
.لم يعرف شيء عن هذا الإله قبل اكتشاف أوغاريت..
فقد بينت لنا الوثائق الأوغاريتية المكتشفة في أوغاريت إن هذه المدينة كانت تشغل مركزاً كبيراً للانتاج الحرفي عكست تطوراً مكثفاً لهذا الانتاج ..مما يؤكد المستوى الرفيع الذي بلغه تطور الحرف ..وكان يلبي حاجات أفراد المجتمع..
وكان حامي الحرف في أوغاريت هو الإله الحرفي "كوثر وحاسيس" ويأتي اسم هذا الإله في نصوص أوغاريت مركباً تصفه بالمهندس المعماري والحداد الماهر الذي يعرف صهر وتركيب المعادن.. فهو الذي يبني قصراً ومعبداً لبعل علي قمة جبل صافون مصنوعاً من المعادن النادرة ..وهو الذي يصنع القوس الشهير الذي يقدمه كوثر للملك العادل /دانيل/ ويهديه لأبنه أقهات.. وهو الذي يصنع أسلحة لبعل في صراعه مع يم..ومع موت..
والإله كوثر وحاسيس يمثل في نصوص أوغاريت /المعرفة والحكمة والابتكار والتقنية ../لذلك لانستغرب ان اسمه /كوثر/يعني بالكنعانية /الناجح في عمله /أو معلم في الصنعة / كما نقول اليوم ..أما لقبه حاسيس الذي يلازم أسمه فهو يعني الحاذق أو الراسخ في العلم ..ولكوثر لقب آخر هو في الأصل /ه.ي.ن/ وقد قربه العلماء من كلمة /ه.ا.و.ن./السريانية وهي تبدو مشتقة من الكنعانية القديمة الاولى وهي /هيّن/بعنى سهل ..اي الشخص الذي كل شيء عنده هيّن لمعرفته العليا في كل الأمور ..
ولا نزال نستعمل كلمة هيّن إلى يومنا هذا…..
أوغاريت ستبقى مالئة الدنيا وشاغلة الناس …
أوغاريت نصوصها تتحدث عن آلهتها….
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم…