وقف الأعمال العدائية.jpg)
……………….هل هي هدنه أم مناورة ؟
…………………من الرابح ومن الخاسر ؟
ــــــــــــ الكاتب محمد محسن ــــــــــــــــسورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشاطر الكثيرين من الوطنين الغيارى تخوفهم من أي قرار تشارك في صياغته الولايات المتحدة الأمريكية لأنها لم تقف يوماً مع مصالحنا الوطنية والقومية ، هذا فضلاً عن أن أي قرار دولي سيحاول كل طرف تفسيره بما يخدم مصالحه ورؤيته ، ونذكر بالقرار الأممي ( 242)الذي قضى بانسحاب " اسرائيل " من الأراضي المحتلة ، حيث حدث ولا يزال شد وجذب بين الغرب وحليفته "اسرائيل " من جهة وبيننا من جهة أخرى حول " أل التعريف " فهم قالوا : " الانسحاب من " أراض أحتلت " ونحن قلنا الانسحاب "من الأراضي التي أحتلت " فتباعد التفسير/180 درجة .
ومع علمنا أن هذا القرار ــ بوقف الأعمال القتالية ــ لم يكن من الممكن صدوره لولا تقدم الجيش العربي السوري على جميع الجبهات وبتسارع أرعب الحلف المعادي ، ولكن لوعدنا إلى القرارات السابقة التي صدرت في جنيف والتي أسالت لعاب المعارضات بعبارة " حكومة حكم انتقالي كاملة الصلاحية " إلى الدرجة التي ظن البعض أن ما لم يستطع تحقيقه بالحرب سيحققه بالسياسة ، وبأنه بات قاب قوسين أو أدنى من ــ استلام الحكم وتنحي الرئيس ــ ومع ذلك خاب فألهم وفأل أمريكا نفسها ، اي أن الميدان كان دائماً سابقاً ولاحقاً هو الفيصل .
وبالعودة إلى القرار الجديد وبقراءة متأنية نجد بين سطوره اعترافين من الولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت تناور وتكابر حتى وصلت إلى : الاعتراف الضمني بالحكومة السورية كطرف فاعل حيث أعطتها الحق بقتال داعش والنصرة والحركات الارهابية الأخرى ، وكأ نها قالت أيضاً أن الجيش العربي السوري هو المعول عليه كقوة أساسية ورئيسية لقتال داعش وأخواتها ، وإذا ما اضفنا لهذا الاعتراف عدم تحديد من هي " الحركات الارهابية الأخرى " وكانت روسيا تعتبر " جيش الاسلام " و" جيش الفتح " حركتان ارهابيتنان وهما أكبر فصيلين ارهابيين على الساحة السورية ، يكون للجيش العربي السوري الحق بقتال غالبية الحركات الارهابية ، أما ما تبقى من حركات ارهابية صغيرة متناثرة هنا وهناك تدعي أنها تنتمي " للجيش الحر " أوسواه ، فهي ليست بالحسبان ولا تشكل رقماً في المعادلة ، وأعتقد أنها ستكون أمام خيار إما أن تعلن قبولها بالهدنة وهذا يقتضي توجيه سلاحها باتجاه الحركات الارهابية مقابل أن يوقف الجيش تقدمه باتجاهها ، وهذا باعتقادي حتى لو حدث لايتعارض مع ما تسعى إليه الحكومة السورية من اجراء مصالحات جزئية هنا وهناك .
أما الاحتمال الآخر الذي يجب التركيز عليه وعدم اغفاله الا وهو: عدم قبول تلك القوى المسلحه بالهدنة ، عندها تعتبر حتى بالمفهوم الدولي حركات ارهابية ، وللدولة السورية الحق بمواجهتها وقتالها ، وهذا بمفهومه العام هو مكسب تحققه الاتفاقية ، ولنذهب بعيداً في الاحتمالات كأن نفترض أن بعض الحركات المصنفة ارهابية من قبل معسكرنا ، قد أعلنت قبولها بالهدنة ، فما هو مستقبلها السياسي والاجتماعي ؟ ليس أمامها من حيث النتيجة سوى حل واحد إلقاء سلاحها والانخراط في العملية السياسية ، فاذا اعتمدنا جميع المعايير النفسية والاجتماعية والثقافية لهذه القوى ، نخرج وبموضوعية ووفق المعايير الطبيعية أن جميع من انخرطوا في العمل المسلح هم من الفئآت الاجتماعية المتدنية ثقافياً وأخلاقياً والمتعصبة دينياً ــ فسلوكهم دل عليهم ــ ، ولأن جميع المتدينيين وكما قلت في دراسة سابقة غير مثقفين ، والاثبات أن المتدين متمذهب والمتمذهب مغلق على فقه مذهبه إذن هو متعصب ومغلق ذهنياً وغير منفتح على أي حوار منطقي آخر ديني أو مدني ، فهو يعتقد أن فقه مذهبه مقدساً ـــ ولو قاله شيخ المذهب من عشرة قرون ـــ ، والمقدس لايناقش فهو يملك الحقيقة كلها .
وهذا يقودنا إلى أن مثل هذه النماذج لن يكون لها مستقبل سياسي لأنها تعيش في زمن " النانو" زمن التسارع العلمي " بمفاهيم القرن السابع الميلادي ، فحركة المجتمع التطورية العادية ستلفظهم وستركنهم جانباً على هامش الحياة ، أما ممثليهم من المعارضات في الخارج وبكل قناعة أقول : لقد لفظهم تاريخهم ولعنهم وطنهم حتى ووحداتهم الاجتماعية الضيقة ، وهم مدانون من كل المواطنين لأنهم استعدوا العالم ضد وطنهم وأكدوا انتماآتهم وعمالتهم خارج الوطن ، وبكل قناعة أأكدأن لامستقبل سياساً لهم على الأقل حتى لاأجزم أن أرض الوطن باتت حرام عليهم ، هذا فضلاً عن أنه ما دام مشغليهم قد خسروا الحرب فهم كأجراء من باب أولى أن يخسروا ، والخاسر عليه تسديد الفاتورة وليس له الحق بالمطالبة بأية فائدة أو مكسب ، وسيهيمون في بلدان مشغليهم كسقط المتاع ويعيشون هملاً منسيا .
لست مع الأصدقاء المخلصين الغيارى الذين يهاجمون روسيا الاتحادية ، حتى أن البعض قد تمادى إلى الحد الذي يكاد يتهمها بالتآمر على سورية ، هذه المواقف لاتتمتع بأي مقدار من الموضوعية لأسباب عدة منها : أن بوتين رئيس الاتحاد الروسي نفسه قد اعلن أن القتال في سورية هو قتال عن الساحة الحمراء في موسكو ، وبالرغم من أن هذا القول يبدو فيه الكثير من المبالغة هو برأي عين الحقيقة لأن الخسارة مشتركة والربح مشترك ، ففي حالة الخسارة تخسر روسيا الحليف الوحيد على البحر الأبيض المتوسط ، فضلاً عن أن الارهاب سيتمدد إلى الجمهوريات الاسلامية الروسية ، وان نسينا فلن ننسى أن الصمود السوري هوالذي ظهر وأكد القطب الروسي الجديد ، ولكن لابد من الاقرار أن الرؤية السياسية وتفصيلاتها قد تتباين بين البلدين الصديقين ، وليس من الضروري تطابقها في كل المناحي .
نعود إلى الفكرة الأولى التي تقول أن كل طرف سيحاول الاستفادة من " قرار وقف العمليات الحربية " ويشد اللحاف نحوه قولاً وقد يكون فعلاً ، وحتى لانجزم بصحة القرار بكل تفاصيله فإن الأيام القليلة القادمة ستبين مسار الأمور ، أما جعجعة ومحاولات التحالف المعادي قد تعيق ، ولكنني أكاد أجزم أن لاشيء يحول أمام انتصار سورية . وذلك لأن ثلاثة أرباع الانتصار بات محققاً ، ولأن الهزيمة بعد هذا ستكون هزيمة تاريخية ونهائية لمعسكركامل . وعودة بالتاريخ إلى زمن ……………………….الوصايةالأمريكية ، وهذا سيكون ضد حركة ………………………………….التاريخ
نفحات القلم
.jpg)
……………….هل هي هدنه أم مناورة ؟
…………………من الرابح ومن الخاسر ؟
ــــــــــــ الكاتب محمد محسن ــــــــــــــــسورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشاطر الكثيرين من الوطنين الغيارى تخوفهم من أي قرار تشارك في صياغته الولايات المتحدة الأمريكية لأنها لم تقف يوماً مع مصالحنا الوطنية والقومية ، هذا فضلاً عن أن أي قرار دولي سيحاول كل طرف تفسيره بما يخدم مصالحه ورؤيته ، ونذكر بالقرار الأممي ( 242)الذي قضى بانسحاب " اسرائيل " من الأراضي المحتلة ، حيث حدث ولا يزال شد وجذب بين الغرب وحليفته "اسرائيل " من جهة وبيننا من جهة أخرى حول " أل التعريف " فهم قالوا : " الانسحاب من " أراض أحتلت " ونحن قلنا الانسحاب "من الأراضي التي أحتلت " فتباعد التفسير/180 درجة .
ومع علمنا أن هذا القرار ــ بوقف الأعمال القتالية ــ لم يكن من الممكن صدوره لولا تقدم الجيش العربي السوري على جميع الجبهات وبتسارع أرعب الحلف المعادي ، ولكن لوعدنا إلى القرارات السابقة التي صدرت في جنيف والتي أسالت لعاب المعارضات بعبارة " حكومة حكم انتقالي كاملة الصلاحية " إلى الدرجة التي ظن البعض أن ما لم يستطع تحقيقه بالحرب سيحققه بالسياسة ، وبأنه بات قاب قوسين أو أدنى من ــ استلام الحكم وتنحي الرئيس ــ ومع ذلك خاب فألهم وفأل أمريكا نفسها ، اي أن الميدان كان دائماً سابقاً ولاحقاً هو الفيصل .
وبالعودة إلى القرار الجديد وبقراءة متأنية نجد بين سطوره اعترافين من الولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت تناور وتكابر حتى وصلت إلى : الاعتراف الضمني بالحكومة السورية كطرف فاعل حيث أعطتها الحق بقتال داعش والنصرة والحركات الارهابية الأخرى ، وكأ نها قالت أيضاً أن الجيش العربي السوري هو المعول عليه كقوة أساسية ورئيسية لقتال داعش وأخواتها ، وإذا ما اضفنا لهذا الاعتراف عدم تحديد من هي " الحركات الارهابية الأخرى " وكانت روسيا تعتبر " جيش الاسلام " و" جيش الفتح " حركتان ارهابيتنان وهما أكبر فصيلين ارهابيين على الساحة السورية ، يكون للجيش العربي السوري الحق بقتال غالبية الحركات الارهابية ، أما ما تبقى من حركات ارهابية صغيرة متناثرة هنا وهناك تدعي أنها تنتمي " للجيش الحر " أوسواه ، فهي ليست بالحسبان ولا تشكل رقماً في المعادلة ، وأعتقد أنها ستكون أمام خيار إما أن تعلن قبولها بالهدنة وهذا يقتضي توجيه سلاحها باتجاه الحركات الارهابية مقابل أن يوقف الجيش تقدمه باتجاهها ، وهذا باعتقادي حتى لو حدث لايتعارض مع ما تسعى إليه الحكومة السورية من اجراء مصالحات جزئية هنا وهناك .
أما الاحتمال الآخر الذي يجب التركيز عليه وعدم اغفاله الا وهو: عدم قبول تلك القوى المسلحه بالهدنة ، عندها تعتبر حتى بالمفهوم الدولي حركات ارهابية ، وللدولة السورية الحق بمواجهتها وقتالها ، وهذا بمفهومه العام هو مكسب تحققه الاتفاقية ، ولنذهب بعيداً في الاحتمالات كأن نفترض أن بعض الحركات المصنفة ارهابية من قبل معسكرنا ، قد أعلنت قبولها بالهدنة ، فما هو مستقبلها السياسي والاجتماعي ؟ ليس أمامها من حيث النتيجة سوى حل واحد إلقاء سلاحها والانخراط في العملية السياسية ، فاذا اعتمدنا جميع المعايير النفسية والاجتماعية والثقافية لهذه القوى ، نخرج وبموضوعية ووفق المعايير الطبيعية أن جميع من انخرطوا في العمل المسلح هم من الفئآت الاجتماعية المتدنية ثقافياً وأخلاقياً والمتعصبة دينياً ــ فسلوكهم دل عليهم ــ ، ولأن جميع المتدينيين وكما قلت في دراسة سابقة غير مثقفين ، والاثبات أن المتدين متمذهب والمتمذهب مغلق على فقه مذهبه إذن هو متعصب ومغلق ذهنياً وغير منفتح على أي حوار منطقي آخر ديني أو مدني ، فهو يعتقد أن فقه مذهبه مقدساً ـــ ولو قاله شيخ المذهب من عشرة قرون ـــ ، والمقدس لايناقش فهو يملك الحقيقة كلها .
وهذا يقودنا إلى أن مثل هذه النماذج لن يكون لها مستقبل سياسي لأنها تعيش في زمن " النانو" زمن التسارع العلمي " بمفاهيم القرن السابع الميلادي ، فحركة المجتمع التطورية العادية ستلفظهم وستركنهم جانباً على هامش الحياة ، أما ممثليهم من المعارضات في الخارج وبكل قناعة أقول : لقد لفظهم تاريخهم ولعنهم وطنهم حتى ووحداتهم الاجتماعية الضيقة ، وهم مدانون من كل المواطنين لأنهم استعدوا العالم ضد وطنهم وأكدوا انتماآتهم وعمالتهم خارج الوطن ، وبكل قناعة أأكدأن لامستقبل سياساً لهم على الأقل حتى لاأجزم أن أرض الوطن باتت حرام عليهم ، هذا فضلاً عن أنه ما دام مشغليهم قد خسروا الحرب فهم كأجراء من باب أولى أن يخسروا ، والخاسر عليه تسديد الفاتورة وليس له الحق بالمطالبة بأية فائدة أو مكسب ، وسيهيمون في بلدان مشغليهم كسقط المتاع ويعيشون هملاً منسيا .
لست مع الأصدقاء المخلصين الغيارى الذين يهاجمون روسيا الاتحادية ، حتى أن البعض قد تمادى إلى الحد الذي يكاد يتهمها بالتآمر على سورية ، هذه المواقف لاتتمتع بأي مقدار من الموضوعية لأسباب عدة منها : أن بوتين رئيس الاتحاد الروسي نفسه قد اعلن أن القتال في سورية هو قتال عن الساحة الحمراء في موسكو ، وبالرغم من أن هذا القول يبدو فيه الكثير من المبالغة هو برأي عين الحقيقة لأن الخسارة مشتركة والربح مشترك ، ففي حالة الخسارة تخسر روسيا الحليف الوحيد على البحر الأبيض المتوسط ، فضلاً عن أن الارهاب سيتمدد إلى الجمهوريات الاسلامية الروسية ، وان نسينا فلن ننسى أن الصمود السوري هوالذي ظهر وأكد القطب الروسي الجديد ، ولكن لابد من الاقرار أن الرؤية السياسية وتفصيلاتها قد تتباين بين البلدين الصديقين ، وليس من الضروري تطابقها في كل المناحي .
نعود إلى الفكرة الأولى التي تقول أن كل طرف سيحاول الاستفادة من " قرار وقف العمليات الحربية " ويشد اللحاف نحوه قولاً وقد يكون فعلاً ، وحتى لانجزم بصحة القرار بكل تفاصيله فإن الأيام القليلة القادمة ستبين مسار الأمور ، أما جعجعة ومحاولات التحالف المعادي قد تعيق ، ولكنني أكاد أجزم أن لاشيء يحول أمام انتصار سورية . وذلك لأن ثلاثة أرباع الانتصار بات محققاً ، ولأن الهزيمة بعد هذا ستكون هزيمة تاريخية ونهائية لمعسكركامل . وعودة بالتاريخ إلى زمن ……………………….الوصايةالأمريكية ، وهذا سيكون ضد حركة ………………………………….التاريخ
نفحات القلم