washington post
سوف تقوم (إسرائيل) بإرسال بعثة دبلوماسية رسمية لها في أبو ظبي خلال الأسابيع المقبلة، وفقا لما كشفه «باراك رافيد» في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس الجمعة. الممثلية الجديدة في أبوظبي تمثل خطوة كبيرة بالنسبة إلى (إسرائيل) وهي المرة الأولى التي يوجد بها تواجد رسمي إسرائيلي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي الخطوة التي تبرهن على أن الحقائق الدبلوماسية المتغيرة على الأرض في الشرق الأوسط يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على العلاقات بين (إسرائيل) ودول الخليج والعالم العربي بشكل عام.
وقد حظيت إسرائيل منذ فترة طويلة بعلاقات دبلوماسية محدودة مع دول الخليج، شأنها شأن العديد من الدول في العالم العربي، التي لا تعترف بدولة (إسرائيل) وتظهر الدعم للقضية الفلسطينية. حاليا، (إسرائيل) لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع اثنين فقط من جيرانها من الدول العربية هما مصر والأردن بعد أن وقعت مهما معاهدات للسلام أعوام 1979 و1994 على الترتيب. الدولة الأخرى الوحيدة العضو في جامعة الدول العربية التي تحظى بعلاقات كاملة مع (إسرائيل) هي موريتانيا على الرغم من وجود علاقات دبلوماسية وتجارية محدود لـ(إسرائيل) مع سائر الدول العربية الأخرى.
حاليا، لا توجد علاقات دبلوماسية أو اقتصادية رسمية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين (إسرائيل). ويسمح حاملي جوازات السفر الإسرائيلية بالدخول إلى البلاد فقط تحت شروط خاصة. أخذت العلاقات بين البلدين خطوة خطيرة إلى الوراء في عام 2010، عندما تم اغتيال «محمود المبحوح»، أحد نشطاء حركة حماس، في غرفة في فندق في دبي، وهي العملية التي يعتقد بشكل كبير أنها قد تمت بأمر مباشر من الحكومة الإسرائيلية.
سوف تكون البعثة الدبلوماسية الجديدة في أبو ظبي غير تقليدية بكل تأكيد. بدلا من إقامة علاقات بين (إسرائيل) والإمارات العربية المتحدة، سوف تكون البعثة معتمدة رسميا من قبل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) وهي منظمة دولية متعددة الحكومات تهدف إلى تشجيع استخدام الطاقة المتجددة. (إسرائيل) ستكون الدولة الوحيدة التي لها وجود دبلوماسي في دولة الإمارات العربية المتحدة تم اعتماده من قبل إيرينا، ولن تشهد العلاقات الدبلوماسية بين (إسرائيل) ودولة الإمارات العربية المتحدة تغيرا رسميا.
كان هناك كان تلميحات إلى أن مثل هذه الخطوة كانت قادمة. في يناير/ كانون الثاني عام 2014، قال وزير البنية التحتية الإسرائيلي «سيلفان شالوم» لصحيفة «جيروزاليم بوست» إنه يهدف إلى إنشاء بعثة دائمة لـ(أيرينا) في أبوظبي. وكان «شالوم» قد قام بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور اجتماع (إيرينا)، حيث أعرب عن دهشته ليس فقط بسبب السماح له بدخول البلاد، ولكن لأن دولا مثل الكويت وغيرها من الدول العربية لم تقم بالانسحاب. وأشارت صحيفة «هآرتس» أيضا أن قرار إسرائيل الغير متوقع بدعم مساعي أبو ظبي للحصول على موقع في مكتب قيادة مكتب «إيرينا» في عام 2009 قد يكون راجعا لرغبة (إسرائيل) في التواجد الرسمي في البلاد.
أحد العوامل المساهمة في تعزيز مسألة افتتاح البعثة قد يكون راجعا للأرضية المشتركة المكتشفة حديثا ما بين (إسرائيل) والدول العربية السنية بسبب معارضتها المشتركة للاتفاق النووي الإيراني. خلال سنوات من المفاوضات، التقي مسؤولون إسرائيليون مع مسؤولين من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى ما أسهم في تطوير ما أطلق عليه مسؤول إسرائيلي «علاقات شخصية جيدة». وبينما معظم الجمهور في الدول العربية لا يزال ينظر إلى (إسرائيل) بارتياب عميق، فإن بعض استطلاعات الرأي الأخيرة في دول الخليج تشير إلى أن إيران قد حلت محل إسرائيل بوصفها القوة الإقليمية الأكثر إثارة لمخاوفهم.
ومع ذلك، فإن بعض المسؤولين الإسرائيليين قد سارعوا إلى التقليل من شأن القراءات التحليلية حول البعثة الدبلوماسية الجديدة، وقد صرح أحدهم لوكالة «رويترز» بالقول «إنها مجرد نصف خطوة خارج الأبواب».
(ترجمة الخليج الجديد)