الوطن ليس حقيبة سفر نحملها ونمشي.jpg)
……………ولا دار للحضانة نكبر فيها ثم نرحل
…….وعندما يهاجمنا الوحش ننكرالوطن قبل صياح الديك
ـــــــــــــــالكاتب الاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــــــسورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزوف الغربيين عن الزواج الذي بات صفة ملازمة للمجتمع الغربي ، هونتاج الفردية القاتلة التي رسختها المنظومة الرأسمالية ، والتي أدت إلى تفكك الأسرة المبنية على فهم ــ اللهم أسألك نفسي " فلماذا أتحمل وزر اسرة ، يتركني فيها الولد بعد سن البلوغ ويرحل إلى دولة أومدينة أخرى ساعياً وراء غرائزه ورغائبه ، فلماذا نتعب وننفق على ابن سيفل عنا بعد أن يشتد عوده ، وقد يتكرم علينا بزيارة في عيد رأس السنة ، ومن ثم يرحل إلى حيث يجد هواه . ويتركنا لمصيرنا في المرض وفي الكبر، حتى القانون الرأسمالي لايحمله اية مسؤولية تجاه والديه . فالعقوق يبدأ من الأسرة ’ ومن يعقُ أسرته يعقُ وطنه .
…… فهل نحن في مرحلة العقوق للأسرة وللوطن ؟
تُولد فيه وترى النور تحت سمائه ، وتكبر في بيوته وشوارعه ، وتأكل من زاده ، وتشرب من مائه ، وتتعلم من الحضانة حتى الشهادات العليا في مدارسه وجامعاته مجاناً ، وتختص في مستشفياته أو معاهده ، ـــ وإذا اتبعنا معايير الغرب المادية جمعاً يكون ـــ منذ تشريفك إلى الكون وحتى تصبح شاباً ينفق عليك الوطن الملايين من الدولارات على حساب الغرب ـــ ولسبب وبدون سبب وعندما يلوح في الأفق امكانية السفر …تضب الشنتة وترحل .
………"استثني من رحل مرغماً ولسبب قهري "
……………هذا عقوق مثلث الأضلاع ……..
(1) فرار الأبن الشاب الذي كان الوالدان يحلمان بأنه السند والمعين لهم في كبرهم في السراء والضراء ، وينظرون له وهو يكبر بين أيديهم ، وفي ليلة ليلاء يحمل حقيبته ويتركهم لمصيرهم ، قد يقول قائل سيرسل لهم ما يحتاجونه من نفقات وسيساعدهم مالياً ، أو يأخذهم إليه عندما يستقر في ديار الغربة .
الحالة الأولى مهما ارسل لهم من مال لايعوض الخسارة العاطفية التي خسروها برحيله ، وحزنهم على فراقه وفقدانهم للسعادة البالغة التي تتأت من ضم الأم لابنها إلى صدرها وهي تشم رائحة أنفاسه ، أوالاستيقاظ صباحاً لينعم الوالدين برؤية ابنهم الشاب بينهم وهو يتبادل معهم أطراف الحديث وبعض الفرح ، ويتناولون معه فطورهم الصباحي كان الابن قد أحضره أو ساهم بترتيبه . وتعيد الأم نغمة "متى سنفرح فيك ياابني "
اما الحالة الثانية استدعاءهم إلى ديار الغربة ، فهو بذلك يسلخهم من بيأتهم ، من ديارهم من بين أهليهم من ارضهم من تاريخهم من الجغرافيا التي عاشوا بها ، إلى جغرافيا مختلفة ومجتمع مختلف وطعام مختلف ولغة مختلفة ، لاعلاقات اجتماعية ولا يحزنون ، والابن وبحكم ساعات عمله الطويل يضطر إلى تركهم في المنزل الضيق ساعات وساعات ، وقد يتفضل عليهم في يوم العطلة باصطحابهم إلى الحديقة ، بذلك يميتهم مرتين مرة بموات تاريخهم والثانية بموت حياتهم العادية و بموات عاداتهم وتقاليدهم . فيعيش الأبوان في الغربة انتظاراً للموت .
(2) خيانة الوطن الذي رباك ونماك وكبرك وعلمك ودربك لتسهم في بنائه ، وطنك الذي له برقبتك دين واجب الوفاء ، فعندما تتركه وتأخذ علمك ومعرفتك وطاقتك وتقدمها هدية مجانية للبلد الغريب ، تكون قد خنت الأمانة التي وضعها الوطن في عنقك ، وبعد استحصالك على هويتك الجديدة تنقلها إلى أولادك ومن ثم أحفادك وبعدها " سلمات ياوطن "
(3)كل ما سقناه من مرارات الغربة وضياع الهوية هين وعادي وطبيعي ، أمام تسرب مئآت الآلاف من الشبا ب السوري إلى المهاجر هرباً من الجندية ، وعزوفاًعن الالتحاق بصفوف القوات المسلحة حصن الوطن والزائد عن حياضه ، واستقالة من الواجب الوطني الذي يفرض على الجميع مسؤولية الدفاع عنه ، وبخاصه أمام أشرس هجمة ارهابية عرفها التاريخ على بلده ومواطنيه من آكلي الأكباد وقاطعي الرؤوس ،
وحتى نضع النقاط على الحروف نؤكد أن الغالبية العظمى من الفارين هم من أولاد الأغنياء ، الذي يستثمرون الوطن في الحرب والسلم ،وهم الأقدر على مص دماء المجتمع في جميع الأحايين ، وبخاصة أيام الحروب حيث يتفردون بالسوق ولا حسيب ولا رقيب ، ولكن هذه سنة كونية الفقراء يموتون في ساحات القتال دفاعاً عن الوطن والمواطنين ، والأغنياء والسفهاء يحصدون .
هنا يتجسدالعقوق والتخلي والفرار والهزيمة بابشع اشكالها ، من لايدافع عن الوطن وقت الشدائد لايحق له حمل هويته ، حتى ولايحق له العودة في وقت السلم كانتهازي متسلل ، إلا بعد أن يثبت سبباً قاهراً لسفره وإلا اعتبر جاحداً ويجب أن يخضع لعملية تأهيل واعادة ترميم للقيم التي فقدها عند هروبه من أداء الواجب في أحلك الظروف .
يجب أن يكون الوطن لمن عشقه وأحب ترابه وجباله وسهوله ، وحمل همه في العشيات والآصال ، ورفض مغادرته في أحلك الظروف ، ودافع عنه ووظف طاقته لخدمته في المجالات المتاحة له ، ولم يبعه قبل صياح الديك .
.jpg)
……………ولا دار للحضانة نكبر فيها ثم نرحل
…….وعندما يهاجمنا الوحش ننكرالوطن قبل صياح الديك
ـــــــــــــــالكاتب الاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــــــسورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزوف الغربيين عن الزواج الذي بات صفة ملازمة للمجتمع الغربي ، هونتاج الفردية القاتلة التي رسختها المنظومة الرأسمالية ، والتي أدت إلى تفكك الأسرة المبنية على فهم ــ اللهم أسألك نفسي " فلماذا أتحمل وزر اسرة ، يتركني فيها الولد بعد سن البلوغ ويرحل إلى دولة أومدينة أخرى ساعياً وراء غرائزه ورغائبه ، فلماذا نتعب وننفق على ابن سيفل عنا بعد أن يشتد عوده ، وقد يتكرم علينا بزيارة في عيد رأس السنة ، ومن ثم يرحل إلى حيث يجد هواه . ويتركنا لمصيرنا في المرض وفي الكبر، حتى القانون الرأسمالي لايحمله اية مسؤولية تجاه والديه . فالعقوق يبدأ من الأسرة ’ ومن يعقُ أسرته يعقُ وطنه .
…… فهل نحن في مرحلة العقوق للأسرة وللوطن ؟
تُولد فيه وترى النور تحت سمائه ، وتكبر في بيوته وشوارعه ، وتأكل من زاده ، وتشرب من مائه ، وتتعلم من الحضانة حتى الشهادات العليا في مدارسه وجامعاته مجاناً ، وتختص في مستشفياته أو معاهده ، ـــ وإذا اتبعنا معايير الغرب المادية جمعاً يكون ـــ منذ تشريفك إلى الكون وحتى تصبح شاباً ينفق عليك الوطن الملايين من الدولارات على حساب الغرب ـــ ولسبب وبدون سبب وعندما يلوح في الأفق امكانية السفر …تضب الشنتة وترحل .
………"استثني من رحل مرغماً ولسبب قهري "
……………هذا عقوق مثلث الأضلاع ……..
(1) فرار الأبن الشاب الذي كان الوالدان يحلمان بأنه السند والمعين لهم في كبرهم في السراء والضراء ، وينظرون له وهو يكبر بين أيديهم ، وفي ليلة ليلاء يحمل حقيبته ويتركهم لمصيرهم ، قد يقول قائل سيرسل لهم ما يحتاجونه من نفقات وسيساعدهم مالياً ، أو يأخذهم إليه عندما يستقر في ديار الغربة .
الحالة الأولى مهما ارسل لهم من مال لايعوض الخسارة العاطفية التي خسروها برحيله ، وحزنهم على فراقه وفقدانهم للسعادة البالغة التي تتأت من ضم الأم لابنها إلى صدرها وهي تشم رائحة أنفاسه ، أوالاستيقاظ صباحاً لينعم الوالدين برؤية ابنهم الشاب بينهم وهو يتبادل معهم أطراف الحديث وبعض الفرح ، ويتناولون معه فطورهم الصباحي كان الابن قد أحضره أو ساهم بترتيبه . وتعيد الأم نغمة "متى سنفرح فيك ياابني "
اما الحالة الثانية استدعاءهم إلى ديار الغربة ، فهو بذلك يسلخهم من بيأتهم ، من ديارهم من بين أهليهم من ارضهم من تاريخهم من الجغرافيا التي عاشوا بها ، إلى جغرافيا مختلفة ومجتمع مختلف وطعام مختلف ولغة مختلفة ، لاعلاقات اجتماعية ولا يحزنون ، والابن وبحكم ساعات عمله الطويل يضطر إلى تركهم في المنزل الضيق ساعات وساعات ، وقد يتفضل عليهم في يوم العطلة باصطحابهم إلى الحديقة ، بذلك يميتهم مرتين مرة بموات تاريخهم والثانية بموت حياتهم العادية و بموات عاداتهم وتقاليدهم . فيعيش الأبوان في الغربة انتظاراً للموت .
(2) خيانة الوطن الذي رباك ونماك وكبرك وعلمك ودربك لتسهم في بنائه ، وطنك الذي له برقبتك دين واجب الوفاء ، فعندما تتركه وتأخذ علمك ومعرفتك وطاقتك وتقدمها هدية مجانية للبلد الغريب ، تكون قد خنت الأمانة التي وضعها الوطن في عنقك ، وبعد استحصالك على هويتك الجديدة تنقلها إلى أولادك ومن ثم أحفادك وبعدها " سلمات ياوطن "
(3)كل ما سقناه من مرارات الغربة وضياع الهوية هين وعادي وطبيعي ، أمام تسرب مئآت الآلاف من الشبا ب السوري إلى المهاجر هرباً من الجندية ، وعزوفاًعن الالتحاق بصفوف القوات المسلحة حصن الوطن والزائد عن حياضه ، واستقالة من الواجب الوطني الذي يفرض على الجميع مسؤولية الدفاع عنه ، وبخاصه أمام أشرس هجمة ارهابية عرفها التاريخ على بلده ومواطنيه من آكلي الأكباد وقاطعي الرؤوس ،
وحتى نضع النقاط على الحروف نؤكد أن الغالبية العظمى من الفارين هم من أولاد الأغنياء ، الذي يستثمرون الوطن في الحرب والسلم ،وهم الأقدر على مص دماء المجتمع في جميع الأحايين ، وبخاصة أيام الحروب حيث يتفردون بالسوق ولا حسيب ولا رقيب ، ولكن هذه سنة كونية الفقراء يموتون في ساحات القتال دفاعاً عن الوطن والمواطنين ، والأغنياء والسفهاء يحصدون .
هنا يتجسدالعقوق والتخلي والفرار والهزيمة بابشع اشكالها ، من لايدافع عن الوطن وقت الشدائد لايحق له حمل هويته ، حتى ولايحق له العودة في وقت السلم كانتهازي متسلل ، إلا بعد أن يثبت سبباً قاهراً لسفره وإلا اعتبر جاحداً ويجب أن يخضع لعملية تأهيل واعادة ترميم للقيم التي فقدها عند هروبه من أداء الواجب في أحلك الظروف .
يجب أن يكون الوطن لمن عشقه وأحب ترابه وجباله وسهوله ، وحمل همه في العشيات والآصال ، ورفض مغادرته في أحلك الظروف ، ودافع عنه ووظف طاقته لخدمته في المجالات المتاحة له ، ولم يبعه قبل صياح الديك .