.jpg)
…وارتداداته المحلية والعالمية
.هل سيشكل إنعطافة تاريخيه ؟
ـــــــــــــــــــــــالكاتب محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما كان التاريخ محصلة تفاعلات وتعارضات ومؤثرات إجتماعية داخلية وخارجية لمجتمعات معينه في مرحلة زمانية ومكانية محدده ، وكلما كانت حجم وتضاد تلك التفاعلات والمؤثرات كبيراً ومتشابكاً ، كانت التحولات التاريخية بالغة الشدة وعاصفة ، ويتحو ل الفعل الإجتماعي المتراكم كماً إلى واقع اجتماعي جديد ، هو ابن أحداث الماضي وتشابكاتها لكنه لايشبهها لافي الكم ولافي الكيف ، بل هو مغايرلها كماً وكيفاً ، وهذا ما يطلق عليه الإنعطافة التاريخية .
فالحرب الدائرة على أرضنا ، والتي لاتشبه حرباً سابقه في العالم ، من حيث طبيعتها ، وأهدافها ، والقوى المشتبكة والمشتركة فيها ، ودخول مئآت الحركات الإرهابية المتوحشه لأول مرة في التاريخ فيها ، باتت حرباً محلية واقليمية ودولية ، هي حرب مباشرة ، وحرب بالوكالة في آن ، حرب تدميرية للبشروالشجروالحجرولقيم الدنيا الحضارية .
ولم يعد خافياً على أحد غاية هذه الحرب ومراميها منذ إنطلاقتها الأولى في آذار 2011، والتي جاءت بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، ومشاركة دول أساسيه كالسعودية وقطر وتركيا بكل طاقاتها الأمنية والمالية والتسليحية والإعلامية ، والتي كانت أداتها عند انطلاقتها ، قوى معارضه سورية مسلحه ، رفعت شعار إسقاط النظام بالسلاح منذ اليوم الأول لتحركاتها ـــ لاكما تعلك المعارضات بأن الحراك كان سلمياًـــ كانت غاية تلك الحرب لوي عنق سورية ومصادرة قرارها السياسي ، ودفعها إلى الحضن الأمريكي .
فتحولت الحرب بقدرة الشياطين الدولية والإقليمية ، إلى حرب سورية جيشاً وشعباً ، بمواجهة حركات إرهابية تستلهم الفقه الوهابي" كأيدولوجيا"، وتقتات من كل شرور العالم سلوكاً متوحشاً لم يكن له نظيراً في القرون العشر الماضية . وبعد أن استولت ووظفت وابتلعت ومن ثم امتطت ظهرالدعم العالمي العسكري والمالي للمعارضة السابقه ، خرجت عن الطوق ، وقلبت ظهر المجن لمشغليها ، وراحت تهدد العالم الغربي والشرقي فعلياً . وبعدأن سالت دماء الغربيين ، ودمركل ماوصلت إليه يد المتوحشين من إرث حضاري في سورية والعراق ، إستفاق العالم !!.
ومع ذلك بقيت دول العالم الغربي الإستعمارية وتابعيها من الدول النفطية وتركيا ، بقيت تحاول استيعاب وتوظيف الحالة التدميرية للحركات الإرهابية ولا تزال ، لتحقيق برنامجها البدئي ، مع بعض التوجس من تمدد الخطرإليها ، فهي تخشاه من جهة ، وتحاول الإستفادة منه وتوظيفه من جهة أخرى ، وستبقى كذلك في حالة مراوحة ما دام ذلك ممكناً.
أما روسيا الإتحادية الخارجة للتو من انهيارات على جميع الصعد ، والتي ترث تاريخاً امبراطورياً ، وتاريخاً سوفيتياً ، شكلا في المرحلتين السابقتين قطباًعالمياً يحسب له ألف حساب في كل عملية تحول تاريخية . لم تستفق هذه الإمبراطورية ، إلا بعد عملية الغدرالغربية التي مورست ضدها في ليبيا ، وبعد وصول الشرالمستطير إلى سورية الحليف العتيق ، عندها شعرت بخطرين داهمين ، ضياع مناطق نفوذها التاريخية ، ووصول المد الإرهابي إلى الساحة الحمراء ، فكان قرارها التاريخي بالتدخل المباشر والعلني .
…..هذا القرارالحكيم والشجاع ، سيترك آثاره الإيجابية على كل العالم وعلى مدى عقود مديدة ، إن لم تكن قروناًوسيسجل باسم القيصر الجديد بوتن
هذا القرار الشجاع هومن القرارات التاريخية ، التي تفسح في المجال لإنعطافات وتحولات تاريخية ، وفي هذا العصر المتقدم لابد وأن تكون هذه الإنعطافة ذات مردود إيجابي جذري ، ينذرويبشر بانتقالات بشرية وإنسانية متسارعة نحو الأمام ، إنهاوبدون مبالغة ستقودالعالم إلى حالة توازن كان قد افتقدهامنذ قرون مديدة ،
………………………..كيف ………
قالت روسيا بتدخلها القوي والمباشر : انتبهوا لقد بات هناك قطب عالمي جديد لايمكن تجاهله ، وأن عربدة القطب الواحد قد ولت ، وحالة الإستخفاف والإستهتاربمصائر الشعوب واللعب بمقدراتها لم يعد ممكناً . لقد بتنا في مرحلة تاريخية جديدة ، يلعب فيها عنصرا التوازن العالمي والإعتدال دوراً أساسياً وهما أس الإنعطافة التاريخية ، والتي ستتيح للمجتمعات هامشاً واسعاً لتفاعلاتها المستقلة ، وللحفاظ على هوياتها الثقافية وقيمها ، والسير في طريقها الحضاري الخاص المتعايش مع الثقافات الأخرى بندية وبدون وصاية .
كما ويجب أن تقودهذه الإنعطافة العالم إلى واقع دولي جديد ، تمكنه من حل جميع الخلافات أو أغلبها بالطرق السلمية ، أي أن شعوب العالم الثالث المقهورة ، ستجتاز لأول مرة عصور الظلام والسيطرة الغربيتين .
أماعلى المستوى الوطني والإقليمي ـــ فنحن لانبشر بحل هين وسريع ، والوصول إلى السلامة العامة والهدوء ـــ ولكن وبكل ثقة اقول عجلة الحل بدأت تدور عسكرياً وسيتساوق معها بالإلزام الحل السياسي ، ولا يمكن لأي دولة إقليمية إيقافه ، وهوحل إيجابي ، وسيشمل كل مناحي الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية ، وأهم ما أتوقعه بل أثق أنه سيحدث ، الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ، وهزيمة الفكر الديني الإخواني الوهابي التكفيري المتخلف نهائياً ، على المستويين العربي والدولي .
وستحمل شعوب العالم المملكة السعودية والجزيرة " المكرو " قطر وزر الفكر الإرهابي الذي يرضع الإرهاب من لبانه ، كعروش وممالك وستهب عليهم عملية التغيير البنيوية والهيكلية
نختتم بقول القيصربوتن " شأن الرئيس السوري شأن داخلي يقرره السوريون وحدهم ، أما الأتراك فليجربوا خرق حرمة الأراضي السورية بطيرانهم " إنه القول الفصل ، بل قصارى القول ،