- رحمونيوز
- الكاتب/ة : أ.قاسم حدرج
تركيا وريثة الإمبراطورية العثمانية تحولت إلى حظيرة ببابين .
باب يفتح على مصراعيه للإرهابيين من شتى أصقاع الأرض للدخول إلى سوريا وقتل أهلها وسرقة خيراتها وإهدائها إلى عصابة أردوغان, وباب يفتح لللاجئين للتدفق إلى أوروبا حاملين معهم الأخطار الأمنية والاقتصادية على القارة العجوز ، وبما أن الباب الأول في طريقه للإقفال النهائي بقرار سوري روسي ايراني وضياع حلم المنطقة العازلة في الشمال السوري ليصبح منطقة معزولة في الجنوب التركي وبالتالي فلم يعد أمام لص أنقرة سوى الباب الأوروبي و ورقة اللاجئين التي ما زالت صالحة للمساومة , ولكن وبما أن التركي يدرك بأن مدة صلاحية هذه الورقة قد قاربت على الانتهاء فها هو يبيعها بثمن بخس قدره ثلاث مليارات يورو إضافة إلى تأشيرة دخول أفراد إلى دول الاتحاد الأوروبي مصحوبة بوعد بإعادة دراسة ملف الانضمام .
وها هو رئيس وزراء الحظيرة أوغلو يعلن على الملىء بأن بلاده هي مومس مستعدة لفعل أي شيء مقابل الدخول إلى الجنة الأوروبية وهذا مرده إلى الرعب الذي يعانيه من جراء تركه وحيداً فريسة بيد الدب الروسي وهو ما سيدفع هذه الدول إلى استغلال حالة تركيا المهزوزة المرعوبة وانتزاع التنازلات منها في الملف السوري وكف يدها عن تقديم كآفة أشكال الدعم للإرهابيين .
وبتقديري أن الرسالة قد وصلت إلى داعش التي قد تسعى في الأيام المقبلة إلى ايصال بعض الرسائل المفخخة إلى اسطنبول على غرار رسائل باريس وبهذا تكون تركيا قد دخلت دائرة النار التي أحاطت بها من كل جانب "وأصبح الخطر يتهددها " روسياً و أوروبياً أو داعشياً عدا عن خطر الأكراد ومعارضة الداخل .
في الوقت الذي تشهد فيه سوريا انتعاشة عسكرية وسياسية لم تشهدها منذ بداية الأزمة فمن انتصارات في الميدان إلى انعطافات سياسية للعديد من الدول الكبرى إلى مواقف ثابتة وراسخة من كآفة الحلفاء تظهر بأحلاف معلنة ومواقف تؤكد على دور القيادة السورية وجيشها في مكافحة الإرهاب الذي فرض كعنوان للمرحلة يتصدر كل ما عداه من عناوين وبحيث اختفت عناوين الحرية والديمقراطية وتغيير النظام بل اصبحت هذه القيادة مطلباً ملحاً وحاجة لا غنى عنها لمحاربة الإرهاب .
ولم يقتص الأمر على ما قاله الوزير المعلم بأن " إزاحة الرئيس بشار هو حلم ابليس في الجنة " بل أصبح الرئيس بشار هو الجنة التي يحلم الجميع بالعيش في جوارها ، وستشهد الأيام المقبلة بأن لص أنقرة وأن بقي على صفه في العلن فأنه سيسعى من تحت الطاولة إلى فتح قنوات اتصال مع القيادة السورية طالباً الصفح والغفران كما يفعل اليوم سعد الحريري الذي يدفع باتجاه ايصال توأم الرئيس الأسد إلى سدة الرئاسة اللبنانية.
قلناها منذ اليوم الأول للأزمة بأنه سيأتي اليوم الذي يزحف به الجميع باتجاه بوابة دمشق ليدخلوها خائبين بعد أن توهموا بأن يدخلوها فاتحين .
من حقنا اليوم أن نرفع الصوت هاتفين هنيئاً لنا بأسود النصر أسياد العصرهذا العصر .