…………….خمس سنوات والمعارضات في نفس الموقع
……………………عشرات المؤتمرات ، ومئآت الدول الداعمه
………………………ما هو حصادها ، وما هو مصيرها والمرتجى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكثر من مئة دوله ، أعلنت "صداقتها الكاذبه للشعب العربي السوري" عشرات المؤتمرات المتنقلة ، في فرنسا ، في "جزيرة قطر " في تركيا العثمانية ، ولن ننسى الجامعة العربية و" نبيلها " القذم ، الذي وصلت فيه الوقاحة إلى أن يُجلس ما يسمى " رئيس الائتلاف" على مقعد الجمهورية العربية السورية ، ووصلت القحة " بالأمير سعود الفيصل " وزيرخارجية السعودية المقبور ، أن ينادى" الجربا رئيس الائتلاف"بعبارة فخامة الرئيس .
فتحت تركيا صالات فنادقهاالواسعه ، لعشرات المؤتمرات للمجموعات المؤتلفه ، وغير المتجانسه ، والتي اضطرت للتعايش مع بعضها نتيجة ضغط المشغلين لتلك القوى ، كان برهان غليون الحصان الرابح للرئآسة الأولى للائتلاف ، وهو الآن محبط ولم يحضر " عكاظ" الرياض الأخير ، وبدأت الرئاسة تتدحرج من قائد يساري ، إلى آخر يميني إخواني ، بحسب حجم وتأثيرضغط الدولة المتعهدة للمجموعة التي يمثل .
ولن ننسى وزير خارجية قطر، الذي كان متعهداً " للثورة " والأكثر نشاطاً وفاعلية ، وبسبب خسرانه وخزلانه ، دفع منصبه ثمناً لفشله المدوي ، أما "عقاب يحي " النائب اللبناني وممثل الحريري ، والذي كان يوزع " الحليب والبطانيات " على المسلحين قد أصبح مشرداً في شوارع أوروبا ، حيث أعفي من منصبه بعد إفلاسه وإفلاس معلمه .
فتحت صناديق النفط الخليجي ، الحكومية والشعبية ، وكانت التبرعات "للمقاتلين " تخضع للمزايدات ، بين الدول الداعمة والحليفة ، كل يحاول تعهد وشراء مجموعة من المجموعات المسلحة ، التي شكلت بمجموعها بادء الأمر" الجيش الحر" وإلى جانبه وعلى جسده بدأت بعض "الطحالب المسلحة " تنموا على حسابه وتكبر ، حتى ابتلعته بالكلية ، فظهرت النصرة ، ومن ثم داعش ، وعشرات الفصائل الإخوانية الإرهابية الأخرى .
خمس سنوات وخطاب المعارضات نفسه ، ذات النبرة العالية ، وذات المفردات ، إسقاط النظام الإستبدادي ، وتنحي الأسد ، وتصفية الجيش والقوى الأمنية ، بالإضافة إلى كم من التعبيرات الطائفية ، التي تبنت محطات التحريض الإعلامية تسويقها ، عبر برامج يومية ، تعلك نفس الموضوع ، من خلال محاورين مبتورين ، نبشوا عبارات البغضاء والحقد الطائفي من بين ركام السنين ، ولمعوها وأعادوها للحياة ، وباتت شغلهم الشاغل .
جاءت داعش والنصره الإرهابيتين وغيرهما ، على ظهورعشرات الآلاف من المجوفة أدمغتهم ، وسيطرت على مساحات واسعة من الأراضي ، وأكلت كل أنصارالمعارضات وبيئتهم الحاضنة ، ولم يعد لهم من نصيرعلى الأرض لاعسكرياً ، ولاإجتماعياً ، ولا سياسياً ، ولا زالت بياناتهم ، وخطاباتهم ، وتغريداتهم ، تستخدم ذات التعابير الميتة ، والتي لم تعد تجد لها أي صدى خارج أروقة مؤتمراتهم ، وفي صالونات فنادقهم .
حتى بيان مؤتمرهم الأخير في الرياض ، لم يتنازل قيد أنمله عن " المطالب " والشعارات" والأمنيات " التي كانوا يحلمون بها بعيد إنطلاقة " الربيع العربي " والتي سلخها الواقع ونسفها من جذورها ، ولم يعد لها ركيزة واحدة إلا في أحلامهم وتمنياتهم ، ولكنني أحياناً أشعر بشيء من الشفقة والأسى عليهم ، فأقول: مساكين هؤلاء الذين كانوا يحلمون ، وما داموا قد خسروا حتى حلمهم فلندعهم يعلكون ويجترون تلك المفردات .
الكل ينادي غرباً وشرقاً بالحل السلمي ، بعد تحولات واستدارات خجولة من دول الغرب ، بعد ان خرجت الحركات الإرهابية من تحت طوقها ، وبات تأثيرها عليها ضعيفاً وغيرفعال ، حتى سياسة الإحتواء فشلت ، وبعد أن وصلت أزرع الإرهاب إلى عمق بلادها وضربتها في عقر دارها ، ارتفعت بعض الأسواط الغربية المسؤولة بشكل ملتبس ولكن متدرج ، بالتعاون مع الجيش السوري ، وببقاء الأسد في مرحلة انتقالية .
بالرغم من معرفة كل المتابعين من داخل الوطن وخارجه ، دولاً وأفراداً ومؤسسات ، عربية وغربية تعلم حد اليقين ، أن" الجيش الحر" قد تبخر وابتلعت ما تبقى منه موجات الإرهاب المتوحش ، وأن جميع المعارضات الداخلية والخارجية ــ التنسيق ، والائتلاف ، وغيرهما ــ فقدوا كل تأثيرهم على الأرض ، كما قلنا عسكرياً واجتماعياً .
وأن الحركات الإرهابية بكل استطالاتها ، بقيادة داعش والنصرة وما يقاربهما ، هي التي تتحكم بالأرض ، بالرغم من أنها مُولت وسُلحت من دول الخليج وتركيا ، إلا أنها لاتخضع لمشيئتها بل خرجت عن طوقها ، وباتت تشعربمزيد من فرط القوة ، وباستقلالية شبه تامه ، حتى أنها تبتز تلك الدول أحياناً مادياً ونفسياً ، عندما توظفها ضد الجيش العربي السوري في بعض المعارك ، وبخاصه ما قبل المؤتمرات الدولية .
النتيجة الصارخه ــ أن جميع المعارضات فقدت تأثيرها شبه المطلق على الأرض السورية ، ــ ولم تعد " تمون " حتى على أعضاءكتلها المدنية ، لفقدانها مصداقيتها ، وعدم قدرتها على انجاز أي مما أملَت أعضاءها به ، وهي متماسكة بفعل الدول التي توظفها وتدفع لها ، وبقاؤها ضمن كتلها يعوضها على الأقل نفسياً بأنها لم تصل بعد حد التزرر ، الذي يليه التشتت ومن ثم التشرد في ارض الله الواسعة ، حيث لاأمل ولا يحزنون .
………………………………إذن …………………………………
….مع من سيكون الحوارمن أجل الحل السلمي ؟ ومن أجل ماذا ؟ وما هوالمرتجى والمأمول منه ؟
القراءه التي أكدت عليها منذ شهور ، وبالرغم من أننا نحلم بإنهاء الحرب القذره ولوعن طريق الشيطان ، ولكن الأمل شيء والواقع شيء آخر.
…………………………..الحل في الميدان ………….
وما المؤتمرات الدولية حول الحل السلمي ، إلا تغطية لفشل السياسات الدوليه المتراكمة في هذا المجال ، وتعويض نفسي للخسران المبين ، كما أنه يمكن الإستفادة منها كمهل ومدد ، إنتظاراً لتحولات دراماتيكية تعوضهم عما فات .
….خسرت سورية الكثيرمن أبنائها ، وهي تخسرالآن ، حلمنادائماً بالخلاص ،
……………………………….ولكن ومع الأسف ؟!!
…….. ……لايوجد إلا طريق واحد هو المواجهه ، والصبر، ومن ثم الإنتصار
………………………….والإنتصار مؤكد ، ولا احتمال غيره