اجرى الحوار لموقعي نفحات القلم . والسفير- سورية
رفعت شميس – منيرة احمد .
عندما وصلنا قبل الساعة الثامنة صباحا إلى مكتب السيد المحافظ توقعنا أننا سننتظر طويلا لكننا فوجئنا أن السيد المحافظ قد سبقنا وهو بانتظارنا .. وكان هذا الحوار .
* سيادة المحافظ ، نحن وإياكم نكمل بعضنا لنصل الى ما نصبو اليه خدمة للمواطن ، وليست غايتنا تعرية السلبيات والإشارة اليها بقدر ما نسعى للكشف عن الايجابيات وتعزيزها . حبذا لو تحدثونا عن الواقع الخدمي في ظل الأزمة ولا سيما ان المحافظة تتحمل أعباء كبيرة وكثيرة مع ازدياد عدد السكان بقدوم الوافدين إليها من محافظات أخرى.
** منذ بداية الازمة بدأنا بالتكيف مع ظروفها ولم نجعل تلك الأزمة شماعة نعلق عليها الصعوبات التي تواجهنا وبذات الوقت لم ننس التحديات التي تواجهنا في العمل .. هناك تكامل وتنسيق للجهود ما بين الجهات المعنية في المحافظة – الادارة السياسية – السلطة التنفيذية – مجالس المدن – المنظمات . والجيش .. هذا التكامل من شأنه ان ينعكس بشكل ايجابي على المواطن .
* لا شك هناك حالات سلبية يفرضها الواقع .
** لا يخلو الأمر .. وعندما تواجهنا بعض السلبيات نسعى لمعالجتها بوقتها فما يهم المواطن هو ما نستطيع أن نقدمه له .
* هناك من يعمل فوق طاقته – سواء في القطاع الصحي – المشافي – المخابز – مراكز توزيع الغاز . كيف تتعاملون مع هذا الوضع ؟
** لدينا ما يقارب المليون ونصف وافد ولكن ليس بالضرورة أن هذا العدد كلهم مهجرون من مناطقهم بسبب أعمال إرهابية وسيطرة المسلحين في مناطقهم ، فهناك من طلب الامن والامان من بعض المحافظات وهناك من لحق بأبنائه الذين يدرسون في الجامعة هنا وهناك من هم ابناء محافظة اللاذقية نفسها الذين كانوا متوزعين في محافظات اخرى بحكم طبيعة عملهم الوظيفي واضطروا للعودة . وهذا ما ادى الى زيادة الطلب على الخدمات (الغاز -المازوت – الخبز — الماء ..)فلم يكن هناك حساب لاكثر من خمس سنوات مستقبلية من حاجة المواطنين . ومع ذلك فنحن نضع في سلم اهتماماتنا ولا اقول همومنا احتياجات المواطن فنتابع عن كثب وبشكل مباشر وغالبا بشكل شخصي مشاكل الكهرباء وتوزيع الغاز وباقي حاجات المواطنين الاستهلاكية ..
* هل هناك أزمة غاز في المحافظة ؟
** فيما يتعلق باسطوانة الغاز لدينا إنتاج يومي ما بين 15إلى 16 الف اسطوانة ولدينا عدد من المعتمدين الذين يستلمون مخصصاتهم ، سابقاً .. نعم كان لدينا أزمة غاز ، فقد كانت هناك حالات مخالفة للقانون ومنها ما هو ضمن مؤسسة الغاز نفسها فقمنا ببعض الإجراءات القانونية مثل تغيير الادارة بعد التحقق من وجود حالات فساد ، وبعد ثبوت إدانتهم فضلا عن ذلك كانت هناك اسطوانات غاز تهرب خارج المحافظة من قبل تجار الأزمة وبرعاية معنيين في مؤسسة سادكوب فقمنا باجراءتنا القانونية حيث تم استبدال هؤلاء الفاسدين ، ثم زدنا عدد المعتمدين لتخفيق الازدحام واتبعنا في ذلك أن منحنا رخصا لمن يريد من ذوي الشهداء وذوي الجرحى الراغبين بالعمل كمعتمدين لتوزيع الغاز حتى ولو 50 اسطوانة ، ثم وبعطاء لهم من السيد الرئيس منحة انتاجية 150 ألف ليرة لمن يريد استثمار هذه المنحة بتوزيع الغاز ليكون معتمداً للتوزيع .. وخلال فترة قريبة سيكون لدينا مركز غاز جديد في سقوبين .
* فإذن .. لا يوجد أزمة غاز في الوقت الحالي .
** ليس لدينا أزمة غاز ونأمل من أي مواطن يشتري جرة غاز بالسعر غير الرسمي أن يبادر لمراجعتنا ومع رقم السيارة التي باعته ونحن سنقوم بالاجراءات القانونية على الفور .
* وماذا عن رغيف الخبز ؟
** أنا شخصيا زرت العديد من الأفران الخاصة وراقبت آلية العمل حتى أنني وقفت بالدور لشراء الخبز وطلبت وزن ربطة الخبز للتأكد من التقيد بالوزن . وحدث أن بعض المخابز كانوا يخالفون موضوع الوزن .. وتم إجراء الضبوط اللازمة .
* ونحن في فصل الشتاء يزداد الطلب على مادة المازوت . ما هي الاجراءات التي قمتم بها لتوفير هذه المادة للمواطن ؟
** أي مواطن يريد المازوت لبيته لهدف التدفئة فأنا معه حتى لو كان يريد 1000 لتر ، ونحن مستعدون لمصادرة أي صهريج يخالف القانون فيما يتعلق بتوزيع هذه المادة .
* سيادة المحافظ – عودة إلى موضوع اخوتنا الوافدين : هناك مراكز إيواء ، ولدينا مراكز توزيع معونات وهذه المراكز تشهد ازدحاما شديدا وهناك شكاوى بان تلك المعونات توزع بشكل مزاجي احيانا .
** اولا فيما يتعلق بموضوع العرض ، عندما يكون العرض اقل من الطلب لا شك انه سيكون هناك ازدحام , الشيئ الاخر ان مخصصاتنا في اللاذقية هي ( 22 الف ) سلة غذائية بينما في محافظات اخرى تصل إلى (100الف ) وهذا كان مثلا في ادلب رغم ان المنطقة الامنة فيها لم تكن تتعدى حينها ال /9كم2/ .
لاشك أنه كان هناك سياسة خاطئة في آلية التوزيع فضلا عن وجود حالات فساد عند بعض الممعنيين في الهلال الاحمر حيث كان يتم توزيع معونات لأشخاص مقيمين في المحافظة منذ سنوات طويلة قبل الأزمة وسأعطيكم مثالا حول تصحيح طريقة التوزيع عندما جاء أهلنا من قرية اشتبرق واستقبلناهم والشيئ الجميل أن أهالي المحافظة استضافوا قسما كبيرا منهم في منازلهم فأعطينا معونات للوافدين وامن استضافوهم حتى نخفف عنهم الأعباء ثم صار هناك قيود مدروسة لتوزيع المعونات على مستحقيها فعلا . والملفت أن بعض الجمعيات الاجتماعية التي كانت تستلم المعونات وتقوم بتوزيعها آثارت في الإعلام بانهم لم يتسلموا أية معونات فقمنا بإرسال قوائم تفصيلية لتلك الوسائل التي نشرت وللجهات المعنية تبين كل جهة وما استلمته بالتحديد بدقائق الأمور حتى لو كان مجرد فنجان .
قريبا سيكون هناك طريقة عمل مختلفة سيكون توزيع المعونات بموجب بطاقة باركود وبالتالي لن نجد من يدعي أنه لم يستلم مخصصاته من المعونات .
* سيادة المحافظ ماذا عن غياب الدوريات الراجلة ليلا .. سنأخذ مثالا منطقة جبلة .. لم نعد نر تلك الدوريات في الشوارع الرئيسة والحارت الشعبية .. كذلك هناك بعض الأهمال كأن نرى حفرة في شارع لم يتم ردمها بعد الانتهاء من أعمال صيانة ما . ثم هناك اشغالات للأرصفة .
** الدوريات الراجلة لها دور كبير لمنع حدوث الجريمة أو لنقل دوريات وقائية وسابقا حدث بعض الاعتداء على عناصر تلك الدوريات كإطلاق نار من قبل مجهولين . اليوم يمكن القول وبالتأكيد أن الدوريات موجودة في التقاطعات الرئيسة ، وأنا شخصيا وفي كثير من الأحيان أقوم بجولات ليلية .
فيما يتعلق بالخدمات .. لا شك هناك قلة في الموارد نتيجة الظروف المعاشية . فالإعتماد هو الإعانات التي تأتي من الحكومة للبلديات. ومع ذلك فنحن لا نبرر الإهمال . أما عن إشغالات الأرصفة هذا موضوع يعني اهمال أو فساد بعض المسؤولين ويتحمل مسؤوليته رئيس مجلس المدينة . هناك قسم شرطة المدينة وعليه أن يتخذ الإجراءات لتنفيذ القانون .
* سيادة المحافظ .. زرتم سلمى بعد استعادتها من المسلحين
البنى التحتية بكل ما يتعلق بالدوائر الرسمية والمدارس كلها دمرها الإرهابيون بالكامل . لكننا عازمون على إعادة البناء ، بدءا من الكهرباء حيث تم تأمين عدة مولدات إلى الماء إلى الهاتف . ويمكننا أن نركب ألف خط هاتف علما أن مركز الهاتف قد تدمر , ولكننا يمكننا أن نأخذ خطوط الهاتف عن طريق مركز صلنفة .
والموظفون يذهبون يوميا إلى سلمى ونحن نهيب بالأخوة المواطنين العودة إلى منازلهم وقد راجعنا بعض المواطنين الذين قدموا ثبوتيات عن ملكيتهم لمنازل متضررة وتم تنظيف الضبوط ليصار إلى تخصيص مبالغ معينة من ميزانية إعادة الإعمار لتعويضهم .ونسعى إلى تأمين المواد الأولية من اسمنت ورمل وغير ذلك .
*هل تم الإعلان للمواطنين الراغبين بالعودة ؟,
** نعم بالتأكيد .. وليس إلى سلمى فقط وإنما إلى كل القرى التي تم استعادتها من سيطرة الإرهابيين . وأي مواطن يحب العودة يمكنه ذلك ..
* في نهاية هذا الحوار . ماذا تقولون للمواطن عبر موقعينا السفير سورية ونفحات القلم .
** أشكر السفير سورية ونفحات القلم وأقول: نحن هنا لخدمة المواطن . الباب مفتوح لكل من لديه مشكلة … حتى أن رقم هاتفي في متناول الجميع ، فإن كنت في اجتماع مثلا ولم أرد فليترك من يرد التحدث إلي رسالة ، .. نحن نتابع الواقع لكننا نطمح دائما كي نصل إلى الأفضل .