تمر شركة “سعودي أوجيه”، ثاني أكبر شركة بناء في السعودية، بأزمة مالية حادة تتواصل منذ 2013 حيث عجزت عن دفع رواتب 56 ألف موظف يعملون لديها منذ نحو خمسة أشهر، بينهم مئات الفرنسيين
ويتهم عمال الشركة العملاقة الإدارة التي يترأسها سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، رجل الأعمال السابق ورئيس الوزراء اللبناني الذي اغتيل في 14 فبراير/شباط 2005، بسوء التسيير الذي أدى إلى إفلاسها المرجح، حسب ما كشف عنه موقع إذاعة فرنسا الدولية “إر إف إي”.
وحسب شهادات فرنسيين يعملون بالشركة منذ سنوات، نقلت عنهم الإذاعة، فإن المشكلة بدأت في العام 2013، إلا أن الأمور لم تخرج إلى العلن بسبب تخوفات الموظفين من فقدان وظائفهم وطردهم
ويعاني الموظفون خاصة الأجانب منهم، من مشاكل كثيرة، فبالإضافة إلى عدم حصولهم على رواتبهم طيلة أشهر، أغلقت حساباتهم المصرفية ولم يعد باستطاعتهم دفع المصاريف المدرسية لأبنائهم، كما لم تجدد بطاقات إقامة الكثير منهم ما يجعلهم عالقين بالمملكة
وقالت فاليري، وهي أم لأربعة أطفال وزوجها يعمل بالشركة منذ 12 عاما لإذاعة “إر إف إي” إن “بطاقتهم المصرفية جمدت” ولم يعد بإمكانهم سحب المال، وديونهم تراكمت”.
ولتسوية وضعية العمال الفرنسيين، تدخل السفير الفرنسي بالرياض، برتران بيزنسينو، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي عبر توجيه رسالة إلى سعد الحريري، يومان بعد ذلك تلقى الموظفون أجورهم لشهر سبتمبر فقط.
وفي رسالة بعثتها إدارة الشركة للعمال في 16 شباط/فبراير الجاري، شكرت “سعودي أوجيه” موظفيها على “صبرهم”، واعدة إياهم بدفع رواتبهم بانتظام انطلاقا من شهر مارس/آذار المقبل.
ويشار إلى أن الاقتصاد السعودي يشهد أزمة حادة في السنوات الأخيرة، ويرى مراقبون أنه مهدد بالانهيار في غضون خمس سنوات، على غرار دول الخليج المصدرة للنفط ما يقلص إلى حد كبير ميزانيتها بسبب تراجع أسعار البترول.
وحسب توقعات صندوق النقد الدولي فإن السعودية ستشهد عجزا في ميزانيتها قدره 19.4 ٪ في العام 2016.