تزداد حدة التصريحات الإيرانية على خلفية إعدام الرياض الشيخ نمر النمر، فبعد أن حذرت طهران من دفع الرياض ثمناً باهظاً لما ارتكبته، هاجم خامنئي ساسة السعودية وتوعدهم بانتقام إلهي.
وقال المرشد الأعلى الايراني، علي خامنئي اليوم الأحد: «إن حكام السعودية سيواجهون انتقاماً إلهياً لما ارتكبوه بحق الشيخ المعدوم نمر باقر النمر، وذلك بعد مضي ساعات على مهاجمة متظاهرين إيرانيين مبنى السفارة السعودية في طهران».
وصرح خامنئي في خطاب أمام رجال دين في العاصمة طهران: «مما لا شك فيه أن إراقة دم هذا الشيخ من دون وجه حق ستكون له عواقب سريعة، وأن الانتقام الإلهي سيطال الساسة السعوديين».
ونوه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بأن النمر لم يستحق هذا الموت، لأنه لم يشجع الناس على الحراك المسلح، ولم يتآمر بشكل سري، لكنه عوقب بسبب توجيهه انتقاداً علنياً للأسرة الحاكمة في السعودية.
يُذكر أن الشيخ نمر النمر كان من أشد منتقدي العائلة الحاكمة في السعودية ومن أبرز شخصيات حركة الاحتجاج في القطيف شرق المملكة.
كما قال مفتي الجمهورية أحمد حسون أمس السبت: «في هذا الصباح فوجئ العالم الإسلامي باستشهاد علامة دعا إلى السلام والمحبة والإخاء، والذي ما حمل سلاحاً بيده يوماً إلا سلاح كلمة الإيمان الخيرة، وأن يفاجئ العالم الإسلامي اليوم باستشهاد هذا الرجل على يد دولة تدعي أنها تحارب الإرهاب وأنها أقامت حلفاً لمحاربة الإرهاب ثم تقوم بأشد أنواع الإرهاب وهي قتل عالم من علماء الأمة».
وأضاف: «إن هذا العالم ما دعا يوماً إلى قتل أو قتال أو حرب، إنما دعا في المملكة إلى إخاء ومحبة وتكامل بين أبناء الأمة الإسلامية، نعم هي مفاجأة كبيرة، يجب أن يقوم العالم اليوم بأجمعه ليعرف أين مكامن الإرهاب في العالم ومن يصنع الإرهاب في العالم، إن الذين اغتالوا الشيخ الدكتور البوطي في دمشق يوماً ما هم أنفسهم من اغتالوا الشيخ النمر اليوم رحمه اللـه».
حسون تابع: «أنا أسأل العالم كله، لماذا هذا الصمت، ألم يكن هذا الرجل «الشيخ النمر» سجين فكر، ألم يكن هذا الرجل سجين مبدأ وقيم، أين مجلس الأمن، أين الأمة العربية والإسلامية، لم يكن الشيخ النمر يوماً شيعياً ولا سنياً، كان مسلماً وكان حراً وكان رجلاً يدافع عن شعب مظلوم في المملكة، يدافع عن حقوق يجب أن تعطى لأهلها».
ومضى حسون قائلاً: «أقول لآل سعود، غداً ليس كالأمس أبداً، وصولكم إلى إعدام هذا الرجل الذي هو سيف من سيوف الخير وكلمة حب وعطاء وإيمان، سيغضب الحق عز وجل وهو أول من سينزل غضبه عليكم».
هذا وطالب مفتي الجمهورية العالم الإسلامي بألا ينجر إلى حروب يريدها آل سعود تفقد الأمة بوصلتها، معتبراً أن آل سعود يريدون وبدل أن يتوجه المسلمون إلى القدس أن يتوجهوا لبعضهم البعض.
وأوضح حسون أن «النظام السعودي يعدم كل يوم الكثيرين من أبناء اليمن الأطهار الأبرار»، معتبراً أن النظام السعودي يعدم كل يوم في سورية بسبب أسلحته وأتباعه العشرات من الأطفال والنساء والرجال، وقال: «اليوم جعلوا قمة هذه الإعدامات والاغتيالات إعدام هذا العلامة».
وأضاف: «أرجو اللـه أن تكون دماء الشيخ النمر وروحه اليوم نوراً وضياء للمؤمنين، سمواً وإعزازاً لكل من حمل راية الحق وأن ينتبه العالم الإسلامي إلى من وراء الأكمة وخصوصاً أبناؤنا في القطيف والمدينة والمنورة وكل أنحاء الحجاز، أن ينتبهوا وألا ينجروا إلى صدام يقصد في قتلهم وإبادتهم إنما أن يكونوا في حكمة وموقف حازم للوقوف بوجه هذه العملية التي ما قصد منها أعداء الإسلام إلا تدمير الأمة الإسلامية وما قصدوا من هذه العملية إلا جر الجمهورية الإسلامية في إيران الآن إلى حروب فرعية هنا وهناك حتى ننسى قضية فلسطين وحتى تتأخر إيران في تطورها العلمي والتكنولوجي، نحن سنقف ضد الإرهاب وسنقف مع المظلومين وسنقول للعالم «هيهات منا الذلة
كما
نشرت صحيفة "الاندبندنت أون صانداي" البريطانية مقالاً لروبرت فيسك بعنوان "الإعدامات في السعودية مثل تصرفات تنظيم (داعش) فماذا سيفعل الغرب؟".
ولفت فيسك إلى أن ما حدث من إعدام 47 شخصاً بهذا الشكل في المملكة العربية السعودية يعد تصرفاً مشابهاً لممارسات تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو تصرف غير مسبوق لبدء السنة الجديدة في المملكة على خلاف الاحتفالات المبهجة في دبي المجاورة، لافتاً إلى أن قيام المملكة باستخدام مقاطع من القرآن لتبرير هذه الإعدامات يؤكد أنها تستخدم نفس أسلوب التنظيم الإرهابي.
وأكد فيسك أن الاجراءات السعودية ضد الشيخ النمر هي نفسها التى كانت ستستخدم ضده لو كان في قبضة التنظيم، مبيناً أن الاحتجاجات بدأت بالفعل ضد آل سعود في عدد من دول العالم خاصة في ايران، التي صرح بعض قاداتها الدينيين بأن قتل الشيخ نمر النمر سيؤدي إلى الإطاحة بآل سعود من السلطة.
».
ومن جهة اخرى : دعت الخارجية الإيرانية إلى ضرورة توفبر أمن مقرات البعثات السعودية في إيران.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجیة حسين جابر أنصاري: "ندعوا إلی تجنب أي نوع من التجمع أمام مقرات البعثات الدبلوماسیة السعودیة في طهران ومشهد، وستقوم الشرطة بإقرار الأمن في هذه المقرات".
وجدد أنصاري في بيان الخارجية، إدانته إعدام السلطات السعودیة للشیخ نمر باقر النمر.