
– عماد جبور –
منذ ان رأيت وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وهو يجر خلفه نظيره السعودي عادل الجبير معلنا انه سيتم دراسة وقف اطلاق النار في مؤتمر ميونخ للأمن، وانا أتسائل: مع من؟
– هل مع النصرة، أم القاعدة، أم مع داعش، أم مع جيش الاسلام، أم مع جيش الفتح، أم مع أحرار الشام، أم مع جيوش بلاك ووتر التي تعلمت كيف تصيح الله اكبر بالعربية عند كل عملية قتل؟
– هل مع الظواهري ومشروعه أو ابوبكر البغدادي ودولته، مع محمد علوش وإمارته أم مع المخابرات التركية ومشروع السلطان النفطي، أم مع الموساد ومشروع تفتيت كل مابين النهرين، أم المخابرات السعودية التي تنفذ مهمتها في نشر الدين الجديد، مع السي آي ايه ومشروع هندسة الكون باتجاه واحد؟
– أم تريدون وقف إطلاق النار مع شركات النفط العملاقة وشركات السلاح، وتجمع بنوك غسل الاموال، وشركات صناعة الحروب التكنولوجية، وشركات الإتجار بالبشر؟
– هل تذكر سيد كيري طرح ديمستورا بتجميد القتال بمناطق معينة كحلب ودرعا وغيرها؟ الم يكن حينها الرد من قبلكم اكتساح ادلب والوسط السوري مرورا بالجنوب، مع إيصال داعش حتى تدمر، من خلال ضخ آلاف صواريخ التاو التي تجاوزت اي وضع انساني تبكون عليه الآن؟
ياسيد كيري، من أدخل التاو إلى يد أصغر مقاتل، مترافقة مع طعامه ولباسه وترفيهه وحتى آلاف الدولارات في جيبه وهو محاصر، يستطيع ان يدخل الغذاء إلى السكان المستخدمين كدروع بشرية او كأداة ضغط لصنع اللجوء.
سيد كيري، كلنا نعلم أن اللجوء انواع، فمنها الأمني، ومنها الإقتصادي، ومنها الديمغرافي، ومنها حتى الانساني البحت؟ أما أن يكون اللجوء حرب عالمية تخاض اقليميًا ودوليًا وعلى جغرافية محددة لزعزعة الأمن الأوروبي واقتصاده مثلًا، فهذا يعني أن وقف إطلاق النار، يحتاج الى توسعة مروحته؟
نعم سيد كيري، إن "السي آي ايه"، هي الوحيدة القادرة على إعلان وقف إطلاق نار، وحينها فقط سنصدق أن هناك وقف إطلاق نار حقيقي سيطبق على الأرض وعلى الجميع. وطبعًا حينها سنصدق أيضا أن الدموع التي تذرف هي انسانية بحتة، وليست دموع تماسيح وهنا يأتي السؤال الكبير: هل تعرف ما هي دموع التماسيح، أم أنها اصبحت تصنع في مختبراتكم ايضاً؟!
بيروت نيوز