنبأ بل كنت أقرأ مجريات الأحداث ، وتفاعلاتها ، وأن الشعب السوري لن يكسر .
……………….وأنا الآن اجزم أن هزيمة الإرهابيين كجهد عسكري قد باتت قريبة ، وأن السحر سينقلب على الساحر ، فسيحمََل العالم السعودية وتركيا وزر إِرضاع الإرهاب فكراً ، ودعمه مالاً وسلاحاً ، فستنهار السعودية ، ولن تعرف تركيا بعد الآن الإستقرار ، وستكون بداية تخلخلها الإقتصادي ، والإجتماعي ، والسياسي .