ولد ألبير كامو في ضواحي مدينة عنابة الجزائرية عام 1913 ابان الاحتلال الفرنسي لعائلة من المستوطنين الفرنسيين. كانت والدته تعود لأصول أسبانية، وتوفى والده في الحرب العالمية الاولى. عاش كامو في ظروف من الفقر والعوز في الجزائر.
مرض بالسل اثناء دراسته الجامعية في الجزائر واثر ذلك على نشاطاته الرياضية و الدراسية. وعمل خلال سني دراسته في اعمال يدوية بسيطة.
حصل على اجازته في الفلسفة عام 1935م، و في العام اللاحق قدم بحثه في الأفلاطونية الجديدة.
التحق كامو بالحزب الشيوعي الفرنسي عام 1934م، وفي عام 1936م شارك كامو في نشاطات شيوعية جزائرية تنادي بالاستقلال .
عمل بشكل متقطع في المسرح و الصحافة وقد كتب اثناء عمله الصحفي عن ظروف العرب السيئة الامر الذي كلفه وظيفته.
في الفترة الاولى من الحرب العالمية الثانية، كان البير كامو من دعاة السلم ، لكن فيما بعد ، تبلور موقفه من المقاومة ضد الاحتلال النازي وانضم إلى خلية "الكفاح"، وعمل محررا لجريدة تحمل نفس الاسم.
في هذه الفترة ، و تحديدا في عام 1942م انتقل إلى بوردو، و أنهى في هذه السنة بالذات اول مؤلفاته ( الغريب ، وأسطورة سيزيف) في العام 1943 التقى بالفيلسوف المعروف جان بول سارتر في افتتاح مسرحية الذباب التي كتبها الأخير ، ونشأت بينهما صداقة عميقة نتيجة تشابه الأفكار بينهما وإعجاب كل منهما بالآخر الذي كان قبل اللقاء بسنوات وذلك من خلال قراءة كل منهما كتابات الآخر.
مع نهاية الحرب ، ظل كامو رئيسا لتحرير جريدة الكفاح ، إلى ان فقدت مغزاها النضالي و صارت مجرد جريدة تجارية ، فتركها عام 1947م ، وصار مقربا اكثر من دائرة سارتر كما انه قام بجولة في الولايات المتحدة و قدم عدة محاضرات عن الوجودية. ورغم انه حسب على اليسار السياسي الا ان انتقاداته المتكررة للستالينية أكسبته عداء الشيوعيين، وعزلته لاحقا حتى عن سارتر.
في عام 1949م عادت اليه اثار مرض السل وعزلته في مصح لمدة عامين. و في عام 1951م نشر كتابه التمرد الذي قدم فيه تحليللا فلسفيا للتمرد والثورة وأعلن فيه رفضه الصريح للشيوعية، الامر الذي اغضب الكثير من زملائه وأدى إلى انفصاله النهائي عن سارتر. الاستقبال القاسي الذي استقبل فيه هذا الكتاب ادخلته في كآبة وعزلة، وبدأ، بدلا من الانتاج و التأليف، إلى ترجمة المسرحيات.
أهم انجازات كامو الفلسفية كانت فكرة العبث أو اللا معقول :الفكرة الناتجة عن حاجتنا إلى الوضوح و المعني في عالم ملئ بظروف لا تقدم لا الوضوح و لا المعنى .و هي الفكرة التي ابدع في تقديمها في اسطورة سيزيف ، و في الكثير من اعماله الادبية. ولذلك يرى البعض ان كامو لم يكن وجوديا بقدر ما كان عبثيا.
في عقد الخمسينات من القرن العشرين تفرغ كامو للعمل الانساني. في عام 1952 ، استقال من منصبه في منظمة اليونسكو احتجاجا على قبول الامم المتحدة لقبول عضوية أسبانيا و هي تحت حكم الجنرال فرانكو. كما ان انتماؤه لليسار لم يمنعه من انتقاد السوفييت للطريقة التي قمعت فيها انتفاضة العمال في برلين الشرقية عام 1953. كذلك انتقد نفس الامر في المجر في عام 1956.
وسببت حرب الاستقلال الجزائرية التي اندلعت عام 1954 لكامو حيرة نفسية امام معضلة أخلاقية. كان كامو يتصور امكانية حصول حكم ذاتي في الجزائر ، او حتى حصول العرب على فيدرالية خاصة بهم ، لكنه لم يتصور فكرة الاستقلال التام. كانت تلك الافكار مرفوضة من الجانبين ، لكن ذلك لم يمنعه من مساعدة السجناء الجزائريين – سرا- والذين كانوا يواجهون عقوبة الاعدام في السجون الفرنسية في الجزائر.
في الفترة بين 1955 و 1956 كتب لصحيفة الأكسبريس, وفي السنة اللاحقة 1957 حاز على جائزة نوبل في الأداب ، ليس من اجل كتابه ( السقطة) الذي صدر في السنة السابقة ، ولكن من اجل مجموعة أعماله .
توفى كامو في حادث سيارة كان يقودها أحد أصدقائه في 4 جونفييه ) كانون الثاني ) 1960
ترجمت أعمال كامو إلى نحو خمسين لغة وشغلت ولاتزال تشغل المهتمين والنقاد في مختلف أنحاء العالم
( بتصرف عن موسوعة المعرفة )