الكاتب محمد محسن
………………كان همهم تدمير الحضاره ولا زالوا
…………………….لم يعرفوا من الإسلام إلا طقوسه
قبائل رعويه متوحشه ، اتت من أواسط آسيا لاعلاقة لها بالحضاره ، قادها " جنكيز خان " ارهابي ذلك العصر ، من تخوم الصين ، حتى مصر وما بينهما من بلاد الشام وبغداد ، سقطت بغداد وسقطت معها حضارتها ، حتى بات ماء دجلة المتدفق ، أسوداً متفحماً من عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات المحروقة ، واستبدل ماء الفرات بدماء كل من وقع تحت آلة الحرب الهمجية من العراقيين . إنهم وحوش ذلك العصر وكل عصر .
ثم جاء حفيد جنكيز خان " هولاكو " وبعد هولاكو" تيمور لنك " فأكملا مهمة القتل والتدمير وذبح حضارات المنطقه ، فما لم يحرقه ويدمره جنكيز وحفيده هولاكو ، أجهز عليه تيمور لنك ، المعروف بقاطع الرؤوس ، حتى أنه بنى هرماً من رؤوس أبناء دمشق ، في المكان الذي يطلق عليه الآن برج الروس ، القريب من باب توما .
ولكن أجداد الأتراك التتار والمغول هزموا في معركة عين جالوت في 3/9/1260 ولم تلملم المنطقة جراحها ، وتبدأ مسيرتها الحضارية الجديده ، حتى نكبت ثانية بأحفاد جنكيز خان وهولاكو وتيمور لنك الأتراك ــ العثمانيون ــ حيث جسموا على صدور وطننا العربي أربعمائة عام جديدة من عام 1516
حتى عام 1916 ، وسميت عصورهم بعصور الظلام .
هذه القبائل من الرعاة بعد التقتيل والتدمير لكل أوجه الحضارة في بلادنا ، اعتنقوا الإسلام ، وحولوه من عبادات وروحانيات إلى طقوس وشكليات ، وها هم العثمانيون الجدد ورثتهم ، يتصدون لقيادة الإسلام بسلطنة عثمانية إخوانية جديدة .
لايجادل مختص موضوعي ، أن أول خطوات مشتها الحضارة الإنسانية كانت في بلادنا ، وأن الحضارة اليونانية ما هي إلا ابنة شرعية لحضارة المنطقة العربية ، ولكن أجداد الأتراك من التتار والمغول ، وبعدهم أحفادهم العثمانيين ، هم كانوا ولا يزالون عبر القرون المجهضين لأي نزوع حضاري ، فالعداء بيننا وبينهم قديم وجديد ومستمر
.عندما يتأهب الباحث للكتابة عن السلطنة العثمانية ـــ إمبراطورية الرجل المريض ـــ تزدحم القضايا التي يرغب طرحها ، ويحار من اين يبدأ ، من فتوحاتها الأوروبية والتي تمت باسم الإسلام ، وكيف تعاملت مع تلك الشعوب ، أم من ابادتها لعشرات الآلاف من الأرمن ، والسريان ، والآشوريين ، أم من سيطرتهم البغيضة وممارساتهم الهمجية ضد الشعوب العربية ، أم من شهداء 5 أيار الأبرار ، أم من سفر برلك ؟. أم موقف إمبراطويرة الرجل المريض ، من الإسلام والفكرالإسلامي والتشويهات البنيوية التي ألصقتها به أم سرقتهم للواء السليب ، ولكليكيا العربية السورية ، ومحاولة محو عروبتهما ، من خلال منعهما من التحدث بلغتهما الأم .
وتبقى حالة السبات الحضاري الطويل والمديد للشعوب العربية ، في ظل الحكم السلجوقي التركي ، التي دامت أربعة قرون والتي أطلق عليها صواباً اسم ـــ عصور الظلام ـــ ، والتي كانت امتداداً لهمجية وبربرية التتار والمغول ، أجدادهم وورثتهم ، هي الجديرة بالبحث أولاً رغم فظاعة وأهمية المواضيع الأخرى .
لأن حالة السبات الحضاري أدت إلى خمول مستنقعي إجتماعي ، سياسي ، ثقافي ، وإلى شلل روحي ، وتحجر ديني قشري ، وإعادة إنتاج الإسلاموية السلفوية ، والتقوقع ، والتكور ، وعدم إنتاج أي فكر تنويري ، وإشاعة مناخ ديني لاعقلاني اسطوري متخلف ، لاصلة له بصحيح الدين ، بل جهالة تقتات على الخرافة .
فجاءت الأصولية الدينية لترث الف عام من التزمت ، والجمود ، ورفض ومحاربة كل النزعات ومحاولات الإصلاح والتجديد ، والتركيز على الإيمان الساذج البسيط ، الذي يهتم بالطقوس ، ويتجاهل الغايات ، وأضاعوا معاني الدين ، وابقوا على مظاهره وأصبحت العبادات عاده ، والصلاة مجرد حركات وتكبيرات .
ولا نجحف بحق المسلمين من غير العرب إذا قلنا : أن غالبيتهم لايحفظون من القرآن سوى اربع اوخمس آيات ، يرددونها في كل صلاة ، وهم لايعرفون معناها ، فكيف سيعرفون مرامي الدين وهم يجهلون اللغة العربية ؟ هذا هو واقع السلطنة العثمانية الراعية للدين ، والمسؤولة عن الفرائض ، وهي لاتعي من الإسلام إلا قشوره ، بحيث عممت هذه الحالة الشكلانية ، وطبقتها في جميع ارجاء السلطنه ، والتي لانزال نحصد عقابيلها . ،
إن السلطنة العثمانية التركية ، لم تكن امبراطورية ، ولم تكن إسلامية ، بل كانت نظاماً تركياً مريضاً ، وزائفاً أمرض الدول التي استعمرها ، كما يمرض اليوم العالم ، ونقل للعالم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين ، ولما كان الإسلام مرتبطاً بثقافة العرب ، شوه العرب وثقافتهم ، ولانزال ندفع ثمن ذلك وسنبقى ندفعه لعقود ،
ولقد قال في الترك " السيد الفراتي "
…………….. ثلاث خلقن للجور والفساد ، ( القمل ، والترك ، والجراد )……..
والأمر والأدهى ان في العرب من يدعو الآن لإعادة " السلطنة العثمانية " بل " الخلافة الإسلامية " إلى حضن الشرعية التركية ، ويتلاقى هذا وحلم أردوغان ـــ كحلم ابليس في الجنة ـــ بعصرالعثمانية الجديده ، على عقيدة الحركة الدولية لحزب الإخوان المسلمين ، وما الحركات الإرهابية ، إلا ولادة طبيعية لهذا الفهم السلفوي البغيض .
وواهم من يعتقد بانتشال المنطقة من وهدتها ، التي أنزلها فيها الفكرالإسلامي التركي ، ومن ورثه ، بدون فك الإرتباط مع الفهم الإسلامي العثماني القشري والشكلي المعمم ، عل مستوى العالم العربي ، وفضح المدونات الفقهية التي جاء بها ابن تيميه ، الذي مات في سجن القلعة بدمشق لإتهامه بالخروج عن الدين ، هو وتلميذه ابن القيم الجوزية ، ودعوتهما لتكفير كل من لايؤمن بعقيدتهما التشخيصية ، وقتل كل من لايأخذ بمنهجيهما .
وقطع دابر الفقه الوهابي التكفيري الذي جاء به محمد بن عبد الوهاب ، وتبنته الأسره السعودية التي وُظفت لتمزيق المنطقة ، ونشر فقه التكفير والقتل ، والتي لعبت السعودية هذا الدور بنجاح منقطع النظير ، فخلخلت جميع الوحدات الإجتماعية العربية والإسلامية ، ورسخت مفهوماً متوحشاً ووحشياً للدين الإسلامي حتى بات العربي إرهابياً ، ومتخلفاً ، ومخيفاً ، وراعي إبل ، وغرائزياً ، وعدواً للحضارة ،وعصياً على الإصلاح .
لقد خنق التتار والمغول وحفدتهم الترك ، حضارتنا وشوهوا تاريخنا ، وأوقفوا تتطورنا الفكري ، وقمعوا كل نزوع نحو العقلانية ، وجسموا على صدورنا قروناً طويلة ، كله جاء باسم الإسلام ، وهم لايعرفون من الإسلام إلا طقوسه . فهم أعداؤنا التاريخيين ، ولا صلح معهم ، ولا تفاهم ، إلا بعد استرداد كل ما سلبوه منا .
…..