عكاظ " المعارضات في السعودية
……………………..عنوان الندوه " تنحي الرئيـــــــــس
………………………..وإعادة بناء الجيش ، والأجهزه الأمنيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــالكاتب محمد محسن ـــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفرق بين ندوة " عكاظ " في ما قبل الإسلام ، وبين " عكاظ " اليوم ، أن عكاظ التاريخ كانت تعقد في مكه ، وعكاظ اليوم عقدت في الرياض ، لأن في ما بين المؤتمرين من هم من " الجنسية المسيحية " ، في تلك كان المنتدون يتبارون في الشعر ، ولكن بقصائد منوعة ، في الهجاء ، وفي الغزل ، وفي المديح ، وفي الفخر ، وفي الفروسية ، وغيرها من العناوين ، أماعكاظهم اليوم فلقد اكتفت بعنوانين فقط مدح المليك المعظم سليمان ، مليك العرب والعجم ، وبلاد الديلم ، والسند والهند ، وما وراء البحار الأربعه ، وهذا تقتضيه أصول الضيافة ، وسخاء " مصروف الجيب " . والموضوع الثاني والذي بحت أصوات المؤتمرين على مدى خمس سنوات ، لم يتركوا فيها شاشة أو جريدة ، إلا وكان ذات الموضوع هو ديدنهم " تنحي الأسد " .
الغريب أن الشاشات قد ملتهم ، وهم لم يملوا ، هل هو نتيجة الغباء المستحكم ، أو الحقد الأعمى الذي أكل بصائرهم وأبصارهم ، فباتوا في غيهم يعمهون ، ـــ من لايرى من ثقب الإبره الأعمى أحسن منه ـــ مئآت الآلاف من الوحوش المرتزقة في العالم جندوها ، وسلحوها ، ومولوها ، وولغت في الدم السوري الذي سال أنهاراً ، ووراء هؤلاء الوحوش كل دول الشر في العالم ، بما فيها مملكة الغباء ، والحقد ، والمال الوفير. السعودية . وآلاف من الشاشات الناطقة باللغات الأساسية الخمس ، التي ملأت الفضاء تحريضاً ومعها " فيصل القاسم " .
كل هذا الطاغوت وعبر خمس سنوات ، لم تتمكن من" ترحيل الأسد " فهل في هذا المؤتمر العكاظي ستقدرون ؟؟؟ وعلى سبيل الإستطراد تحت عباءة وعبارة " تنحي الرئيس " تندرج كل العناوين الأخرى ، تسريح الجيش وتغيير بنيته ــ الجيش العراقي نموذجاً ــ فكفكة مؤسسات الدولة ، "أخونة الدولة " أو " وهبنتها " وإعادة الدولة إلى الحضن الأمريكي .
هؤلاء المراهقين السياسيين ، ألم يملوا ؟؟ ألم يحبطوا ؟؟ كل ما جرى ويجري ألم يغير شيئاً من مواقفهم وقناعاتهم ؟؟ ساروا في غيهم وما بدلوا تبديلا ، هل هو الثبات على الموقف عقائدياً ، أم هو الحقد الذي يعشش في عقولهم ، أم هو الحلم الذي تبدد ، أم الضغط الذي أحنى ظهورهم من كثرة الحدب ، تنفيذاً لأوامر الممولين ، أم ماذا ؟؟؟
سيعودون إلى دكاكينهم ، وإلى فنادقهم ، يجلسون طويلاً أمام الشاشات ، على أحر من الجمر ، يحللون ، ويتناقشون ، ويحاولون استخراج بعض الأمل من ثقوب الأخبار ، حتى انتصارات الجيش ، يقلبونها على نار حامية لعلهم يجدون ما لايحبطهم ، هم يكذبون على أنفسهم ، ومشغليهم يكذبون عليهم ، ولكن لامناص من البحث عن بعض الأمل ، حتى يتمكنوا من النوم ، ولذلك باتت حبة " الفاليوم " تزان بالذهب في اسواق بلدان التشرد .
كانوا يراهنون على ما سمي" بالجيش الحر " فتبخرفي ليلة ليلاء أكلته كلاب الحوأب ، من النصرة وداعش ، ومن يعيش حولهما وبينهما ، وبالرغم من البراقع اليسارية ، والإدعاءآت العقلانية ، والشهادات العاليه التي تركوها معلقة في جدران منازلهم ، وتهمة " الثقافه " التي يتشبثون بها ، وقدرتهم على الخطابة ، والتحليل ، وتزويق الكلام ، وتغنيهم بماضيهم التليد ، ومؤلفاتهم الفكرية التي ملأت الرفوف .
كل هذه وغيرها من الإدعاءآت لم تغنهم ، ولم تصنهم ، بل وظفوها في اقناع أنفسهم ، وفي عملية تضليل ممنهجة لقناعاتهم ، وساروا في هذا الطريق رويداً رويداً وأحياناً بشكل متسارع ، حتى وصلوا إلى خندق داعش ، خندق الشيطان ، المهم أن تسقط دولتهم ، أن يسقط جيشهم ، ولو على بحر من الدماء وعلى يد من كان ، حتى باتت السعودية ملجأهم الأخير ، وباتت تركيا ملهمتهم ومستراحهم ، كل هذا وتحت المظلة الأمريكية .
حوار بسيط إفتراضي سنجريه معهم ، كيف قلبتم كل مفاهيمكم وانتماءآتكم ، سنعفيكم من معاداتكم لأمريكا سابقاً ، ونبرر لكم عودتكم إلى حضنها ، ولكن كيف تمكنتم من إقناع أنفسكم ، ونسيتم وتناسيتم عصور الظلام العثمانية التي خنقت نزوعنا الحضاري ، وعطلت ثقافتنا ، وشوهت تاريخنا ، وقتلت كل رجال النهضة العربية ، ونشلتوها بالنهاية من هذا التوصيف المظلم ، والوهدة السحيقة ، ووضعتموها في موقع الدولة المنقذ ؟
بأي وسيلة أقنعتم أنفسكم ، ووضعتم السعودية البلد الأكثر تخلفاً في العالم ، في موقع الموئل ، والمنقذ ، والمخلص ؟ بعد أن لعنت من كل عاقل على وجه البسيطة ؟ وفي الوقت الذي وصلت فيه قناعة جميع شعوب العالم الغربية والشرقية ، إلى أن السعودية هي التي تتبنى ، وتصدر، الفكر الوهابي الإرهابي ، وأنها هي وتركيا ، "وكطر" ، هم من مولوا وسلحوا وجلبوا وسهلوا دخول الإرهابيين إلى بلادنا ، والذين باتوا يشكلون خطراً على الحضارة الإنسانية ؟؟
وبالمفهوم المقابل ، وحتماً وما دامت هذه قناعاتكم ، سيصبح حزب الله الذي وجد لمواجهة اسرائيل ، وقدم خيرة شبابه في قتالها إرهابياً ، وستصبح إيران دولة فارسية صفوية مارقة ، وستصبح روسيا دولة مستعمرة .
أناشدكم بكل قيم الدنيا ، وما رسخته الحضارة من قيم ، كيف تم هذا الإنقلاب الذي فاق 180درجه ؟ ووصلتم إلى هذه القناعة ؟؟ وأصبحتم في معسكرالضد ، الذي كنتم تجاهرون بعدائه سابقاً ، وكانت مؤلفات بعضكم تلعنه ؟؟
بمعادلة بسيطه وغير معقده ، مادمتم مع السعودية ، ومع تركيا ، وهما تحت وصاية الولايات المتحدة الأمريكية ، وكانت هذه" الولايات "هي الحامية ، والراعية ، والمسلحة ، لإسرائيل ، هل يمكن وضعكم، ـــ بعد استئذانكم ـــ في خانة أصدقاء اسرائيل ؟؟؟!!!
… لعنتم تاريخكم ، ودمرتم بلدكم ، وقتلتم خيرة شبابه ، وتعرفون يقينياً أن لاتأثير لكم على الأرض ، لاعسكرياً ولا إجتماعياً ، وبتم كالعنزة الجرباء يهرب منها حتى قطيعها ، ويعزلها الراعي في حظيرة منفردة ،
… وأنا أثق أنكم تعرفون أنكم تجرون أزيال الخيبة ، والخسران ، وليس لكم إلا أن تشدوا أزر بعضكم ، وأن تتوسلوا المنجمين لعلهم يجدون لكم مخرجا ،
…وما دمتم تدعون الماركسية والعقلانية ، حتى الحور العين في الجنان ليست لكم ،،،