- أمازلت …؟
- أمازلت تنتظر العائدين
- من الحج كي تستهل السؤال
- وتفصح عن بعض شوق
- إلى البيت يكبر بين الضلوع
- ويكتظ بالطائفين؟
أمازلت تنتهز الاختلاء - لتفزع من كل ذنب أتيت
- ومن كل يوم مضى أو سيمضي
- ويخذلك الاهتداء؟
- أمازال يسرقك
- الانشغال بهم الحياة من الذكر والابتهال
- ويرعبك الموت حد انتفاض الوريد
- إذا فاجأتك ليالي السعال؟
- وكم فاجأتك ليالي السعال.
- . أمازال يدمع قلبك للجائعين
- وتبذل كل الذي في جراب الفقير
- لإخوتك القادمين
- على مهل كالعناء؟
- لأمك إذ يستبد بها الاتكاء
- على جرحها المستفز
- وأيامها القاحلات
- يغربلها البحث عن مستقر
- والمسافات دفق عويل ودفق بكاء؟
- أمازلت تستكثر
- البعض من خبزك البدوي
- على روحك الجائعه
- تحضره في ابتهاج قنوع
- وتمزجه باشتهاء الحياة
- وبين الحياة وبينك
- آماد آه وحزن وجوع؟
- أمازلت تستكثر الارتواء
- من النبع لما يفيض؟
- وكم فاض.
- .كم راودتك المياه.
- . وكم هز قلبك سحر الخرير.
- .. أمازلت صفرا من الأصدقاء
- كأرجوحة في امتداد العراء
- تداهمك الريح
- مابين حين وحين
- ويكبر في صدرك الانزواء؟
- أمازلت طفلا يبعثرك الركض
- بين المراعي
- تلاحقك الشمس سوط عذاب
- وتكره أن يستفيق
- على السفح ذاك الثغاء؟ ***
- هنا كل شيء تغير حتى الفصول.
- . وحمحمة الخيل
- ..حتى الثغاء تطاول..
- حتى تناهى الى السمع
- يم العواء.
أمازلت
*شريفة بدري- تونس