
أُوربا:
تاريخ الإغريق، وأساطير وقصص، وهناك قصة رائعة تعتبر من عيون الأدب العالمي هي قصة الأميرة السورية (أُوربا) وكيف سميت هذه القارة باسمها، حكاها شاعر في الإسكندرية اسمه (موسيخوس) في القرن الثاني الميلادي ونسبها إلى الإغريق، تقول القصة – الأسطورة كان ملك اسمه أجينور يحكم منطقة من سورية اسمها (فينيقيان) كان ابن إله، فأبوه إله البحر (بوزيدون) وأمه (ليبيا)،أما أولاده فهما ابنته أوربا وقدموس.
تقول الأسطورة: كانت هناك صبية جميلة تمرح مع رفيقاتها على شاطئ البحر ذي الرمال الذهبية (بين بانياس وطرطوس حالياً) فرآها (زوس) إله الإغريق، فتنكر بشكل ثور أبيض ذهبي القرنين فاقتربت منه، فحملها على ظهره وعبر بها البحر إلى جزيرة كريت، وعاد إلى هيئته وتزوجها.وتقول الأسطورة: إنها كانت ملكة رائعة أحبها الناس وخلّدوا ذكرها بأن أطلقوا اسمها (أوربا) على الأرض التي يسكنون فيها، وسموا الأرض المقابلة لهم عبر البحر (ليبيا) باسم والدتها تكريماً لها، وقد حمل الإغريق هذه العقيدة عبر تاريخهم وأجيالهم، حتى أنه عندما جاء الإسكندر المقدوني إلى سورية في القرن الثالث قبل الميلاد، أول ما صنعه إنشاء مدينته على نهر الفرات، سماها (دار أوربا) (دورا أوروبوس) واسمها اليوم (الصالحية) وهكذا قدّمت سورية منذ فجر التاريخ إلى أوربا اسمها.
جوليا دومنا:
كانت سورية ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية التي ابتلعت العالم القديم، وقد لعبت سورية في العهد الروماني الإمبراطوري دوراً هاماً وكبيراً، فقد انتقل كثير من المفكرين السوريين إلى روما يحملون معهم فكرهم وعلمهم وثقافتهم وفنهم…الخ، واعتمد عليهم الرومان في كثير من الأمور العلمية والفنية والثقافية الخ، وكان لهم تأثير واضح في المجتمع الروماني، حتى قال الشاعر الروماني جوفينال منذ عام 140م منتقداً هذا التأثير القوي: (إن نهر العاصي أصبح يصب في نهر التيبر منذ زمن بعيد حاملاً معه لغة سورية، وتقاليدها وثقافتها)Jam Pridem Syrus in Tibrim Orentes et linguam et mores وقد بلغ النفوذ السياسي السوري في الإمبراطورية الرومانية حداً جعل أسرة سورية هي (عائلة سيفروس) تحكم الإمبراطورية من عام 211 – 235م ثم أعقبها فيليب العربي إمبراطوراً على روما، وكان قد ولد ونشأ في حوران مدينة (منشهيا) جنوبي سورية.
كان سيفروس هذا يتكلم الفينيقية، وتزوج من فتاة سورية عام 175م من حمص اسمها (جوليا دومنا) وكانت تتكلم اللغة السورية المسماة (آرامية) شقيقة الفينيقية، وعندما أصبح إمبراطوراً على روما عام 211م منحتها روما لقب (أم الوطن) لذكائها وثقافتها وجمالها، ورافقت زوجها في انتصاراته وفي حكمه وفتحت أبواب قصرها للسوريين الذين وفدوا إليها كعلماء ومفكرين ورجال دين، وقد ذكر ذلك (تاريخ أوغستي) (L,Histoire Auguste) وكان لها تأثير كبير على زوجها الإمبراطور وأفسح لها مجالاً واسعاً في الحكم ونالت من ذلك تكريماً كبيراً.
ولدت جوليا دومنا ولدين الأول باسيان وأصبح إمبراطوراً لروما تحت اسم مارك أوريل أو (كاراكالا) والثاني جيتا الذي قتله أخوه بعد موت أبيه ليرث مكانه في الحكم.
كذلك اعتمدت جوليا دومنا على شقيقتها جوليا ميزا التي جاءت معها من حمص مع ابنتيها الشابتين الجميلتين، وقد كان لجوليا ميزا تأثير في السياسة وتحويل المجتمع الروماني نحو الحياة الشرقية ونشر العادات والتقاليد السورية، وهي زوجة لأحد السوريين ولها منه ابنتان جميلتان هما جوليا سوميا التي تزوجت ابن خالتها كاراكالا، وجوليا ماميا التي تزوجت ابن كاراكالا الإمبراطور إيلاغبال، ويعتبر كاراكالا من أبرز الأباطرة الرومان الذين تركوا آثاراً اجتماعية هامة، لكنه قتل في ريعان عمره وقمّة مجده في حران شمالي سورية، ويقال: إن جوليا دومنا قد ماتت حزناً على ابنها كاراكالا بعد أن امتنعت عن الطعام ودفنت في مدفن (أوغست) في روما باحتفال مهيب.
زنوبيا ملكة تدمر 268– 273م
زوجة أذينة الثاني، تسلمت الحكم عام 268م بعد وفاة زوجها وصية على ابنها وهب اللات، وزنوبيا هو اللفظ اليوناني لاسم هذه الملكة، أما اسمها في اللغة التدمرية فهو (بت زبّاي) ومعناه (ابنة العطية) كانت زنوبيا جميلة الخلقة متمرسة في فنون القتال ذات أخلاق رفيعة وعلى درجة عالية من الثقافة، أحاطت نفسها بالمفكرين والفلاسفة أمثال (لونجيتوس)، وكان بولس السميساطي أسقف أنطاكية أحد وزرائها المبرزين، استطاعت زنوبيا أن تفتح آسيا الصغرى، وغدا الشرق من البحر الأحمر والبوسفور حتى غربي النيل متحرراً من سلطة روما وتابعاً لتدمر، أي أخضعت مصر وسورية وآسيا الصغرى.
* فينيقيا: الاسم من فينقوس ابن آجينور بدمشق، وهناك من يقول من الأرجوان (فينقرادفوني؟،،)
* حمل كاراكالا هذا الاسم لأنه كان يرتدي الكاراكال وهو رداء سوري يشبه العباءة.
د، غيد بيطار