مدينةٌ ضائعةٌ
تائهةٌ على تُخوم الهاوية
بلا إشاراتٍ ترشدُ يتيماً نحو المقبرة
و لا كاتباً إلى حديقة المثقفين
أو سائحاً ضلّ كنيسة
دون شرطيّ النافورة وسط البلاد
نافورةٌ أرصفتُها الحمراء و البيضاء يجوبها متسوّل
بذراعٍ واحدةٍ و الأخرى مبتورة المعصمِ
يخفيها تحت قميصهِ المبقّع بزيوت المعلبات
كان شاعر الحانة و مؤنس المهمومين ..
مدينةٌ بلا مأوًى للعجّز المتهدلين البائسين
دون حقٍ يحمي أثداء الأرامل
مِن كُفوف المهووسين
عربي كَمارو السكوحي تونس