-
محمد بوداي- روسيا
الحلقة الثانية
هكذا تحولت احلامهم الى كوابيس
بتاريخ 13 شباط صرح وزير الخارجية التركي ان السعودية ارسلت طائرات مقاتلة الى قاعدة انجرليك التركية. وبعد مدة تراجع عن كلامه فقال: ان السعودية سترسل الطائرات بنهاية شباط. وصرح المسؤولون السعوديون بانهم سيرسلون 150 الف جندي للتدخل البري في سوريا لاسقاط حكم بشار الاسد. ثم قالوا بانهم سيرسلون قوات خاصة ولم يشيروا الى اسقاط حكم بشار الاسد. ثم قالوا انهم في حال ارسلت المملكة بعض القوات فان هدفها سيكون محاربة داعش. وقطر "العظمى" تردد كل ماتقوله المملكة السعودية "الديموقراطية". وهكذا، بدأت تصريحاتهم زئيرا مزمجرا، ثم تحولت تحت اقدم الجيش السوري وحلفائه الى عواء اجوف، ثم تحولت تحت ضربات السوخوي الى مواء مخنوق. تدخل المملكة السعودية "الديموقراطية" وقطر "العظمى" حسب تصريحات "قادتهم" سيكون ضمن قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وبما ان واشنطن صرحت بانها لاتفكر بارسال قوات برية الى سوريا تكون الجعجعة السعودية – القطرية مجرد كلام فارغ مخصص لرفع معنويات المسلحين المناهضين للدولة السورية لااكثر.
اما بالنسبة لاحلام اردوغان العثمانية، فقد وعده الامريكيون ببسط سيطرته على الاراضي العربية التي كانت خاضعة للعثمانيين وهذا ماشجعها للانخراط في هذه الحرب الدموية ضد جيرانهم واخوتهم بالدين. لم يكن يدور بخلد اردوغان ان الانكليز قدموا للشريف حسين نفس الوعود وعندما انتهت مهمته تخلوا عنه حتى مات في اليونان مطرودا من الفندق الذي لم يستطع تسديد اجرته. وان الامريكيين شجعوا صدام على غزو الكويت ثم حاربوه بتهمة الاعتداء على دولة مستقلة ودمروا بلده وشنقوه. واظن انه حان وقت التخلص من اردوغان فلننتظر المصير الذي سيلقاه. هذا الحلم الاردوغاني تبخر بعد انتهاء المفاوضات الايرانية مع القوى العظمى والتي خرجت ايران منها منتصرة فتقلص طموحه الاقليمي وصار يحلم ببسط سيطرته على سوريا فقط. وبعد التدخل الروسي الساحق، لم يعد اردوغان يحلم بسوريا بل، باقامة منطقة عازلة بطول 200 كيلو متر وعمق 100 كيلومتر ولكن، بعد التقدم البري الكاسح للجيش السوري وحلفائه اصبح كل طموحه بمنطقة آمنة بعمق 10 كيلو مترات. فتبارك صمود جيشنا الباسل، وتبارك دعم حلفائنا العرب الذين ايقظوا البعض من احلامهم. وتبارك السوخوي الروسي الذي حول احلامهم الى كوابيس. -
الحلقة الثالثة
روسيا جاءت الى سوريا لتنتصر بعد الانهيار السريع لقواعد الارهاب في سوريا
جن جنون الثلاثي تركيا والسعودية وقطر خوفا على مصالحهم التي يحلمون بها منذ خمس سنوات. وفي محاولات يائسة لرفع معنويات عملائهم والحيلولة دون استسلامهم بدأوا حربا اعلامية ضروسا حيث روجوا عن تدخل سعودي تركي وشيك، وجرى التركيز على قوة السعودية التي باتت تمتلك السلاح النووي عبر شرائه من باكستان على حد ادعائهم، وان الصناعات السعودية انتجت راجمة صواريخ تسمى"جهنم" وبامكان مجموعة من هذه الراجمات ان تدمر سبعة مدن مثل طهران. بالنسبة للادعاء بامتلاك السعودية للسلاح النووي فهو مجرد تخريف غير مسؤول لان النشاطات النووية في كل انحاء العالم تقع تحت مراقبة الدول الكبرى من خلال منظمات دولية تشرف عليها بحزم ولايمكن لمثل هذه العملية ان تتم سرا. عدا عن ذلك، فان البرنامج النووي الباكستاني كله يقع اليوم تحت قبضة الولايات المتحدة ولاتستطيع باكستان ان تتصرف به حتى وان ارادت ذلك. اما بالنسبة لراجمات الصوايخ "جهنم" وغيرها من انواع الراجمات فهي اسلحة مخصصة لقصف اهداف ومواقع وتحصينات عسكرية في مناطق العمليات الحربية القريبة ولاتمتلك قدرات تمكنها من الوصول الى طهران. وعلى افتراض انها وصلت، فالصواريخ التي تطلقها هذه الراجمات عادية ولاتحمل رؤوسا نووية ولاتحمل شحنات تفجيرية مدمرة تمكنها من تدمير المدن. وان حدث وان تورطت السعودية بالاعتداء على طهران اظن ان الرياض ستدفع الثمن غاليا جدا. الحملة الاعلامية السعودية – التركية تروج ايضا لقرب انهيار روسيا اقتصاديا وعسكريا وانسحابها من سوريا. المروجون لهذه الفكرة يعتمدون في تحيلاتهم على عاملين اساسيين. العامل الاقتصادي: حيث يلوحون باستمرار زيادة السعودية بانتاج النفط لخفض اسعاره في محاولة لتحطيم الاقتصاد الروسي لاجباره على الانسحاب من سوريا كما حصل عام 1989 ابان الحرب الافغانية. والعامل العسكري: حيث يلوحون بتفجير الاوضاع في القفقاس وشبه جزيرة القرم واوكرانيا. وهذا بدوره سيلهي روسيا بمشاكلها الداخلية ويجبرها على الانسحاب من سوريا.
فالى اي مدى يمكن لتلك الحسابات ان تصدق؟ في البداية انوه الى ان القيادة الروسية الحالية تختلف عن قيادة الاتحاد السوفيتي بعهد غورباتشوف الذي اتضح انه كان عميلا للغرب تآمر معها لتفتيت الاتحاد السوفيتي بعكس القيادة الحالية التي بعثة الدولة الروسية بعد ان وصلت الى حافة الانهيار. عدا عن ذلك، فان العقيدة العسكرية بشأن استخدام السلاح النووي ايضا قد اختلفت. ففي الحقبة السوفيتية كانت العقيدة العسكرية تنص على ان الاتحاد السوفيتي لن يكون البادئ باستخدام السلاح النووي. اما في العقيدة العسكرية الروسية الحالية فان روسيا افهمت الجميع بانها بانها ستكون البادئة باستخدام السلاح النووي اذا شعرت ان امنها القومي في خطر. لذا، فعلى كل الحالمين ان يفهموا هذا الامر جيدا، روسيا لن تنهار ولكن هناك دول قد تزول عن الخارطة. روسيا دخلت الى ابخازيا واسيتيا الجنوبية لتنتصر وانتصرت.
روسيا دخلت القرم لتنتصر وانتصرت. الجيش الروسي دمر الجيش الجورجي المدعوم من الناتو خلال عدة ساعات فقط، الجيش الروسي سيطر على شبه جزيرة القرم خلال عشرين دقيقة فقط وذلك قبل ان يعرف الغربيون حقيقة مايجري على الارض وارجو ان تتذكروا هذا جيدا. وروسيا اليوم، تدخلت في سوريا لتنتصر وسوف تنتصر لانه لابديل اخر الا النصر لان سوريا قلعتها الاخيرة. القيادة الروسية امام خيارين:
اما ان تحارب الارهاب في سوريا،
او ان تحاربه في موسكو والقفقاس والقرم وبقية المدن الروسية الاخرى وقد اختارت القيادة الروسية ان تحاربهم في سوريا لذا، لابديل لها عن الانتصار مهما كلف ذلك من ثمن.تابعونا غدا هل تنهار روسيا اقتصاديا؟