طلال مرتضى
للمفارقة، هذه هي المرة الأولى التي أقدّم فيها كتابا علميا بحثيا..
استطرادا.. عُرفت الكتب العلمية بجفافها الروحي، لأنها تقوم على معادلات لا يجوز اللحن فيها. بالمحصلة كانت المغامرة شائقة بالمعنى الدلالي للكلمة، مع برنامج تطوير الذكاء، المنجز الجديد لمؤلفه الموسيقار الأكاديمي مأمون ضو، الصادر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت.
في المقاربة نستطيع القول أن فكرة الكتاب طبعة أولى 2015 هي الأقرب إلى كتب الأستطباب العادية المعمول بها أصولاً في الجامعات، أو كتب التداوي الأخرى كالأعشاب والفيزياء، لكن ما يمايز هذا الكتاب عن غيره مما سلف، أنه كرس لتطوير الذكاء وليس لعلاج حالة مرضية بعينها، وذلك عبر الموسيقى، حيث أجترع الكاتب منحى مختلفا عن الذين سبقوه إلى المعاجة بالموسيقى سماعياً، منطلقاً في بحثه من طريق مغاير، هي أصابع اليد: انتبهت إلى ظاهرة بديهيّة، أظنّ بأن بساطتها كانت السبب في عدم تنبّه الناس إليها، وهي إنّ البشر هم الوحيدون بين الكائنات الحية الذين يتمتّعون بالمقدرة على تحريك أصابعهم وضبط حركاتها، ولا سيما أصابع اليدين، التي تنقل التنبيهات إلى الدماغ.
أليست الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يفهمها كل سكان الأرض باختلاف مشاربهم؟ إذاً، فهي لغة قائمة بذاتها. مثلها مثل أي لغة نتكلّمها…
ويقول المؤلف ضو في هذا الصدد: إذا كانت اللغة، أيّ لغة، تُشكَّل من حروفها أجمل وأروع واسمى العبارات التي تترك في النفس والفكر والمشاعر أسمى وأجمل الأثر، فهي نفسها يمكن أن تشكّل من حروفها نفسها أسفه المعاني والعبارات وأحطّها وأرذلها… ويوضح: الموسيقى لها قواعد وأصول إنشائية واجتهادات فقهيّة مشابهة تماماً للغة الهجائية وتأثيرها، بعضه حميد وبعضه مسيء، الموسيقى علم وفنّ، فهي علم لكونها مبنيّة على قواعد الرياضيّات، وهي فن العزف على الآلات الموسيقيّة.
بدأ الكاتب ضو بحثه مبيناً أثر الموسيقى في الطبيعة، هذا الأثر أو الدور الذي ينعكس تلقائياً على الإنسان، يقول: بأنّ للموسيقى أثر بارز في الطبيعة بما فيها الكائن البشري، هي حقيقة لا لبس فيها تؤكّدها الأحداث والروايات والثقافات.
متسائلاً: هل تقدّم التفاسير والشروحات والفلسفات والأقاويل حول تأثير الموسيقى الطرق العلميّة والمنهجيّات المحكمة حول كيفيّة حصول ذلك؟.
وهنا يجيب: في الحقيقة، حتّى النظريّات والدراسات الفلسفيّة التي جاد بها كبار مفكّري التاريخ وفلاسفته، كانت تتحدّث عن الأثر الموسيقي كظاهرة موجودة ولكنّها
لم تتحدّث عن كيفيّة تشكّل تلك الظاهرة والآليّة العمليّة لحصولها بالتحديد، وبشكل علميّ دقيق.
دعم الكاتب فكرته ببعض التجارب، مستشهداً بمقولات الفلاسفة والأدباء، جملة شهيرة أطلقها المفكر كمال جنبلاط تقول: رأس منظم خير من رأس مشحون.
يسهب في الشرح: ستُّ كلمات أختصر بواسطتها علوم الأولين والآخرين، في توصيف العامل المؤثِّر في جميع المشاكل العصبية والنفسية، الا وهو الشحن، على جميع مستويات الأنشطة الدماغية، من حسّ وحركة وعاطفة وفكر وسلوك،وفي توصيف الحلّ الناجع الوحيد ألا وهو التنظيم.
منطلقاً من تتبعه للسيرة الحياتية لسيغموند فرويد: بغض النظر عن آراء فرويد حول نفسه، فأنّ استنباطاتَه وبحوثه في علم النفس التحليلي وفي سيكولوجية الأعماق لم تأت من لا شيء، لأنّ مصادر المعرفة التي تناهت إليه خلال مسيرته العلمية والعملية أعطته الكثير من المعارف والكثير من المعطيات التي ساعدته في الوصول إلى ما توصّل اليه.
للأمانة العلمية فقط تطرقت إلى تقديم المنجز من الناحية الأدبية فقط، وذلك لعدة أسباب، في طليعتها عدم تضليل القارئ في توصيل بعض الأفكار بطريقة خاطئة،
وقناعتي بعدم العبث بمعادلات علمية قائمة على عمليات حسابية متوازية.
ب
للمفارقة، هذه هي المرة الأولى التي أقدّم فيها كتابا علميا بحثيا..
استطرادا.. عُرفت الكتب العلمية بجفافها الروحي، لأنها تقوم على معادلات لا يجوز اللحن فيها. بالمحصلة كانت المغامرة شائقة بالمعنى الدلالي للكلمة، مع برنامج تطوير الذكاء، المنجز الجديد لمؤلفه الموسيقار الأكاديمي مأمون ضو، الصادر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت.
في المقاربة نستطيع القول أن فكرة الكتاب طبعة أولى 2015 هي الأقرب إلى كتب الأستطباب العادية المعمول بها أصولاً في الجامعات، أو كتب التداوي الأخرى كالأعشاب والفيزياء، لكن ما يمايز هذا الكتاب عن غيره مما سلف، أنه كرس لتطوير الذكاء وليس لعلاج حالة مرضية بعينها، وذلك عبر الموسيقى، حيث أجترع الكاتب منحى مختلفا عن الذين سبقوه إلى المعاجة بالموسيقى سماعياً، منطلقاً في بحثه من طريق مغاير، هي أصابع اليد: انتبهت إلى ظاهرة بديهيّة، أظنّ بأن بساطتها كانت السبب في عدم تنبّه الناس إليها، وهي إنّ البشر هم الوحيدون بين الكائنات الحية الذين يتمتّعون بالمقدرة على تحريك أصابعهم وضبط حركاتها، ولا سيما أصابع اليدين، التي تنقل التنبيهات إلى الدماغ.
أليست الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يفهمها كل سكان الأرض باختلاف مشاربهم؟ إذاً، فهي لغة قائمة بذاتها. مثلها مثل أي لغة نتكلّمها…
ويقول المؤلف ضو في هذا الصدد: إذا كانت اللغة، أيّ لغة، تُشكَّل من حروفها أجمل وأروع واسمى العبارات التي تترك في النفس والفكر والمشاعر أسمى وأجمل الأثر، فهي نفسها يمكن أن تشكّل من حروفها نفسها أسفه المعاني والعبارات وأحطّها وأرذلها… ويوضح: الموسيقى لها قواعد وأصول إنشائية واجتهادات فقهيّة مشابهة تماماً للغة الهجائية وتأثيرها، بعضه حميد وبعضه مسيء، الموسيقى علم وفنّ، فهي علم لكونها مبنيّة على قواعد الرياضيّات، وهي فن العزف على الآلات الموسيقيّة.
بدأ الكاتب ضو بحثه مبيناً أثر الموسيقى في الطبيعة، هذا الأثر أو الدور الذي ينعكس تلقائياً على الإنسان، يقول: بأنّ للموسيقى أثر بارز في الطبيعة بما فيها الكائن البشري، هي حقيقة لا لبس فيها تؤكّدها الأحداث والروايات والثقافات.
متسائلاً: هل تقدّم التفاسير والشروحات والفلسفات والأقاويل حول تأثير الموسيقى الطرق العلميّة والمنهجيّات المحكمة حول كيفيّة حصول ذلك؟.
وهنا يجيب: في الحقيقة، حتّى النظريّات والدراسات الفلسفيّة التي جاد بها كبار مفكّري التاريخ وفلاسفته، كانت تتحدّث عن الأثر الموسيقي كظاهرة موجودة ولكنّها
لم تتحدّث عن كيفيّة تشكّل تلك الظاهرة والآليّة العمليّة لحصولها بالتحديد، وبشكل علميّ دقيق.
دعم الكاتب فكرته ببعض التجارب، مستشهداً بمقولات الفلاسفة والأدباء، جملة شهيرة أطلقها المفكر كمال جنبلاط تقول: رأس منظم خير من رأس مشحون.
يسهب في الشرح: ستُّ كلمات أختصر بواسطتها علوم الأولين والآخرين، في توصيف العامل المؤثِّر في جميع المشاكل العصبية والنفسية، الا وهو الشحن، على جميع مستويات الأنشطة الدماغية، من حسّ وحركة وعاطفة وفكر وسلوك،وفي توصيف الحلّ الناجع الوحيد ألا وهو التنظيم.
منطلقاً من تتبعه للسيرة الحياتية لسيغموند فرويد: بغض النظر عن آراء فرويد حول نفسه، فأنّ استنباطاتَه وبحوثه في علم النفس التحليلي وفي سيكولوجية الأعماق لم تأت من لا شيء، لأنّ مصادر المعرفة التي تناهت إليه خلال مسيرته العلمية والعملية أعطته الكثير من المعارف والكثير من المعطيات التي ساعدته في الوصول إلى ما توصّل اليه.
للأمانة العلمية فقط تطرقت إلى تقديم المنجز من الناحية الأدبية فقط، وذلك لعدة أسباب، في طليعتها عدم تضليل القارئ في توصيل بعض الأفكار بطريقة خاطئة،
وقناعتي بعدم العبث بمعادلات علمية قائمة على عمليات حسابية متوازية.
ب