………………..تاريخ المعارضات ومســـارها
……………………برنامجها ، و برنامج الوطــــن ؟
……………………..أين أصبحت ، وما هو مستقبــــلها ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميع المعارضات التي اتخذت من مفهوم " الفوضى الخلاقه " ـــ شعار المحافظين الجدد ـــ في الولايات المتحدة الأمريكية ، شعاراً لها لمواجهة سلطات بلدانها ، جميع هذه المعارضات سارت في نفس النهج ، واتبعت نفس الطريقة ونفس ألأسلوب ، فكانت تجربة يوغسلافيا سابقاً التي باتت خمس دول ، هي التجربة الناجحة الأولى ، ومن ثم اتخذت نموذجاً يحتذى ، ثم جاء دورليبيا ، فتونس ، فمصر ، فاليمن ، وصولاً إلى سورية ، كلها تخرجت من نفس المدرسة ، وتبنت نفس البرنامج ،وكان محركها واحداً .
لما كنت أقود أهم وأكبر حزب معارض ، كانت تعرض علي جميع المشاريع المنوي القيام بها ، من قبل غالبية الحركات المعارضه ، قبل وبعد " إعلان دمشق " ، وكنت للتاريخ وللحقيقه ، أشم فيها جميعها رائحة المخابرات المركزيةالأمريكية ، فكل الحركات والتحركات ، لم تكن تهدف الإصلاح والتقويم ، بل الهدم والتدمير .
لأنها وبالمجمل كانت تعارض سياسات الدولة الخارجية والداخلية ، وتقف منها موقفاً معادياً ، لا موقفاً نقدياً ، ولما كنت لا أجد أي خلاف مبدئي مع سياسات الدولة الخارجية ، وبخاصه مواقفها من القضية الفلسطينية ، ومن المقاومة اللبنانية ، ومن علاقاتها الإستراتيجية مع إيران ، وموقفها من الغزوالأمريكي البربري للعراق .
بل كانت معارضتنا تقتصرعلى منحيين ، السياسة الداخلية الإقتصادية والإجتماعية ، والتقارب الفاجع مع دول الخليج الرجعية ، لأن دول الخليج ، وجدت لتقف ضدأي تحرك تقدمي وحدوي عقلاني . حتى أنني وفي حفل تأبيني لرفيق من رفاقنا الأعزاء في بيت ياشوط ، قلت وشبهت التقارب السوري السعودي ، كمن يدخل الثعلب الماكر إلى حقله .
كانت غالبية الحركات المعارضة يسارية الهوى ، ومنضوية تحت لواء" التجمع الوطني الديموقراطي " بعثيين ديموقراطيين ، وشيوعيين ، وماركسيين مستقلين ، وناصريين ، وكان يقود الحزب الشيوعي ــ رياض الترك ــ وكان الناصريون بقيادة المرحوم المناضل جمال الأتاسي ، الذي توفي فعهدالتنظيم إلى أحمد عبد العظيم الذي توفى أيضاً ، فسلموا أمرهم لأخيه حسن عبد العظيم ، الإخواني الهوى والذي لم يعمل في السياسة قبل ذلك .
ولكن الفضيحة التي قسمت ظهر البعير ، وفي ليلة ليلاء ، فاجأنا السيد رياض الترك ، قبل آخر اجتماع لنا مع التجمع ، بجملة غريبة وغير متجانسة مع تاريخه وتاريخنا حيث قال " سيسجل التاريخ أنني قمت بمبادره ستشكل تحولاً في عملنا السياسي ، وتابع لقد جئت بحزب الإخوان المسلمين إلى التجمع " نزلت علينا كالصاعقه ، ففصمنا عرى العلاقه . هذا القائد الشيوعي ، أصبح يتحدث بالطائفية ، وباتت السفاره الأمريكه ملاذه الآمن الآن .
من هنا كانت بداية القطيعة ، وبداية السقوط المدوي للمعارضات ، وعلى هذا الموقف راكمت الأحداث وصولاً إلى مانحن عليه ، تحالف يضم شرائح من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين الإخواني ، والكامخ بينهما ، بهذه القراءة المختصره لمسارالمعارضات التاريخي وسبب سقوطها المريع ، يزول الإستغراب ، والإستهجان ، إنه المستقر .
كان لهم رايهم وكان لنا رأي آخر ، قلنا لهم من ينام في حضن أمريكا ، مصيره أن يُطلب منه تنفيذ برامجها ، ورعاية مصالحها ، وصولاً إلى التحالف مع الرجعية العربية ، وفي نهاية المطاف السقوط في خندق اسرائيل ، بدون أن يدري لأن منطق الأحداث سيقوده إلى ذلك ، وفاقاً لقول المفكر العربي المصري الكبير محمود أمين العالم " من يقول نعم لأمريكا ، يقول ألف نعم لإسرائيل " فقالوا نعم لأمريكا وبالتالي نعم لإسرائيل .
قلنا لهم حزاري من الإخوان المسلمين ، لأنهم يعتقدون أنهم يحتكرون القول الحق والدين القويم ، والأرض والسماء ، وأن فقه "سيد قطب " الإرهابي هو سقفهم الفكري ، وأنهم يمثلون حاكمية الله ، وعند فقهائهم يبدأ وينتهي العلم . ومن يسير في ركابهم ، لابد وأن يبرر جميع الأعمال الإرهابية ضد وطنه ، وهكذا حدث .
قلنا لهم نحن من أكثر المعارضين الذين تعرضوا للإضطهاد ، جلداً ، وسجناً ، وتشريداً ، ولكن الأوطان لاتواجه بالحقد ، وأنتم وبأغلبكم كنتم من المبشرين بخيرات الوطن ، فمنكم من كان وزيراً أو مديراً ، أو صديقاً لبعض الأجهزه الأمنية ، بل كان بعضكم يتجسس على المعارضين الشرفاء لصالح أجهزة الأمن ، فإلى أين أنتم ذاهبون ؟
قالوا وبنبض الواثق لابد من أن يسقط النظام ، بعد اسبوع اسبوعين أكثر أو اقل ، وفي خباء أفكارهم كان أملهم يقول سنركب الموجة ونركب من جديد ، قلنا لهم وفي بيت " القائد حسن عبد العظيم " اسقطوا من برنامجكم عبارة "إسقاط النظام " ويمكن مناقشة المسائل الأخرى وصولاً إلى برنامج وطني ، فكان الإصرار .
بعد سنتين ثلاثه من الحرب المدمره ، قلنا لهم الآن بات الصراع بين الدولة بجميع مؤسساتها ، وعلى رأسها الجيش العربي السوري ، وبين قطعان من الوحوش الإرهابية القادمة من مجاهل ما قبل التاريخ ، ومن جميع بقاع الدنيا ، ليس هدفها بناء الدولة الديموقراطية المدنية ، بل هدفها تدمير كل ما أنجزه شعبنا من حضارةعبر عصور .
عودوا إلى حضن الوطن ودافعوا عنه ، يكون لكم الحق بعد الإنتصار في المطالبه بدورأساسي في بناء الدولة الحديثه ، يوازي حجم تضحياتكم ، ويكون لكم فضل اليقظه ولو متأخره ، ويسجل التاريخ لكم أنكم وعندما راحت الكلاب العثمانية ، وكلاب محميات الخليج ، مع "الميسترو " الأمريكي تنهش جسد وطنكم استيقظتم .
……………ولكن أسمعت لو ناديت حياً ……..
……………… سقطوا في جميع الإمتحانات ، فسقطوا في أتون الخيانة العظمى ،
……قلنا نحن نسينا أحقادنا وعذاباتنا ، ونعلن استعدادنا للتضحية من أجل الوطن….