متنقلا من إبداع إلى اخر في محراب الكلمة . عرفته القصة والرواية يشرع باب الماضي بكل ما يحمله من خلجات ومشاعر إنه (كاتب فلسطيني من مدينة أم الفحم من مواليد فرية " سيلة الحرثية" قضاء مدينة جنين ترعرع في مخيم جنين وانتقل مع أهله إلى الشام حيث درس الاعدادية والثانوية في مخيم اليرموك ودرس الحقوق في جامعة دمشق
له من الاعمال الزواج والموت في الاغنية الفلسطينية – دراسة
انكفاء مجموعة قصصية – شيء من الحزن– مجموعة قصصية – الغريبة رواية) الأديب احمد جميل حسن حاوره :
الصديق الشاعر المبدع كمال سحيم
متى بدأت الكتابة ، ولماذا هذا النمط من الآداء الفني للتعبير عن نفسك ؟
! ج- متى بدأت الكتابة ؟ هذا سؤال يثير الكثير من الذكريات الجميلة والمؤلمة ، فالحديث عن البدايات ، يشرّع باب الماضي بكل ما يحمله من خلجات وأحاسيس ، كانت في زمنها تدير حياتي وطموحاتي وأمانيّ ، ولكن لا بدّ من الإجابة : أنا يا عزيزي لم أكن أحلم يوماً أن أصبح كاتباً رغم نهمي الشديد في القراءة فأنا عندما وقفت في محاكمة مع نفسي بعد نيلي شهادة الثانوية العامة لاختيار الفرع الجامعي وقد كان المجال أمامي مفتوحاً لكل الفروع النظرية اخترت كلية الحقوق ، ومن وجهة نظري لا أعتبر كل من تورط في مهنة الكتابة يمتلك الموهبة والمقدرة على صقلها ، لقد كانت بداياتي وأنا في سن المراهقة عندما كنت أستسيغ عبارة أو قولاً مأثوراً أو حكمة أو مقطع من اغنية أقلد و أحاول أن أضيف ومن هنا انطلقت في هذه الورطة " الكتابة " حتّى اكتشفت أنني لا يمكن أن أكتب سطراً واحداً قابلاً للقراءة دون أن أقرأ عشرين أو ثلاثين صفحة ، وقد بدأت بالشعر إلا أنني وجدت نفسي في القصة أكثر من الشعر بحيث أستطيع التعبير وتناول المواضيع والأفكار بشكل أفضل ومسهب ، أصف وأتحدث وأفصّل ضمن الإطار الفني .
بدأت الكتابة في القصة ثمّ انتقلت إلى الرواية ، كيف تبرر هذا الانتقال ؟
ج- أنا بدأت الكتابة كما اسلفت في الشعر وعندي مقطوعات شعرية منشورة ، ومن ثمّ انتقلت إلى القصّة ، وليست هناك غرابة في انتقال القاص من كتابة القصّة إلى الرواية إذا كان يمتلك الأدوات التي تمكنه من كتابتها وأن يمسك بخيوطها من البداية حتّى النهاية دون أن يشت أو تترهل روايته ، ومن جهتي ما دفعني لكتابة الرواية هو فضاؤها الجغرافي الواسع ، وعدد الأشخاص الحكائية الغير محدود ، وهذا الحيّز الكبير من التفاصيل والمواضيع والأفكار التي تحتملها الرواية ، باختصار في الرواية تستطيع أن تقول ما تريد دون تأطير مكاني أو حد زماني .
3-نشرت عدداً من الأعمال كيف تلقّى الوسط النقدي هذه الأعمال ؟ أنت تعرف الكثيرين من الذين قرأوا أعمالي وكذلك أنت قرأت لي عمل على الأقل لذلك أحيل السؤال إليك .
كيف تنظر إلى النقد الأدبي في سورية؟
النقد ليس كلمة نتلفظ بها ويتداولها ويدّعيها كل من أراد ، إنها مدارس ونظريات ، كالمدسة الروسية والألمانية والفرنسية والأمريكية والإنجليزية ، وكالنظرية التفكيكية ، والبنيوية ، والسيميائية ، والتطبيقية ، والانطباعية والشكلانية والتكوينية إلخ . إذاً لا يمكن أن يدّعي كل من كتب عرض عن مجموعة قصصية أو شعرية أنه ناقداً ، أو من استعان بنظرية وفصّلها على مقاس رواية أو قصّة ، أنا شخصياً أكتب عن روايات ومجموعات قصصية وشعرية ولكننّي بأي شكل من الأشكال لا أدّعي أنني ناقداً فكل ما أقدمه هو رؤى وانطباعات حول العمل الذي أكتب عنه من زاوية وجهة نظري الشخصية ، لذلك نجد في سورية قلة من النقّاد وكثيراً من مدّعي النقد الأدبي .
هل تؤمن بدور الأدب الاجتماعي الوظيفي ، وكيف تبرر انحسار الأدب في الساحة الأدبية ؟
ج- نعم للأدب دور اجتماعي كبير في التنوير والتوعية وإيصال المعلومة وتقديم الفائدة وطرح المواضيع الأكثر حساسية لمعالجتها من خلال المباشرة في الطرح أو الدلالات والرمز والإشارات في الأعمال الأدبية كافة " شعر – قصة – رواية – خاطرة – مقالة " والسبب في انحسار الأدب في الساحة الثقافية هو هذا التطور الاجتماعي الكبير وانشغال أغلب الناس في الماديات والتحول نحو المصلحة على حساب المبدأ ، علاوة عن انتشار الفضائيات بشكل كبير جداً ، والاستعاضة بالإنترنت عن الكتاب لدى البعض لغزارة المعلومة وتنوعها ، واستسهال الحصول عليها .
6-في رواية " آيا فيلا " تحدثت عن تجربتك الشخصية ، فحمل البطل جميع ملامحك ، هل تعتقد أن حياة كل امرئ تحتمل أن تكون عملاً روائياً ؟
يقول" سومرست موم " (( لا أحد يمكنه خلق شخصية من الملاحظة فقط ، ولكي تبدو الشخصية حيّة ، فلا بدّ أن تكون ، لدرجة ما ، ممثلة لشخصيّة المؤلف)) ، ومن هنا لا بدّ أن أوضح أن " آيا فيلا " لم تكن تجربة شخصية بحتة بل فيها الكثير من الخيال ويوجد شخصيات في الرواية حكائية ، لم أقابلها في حياتي أو أسمع عنها ولا تتقاطع مع شخصيات حقيقية وتشكل أغلب الشخصيات القبرصية ، وكذلك شخصية عبد الرحمن صديق الشخصية الرئيسية هذه الشخصية من الخيال ولا يوجد نظيرها في الواقع ، وأريد ان أسر لك إن الذين يقولون عن الرواية سيرة ذاتية أو تحمل الكثير من حياتي هم فقط الذين يعرفونني عن كثب ، والكاتب عادة يكتب عمّا يعرفه بصياغة فنية جديدة وإعادة بناء للأحداث حسب تسلسل منطقي ، وآيافيلا كانت تجربتي الأولى في الرواية ، أما أن تحتمل الرواية حياة مؤلفها هذا صحيح فهي تحتمل لأنه يوجد الكثير من روايات السيرة الذاتية ، ولكن كيف يقدمها الكاتب إلى القراء وبأي لغة وأي أسلوب هذا يعود لتقدير القارئ في الحكم على العمل من حيث نجاحه أو فشله .
–للمفردات الفلسطينية ، كالأرض ، المخيم ، المقاومة .. حضور بارز في أعمالك ، هل ترى للأدب دوراً نضالياً ؟
كيف لا يكون للأدب دوراً نضالياً لمثل من في وضعنا كفلسطينيين ، ونحن الذين ولدنا وعشنا ردحاً طويلاً في الخيام وعلى أصوات المدافع وهدير الطائرات ، وأدمت عيوننا مشاهد المجازر والقتل والتشريد والاعتقال لذلك تجد مفرداتنا لصيقة بنا كما القلب من الجسد ، فالأرض تعني عندنا الوطن فلسطين ، والمخيم يعني التشرد والمنافي ، والمقاومة تعني العودة والتحرير . وهذا تجلى في روايتي الغريبة الصادرة عن وزارة الثقافة ، فقد اشتغلت فيها على الموروث والسائد الاجتماعي في ستينيات القرن الماضي وعن بداية انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وعن الأرض والفللاح وتفصيلات الحياة الريفية الفلسطينية . وللأدب دوره النضالي من حيث التحريض على الكفاح وتحرير الأرض المغتصبة وقد كان من الكتاب قادة في كل الثورات الفلسطينية "عبد الرحيم محمود ، إبراهيم طوقان ، غسان كنفاني ، كمال ناصر ، ماجد أبو شرار ، خالد أبو خالد ، محمود درويش وغيرهم الكثير "
–بصفتك قاصاً وروائياً ، ورئيس جمعية القصة في اتحاد كتاب فلسطين ، هل تتابع ما يصدر في الوسط السوري من قصص وروايات ، كيف ترى مستوى ما يكتب وينشر؟
ج-إن المكتبات والاتحادات مليئة بالكتب التي تطبع سنوياً ولا تجد تسويق لها ، وذلك بسبب استسهال الكتابة وخاصة الشعر ولا أبالغ إذا قلت أنه من بين هذا الكم الهائل من الكتب لا يوجد أكثر من عشرة أو خمسة عشر كتاباً تستمتع بقراءتها ، وتشدك حبكتها ، لكن ليس بالضرورة أن يكون الكتاب كله رديئاً فقد تجد قصة أو قصتين في مجموعة قصصية ، أو قصيدة أو اثنتين أو أكثر ذات سوية فنية مقبولة أو جيدة ، وخلال الست سنوات الفائتة تصفحت أكثر من مئتي كتاب ، والحقيقة أنني لم أكمل أقل من ربعها فعلى صعيد الرواية هناك خمس أو ست روايات مما قرأت أزعم بأنها جيدة منها " التجذيف في الوحل " ، و"رجل لكل الأزمنة " و" أنثى " . ومن المجموعات القصصية" كائنات الوحشة – الدوسر – شاي – خطايا – "
9-أي من الروائيين استفدت من تجربته الروائية؟
ج – نجيب محفوظ من خلال التفاصيل في الحياة الاجتماعية وخاصة " الثلاثية والحرافيش وثرثرة فوق النيل وخان الخليلي"ومركيز بوصفه المشوق والممتع"الحب في زمن الكوليرا – ليس لدى الكلونيل من يكاتبه – خريف البطريق " وحنا مينا من خلال اشتغاله بشكل جيّد على الشخصية والمكان " الياطر- الثلج يأتي من النافذة – الشراع والعاصفة _ المستنقع – حدث في بيتاخو "
10- هل من أعمال قادمة ، وموضوع عملك القادم ؟
ج-نعم هناك مجموعة قصصية قيد الطبع وهي بعنوان " هناك تحت المطر" وفي مخيلتي فكرة كتابة رواية درامية عن ثورة 1936 في فلسطين .