منيرة احمد – نفحات القلم
لأنها إنسانة وشاعرة حساسة تؤمن أن الشعر رسالة أخلاقية , من هنا تقول أنها تحب جميع قصائدها , لأنها تكتبها بإحساس يصل المتلقي بعذوبة حاملا رسائل جميلة للحياة , فالقصيدة تكتب الشاعرةالتي يستضيفها موقعنا نفحات القلم بكل المحبة –إنها الشاعرة الشاعرة طهران. صارم
حاورها ونقل تحياتينا ومحبتنا لها الزميل الشاعر فؤاد حسن
*السؤال الأول : الحديث عن البدايات الشعرية ؟
** يعود بي الحديث هنا إلى سنوات ماضية، ففي التسعينيات من القرن الماضي كنت في أولى سنيني الجامعية وكنت أخط على دفاتري بعض الرؤى والصور البسيطة، ومرة خطر لي أن أرسلها إلى إحدى الصحف المحلية، وأذكر أنني بقيت أراقب الصحيفة كل يوم وكأنني انتظر نتيجة امتحان وبالفعل عندما وجدت قصيدتي منشورة على صفحات تلك الجريدة غمرني شعور عامر بالفرح لا أنساه أبدا، وهكذا اعتدت على مراسلة هذه الصحيفة لفترة طويلة حيث كانت تنشر كل ما أرسله فتشجعت وراسلت غيرها، ليصبح لدي عدد لا بأس به من القصائد النثرية، ولكن الظروف المادية حالت دون نشرها في كتاب، وبعد عدة سنوات راودتني فكرة النشر مرة أخرى فجمعت قصائدي الأولى وأصدرتها تحت عنوان "لحن الغريب" سنة 2012 لتكون أولى مجموعاتي الشعرية
. *السؤال الثاني : الظروف والأشخاص الداعمون لاستمرارك .. **
** أي موهبة شعرية ..أدبية ..أو غيرها بحاجة إلى تشجيع
ورعاية معنوية ومادية، ولكن الظروف المادية أعاقت نشر مجموعتي الأولى، رغم أن مقطوعاتي الشعرية نشرت في العديد من الصحف والمجلات، إلا أن هذا لم يكن كافيا .. ومع تحسن الحالة المادية نشرت مجموعتي الأولى على نفقتي الخاصة، بالنسبة للأشخاص المؤثرين في تجربتي أعتقد أن لعائلتي دور إيجابي من خلال تشجيعها واحتضانها وتوفير المناخ الثقافي لصقل الموهبة، فرغم الحالة المادية كانت أسرتي تهتم بالقراءة والكتب وتعطيها حيزاً كبيرا من حياتها، نشأت وكانت مكتبتي تكبر شيئاً فشيئاً وكنت أتشارك مع أشقائي قراءتها والنقاش حولها، وكم أقمنا أمسيات ممتعة جدا من الجدل الثقافي وتبادل الرؤى والأفكار، ما شكّل قاعدة صلبة لتطور ملكتي ورغبتي في الكتابة والشعر بصورة خاصة إلى جانب بعض الكتابات النقدية.
*السؤال الثالث : القصيدة الأكثر قربا منك ..
**في كل مرة يوجه إلي هذا السؤال أجيب بطريقة مختلفة، ربما لأنني أحب كل ما أكتبه فكل قصيدة تعبر عن مكنون من مكنوناتي وتكتبني بطريقة أو أخرى، فأحيانا أميل إلى مجموعتي الأخيرة وأحيانا أميل إلى بداياتي وهكذا، وأعتقد أن هذا عائد للحالة النفسية والعاطفية .
*السؤال الرابع : متى ينتهي الشاعر فنيا ؟؟
** ينتهي الشاعر عندما يكرر ذاته ويجتر صوره دون أي إبداع أو خلق جديد، وهذا ما يحتم عليه تغذية ثقافته ولغته من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين ومن خلال القراءة المستمرة ليكون قادرا على صوغ وابتكار المفردة الجديدة من ناحية اللغة، وليقبض على الصورة المدهشة من الناحية الوصفية .. وإذا لم يكن كذلك فسينتهي مبكرا
. *السؤال الخامس : هناك ما يصنف شعرا ولا علاقة له بالشعر ، من الذي يصنف هذا الشعر وسواه ؟؟
** سؤالك هذا يسلط الضوء على إشكالية كبيرة يعاني منها الوسط الثقافي عموماً والشعر هو أكثر من يقع ضحية هذه الاشكالية بسبب استسهال الكتابة النثرية والنشر، ولهاث دور النشر وراء المنفعة المادية، وأظن أن الكثير مما يكتب اليوم لا علاقة له بالشعر لأنه محكوم باعتبارات بعيدة عن الأدب والثقافة، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة على الشابكة وغيرها ودورها في الترويج المجاني لهؤلاء، ومع تراجع مستوى الذائقة الشعرية عند القراء وخاصة فئة الشباب نجد أن العديد من المجموعات المطبوعة اليوم لا تعدو كونها مجرد صف كلام خال من اللغة الشعرية والصورة، والزمن كفيل بالفرز والغربلة والإبقاء على كل ما هو جيد وإقصاء كل ما هو سيء
. *السؤال السادس : بمن أنت معجبة من الشعراء ؟؟
** في الحقيقة أدبنا العربي فيه أسماء كثيرة لا مجال لذكرها جميعا ولكن أنا من عشاق شعر المتنبي وأبي تمام، وأنا معجبة بشعر أدونيس ونزار قباني ومحمود درويش وهناك شعراء لا يتسع المجال لذكرهم ..
* السؤال السابع : كيف يمكن للشعر أن يكون مؤثرا في العلاقات الاجتماعية ؟؟
وأخلاقية قبل كل شيء، فحين نربي أبناءنا على القيم والأخلاق، نستشهد بأبيات الشعر التي قالها شعراء كبار لنعزز عندهم هذه القيم، إذا الشعر له تأثير كبير في بناء منظومة الأخلاق والقيم إضافة إلى وظائفه الأخرى، وهذه رسالة الشعراء، وإلا فليس هناك أي قيمة لما يكتب إذا لم يؤثر في الناس .
*السؤال الثامن : ما هي أعمالك وما جديدك ؟؟
في رصيدي الآن ثلاث مجموعات شعرية وهناك رابعة قيد الإنجاز إضافة لما أنشره في الصحف والمواقع الإلكترونية بين الحين والآخر .
* ما الذي لم نقله بعد في قناعاتك ؟؟
** أود أن أحذر من استسهال الكتابة الشعرية والأدبية، وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل أن نكون صادقين مع الآخرين، لنحفظ هذا الارث الثقافي العظيم من العبث، فالشعر هو ديوان العرب وهو الذي حفظ لغتهم وقيمها
. وفي. النهاية الشكر الجزيل…. لنفحات القلم. وللاستاذة منيرة أحمد وللشاعر فؤاد حسن..