منيرة احمد –نفحات القلم
اتحفتنا شركات الانتاج منذ سنوات طويلة بما سوقته لنا من مسلسلات غريبة ليس بمفهوم الانتماء الجغرافي بل بما حملته من أنماط حياة وافكار لا تنتمي إلى مكوننا الأخلاقي وبيئتنا التي عملت عليها قلوب وعقول أجيال سبقتنا لتكون ميزتنا من تمسك بالقيم الاجتماعية وسلوكاتها التي تحترم العين والعقل والتي كانت تنمي العاطفة بشكل يحترم نبضه فكانت العلاقات الاجتماعية بالاطار العام ميزة نفخر أننا توارثناها عن أهل قضوا عمرهم في كدين ( كد لكسب مصدر العيش وكد للتربية )
المدبلجات : وقد يقول قائل إنها تعرفنا على حضارات الشعوب – الأخرى وهذا نحتاجه فعلا لكن السؤال هل قامت تلك الشركات بتقديم نتاج تلك الشعوب الفني الحضاري الذي ننشده ؟؟
ويأتي الجواب من خلال ما قدموه من مسلسلات وخصوصا المدبلج من التركية ليكون غالبه سقطات قيمية وحلقات بلا قيمة مضافة .
من بين ما يخفى في تقديم هذا النوع من الاعمال هو ترويج لثقافة ما تظهر الاخر نموذجا فريدا وخصوصا لفئات عمرية معينة وهذا ما تظهره الاستطلاعات من خلال نسبة المتابعين لها
هي تخريب ممنهج لعقول الاطفال لانهم يتابعونها ويحفظونها اكثر مما يحفظون مقرراتهم الدرسية وهذا أيضا واضح من خلال ترديدهم لما يقوله الممثل الذي نال اعجابهم ومن خلال تعلقهم الشديد بحضور تلك الاعمال وكان شاشة التلفاز صارت قطعة من روحهم
قد تقول شركات الانتاج أن تلك المسلسلات لا تكلف اموالا كثيرة كما نحتاجه خلال انتاج عمل فني محلي ,نعم هنا الغاية الربحية مبررة عند تلك الشركات .
(( في عام 1997 حضرنا ورشة عمل عن وسائل الاتصال وتأثيرها خصوصا على الأطفال وحضرت حينها الملحقة الثقافية في السفارة الامريكية قالت : إن المسلسلات والبرامج الامريكية والغربية عموما التي تصلكم وبتعلق بها اطفالكم هي منتجة خصيصا لكم وهي لا تعرض عندنا – لاننا ننتج لهم ما يناسب توجهاتنا ونحن نراقب ما يتابعه الاطفال ….)
نعم هذه بضاعتهم الرخيصة ينتجونها خصيصا لنا وهي فعلا مدروسة من حيث ايصال الرسائل التي يرغبون ايصالها لاجيالنا لنكون نسخة تابعة لهم .
دورنا مسؤولياتنا اكبر من مقال او بضع سطور نكتبها ونرددها ببغائيا , مسؤولية الاسرة والمجتمع لن تعفيها بعض تبريرات وما نلحظه من تغير في سلوكيات الجيل ونظرته للمجتمع بعاداته وتقاليده ح0تى في تصرفاته وردود افعاله مع ذويه واقرانه ومحيطه ومظهره الخارجي الذي يكاد ينفلت من عقال التوجه والنصح خير دليل على التأثير السلبي الخطير على مجتمعاتنا