منيرة احمد – نفحات القلم
تآخي القلوب وانتصار الهدف على الوجع ليس مصادفة
قد يضطر أحدنا لتوجيه عبارة مجاملة لان اللياقة الاجتماعية والعرف الأخلاقي يفرض ذلك وهذا امر لا يطول بل ربما ينقضب الأمر بثوان قليلة ويمضي كل إلى سبيله , لكن ان تجد الناس يتفاعلون معك لساعات طويلة , متناسين حاجاتهم لطعام أو شراب او استراحة فهذا حتما ليس محض المصادفة , هو بالتاكيد فعل إرادي مشفوع بالمحبة وغرادة الاستمرار ومقاومة كل محيطات الحاجة والألم .
ما دفعني لخط هذه السطور , ليس العمل الدعائي لحالة وطنية تتهيأ لها سورية وكل من وجهة نظر مزدوجة يختلط بل يتمازج فيها العام بالخاص ليشكل حالة تحيط بالوطن إحاطة السوار بالمعصم , كل دعاه الحضور بفعل الواجب الذي يسمو عند السوريين تحديدا كميزة لا يشبهها في ذلك احد , ولا تقليد يستطيع الوصول
إلى عمق ذلك التماهي مع الحالة الوطنية , حضرنا عرسا وطنيا بامتياز أقامه أهالي إحدى القرى المتربعة على عرش الجمال جغرافيا ووطنية , ففي قرية العمرونية كان الوطن بكل اطيافه حاضرا بلا مواربة ولا مراباة ولا تكلف , حب الوطن كان الجامع الذي ادى كل منهم واجب الصلاة له بطريقته , وفانق حبهم للوطن عبق ازهار الليمون وبقاء واخضرار الزيتون , وعتق
الانتماء للوطن .
تمايل الفرح مغناجا مع اطفال عبروا بنقا سريرتهم وجمال أدائهم عن حبهم للوطن وإدراكهم ان حضورهم مهما كان بسيطا فهو عنوان يوصل للعالم معنى ان تكون سوريا وهي ميزة عز نظيرها , تغنوا وغنوا وفرحوا للوطن , وتساموا حين وقف المجد يؤدي تحية الإجلال لمن عطروا الأرض بدمهم وارتقوا شهداء , رسموا بقا سورية نراثا وحضارة وعقلا يرسم مستقبلا هم قادته .
إن عدت للقول ان إرادة البقاء لسورية عطرته النسائم ’ منطلقة نحو البناء , نحو المستقبل بثقة , فقد جسده الحاضرون ممن نالوا ثقة سيد الوطن ليكونوا ممثلين وناطقين ومجسدين لطموحات أبناء سورية بالتالي لسورية المنتصرة وجمهور أعلن حبه للوطن , فعقدوا العزم وأوصلوا رسالتهم بانا معك سورية , حيث حضرت بكل مكوناتها , لتكون بانتماء واحد هو سورية , غنوا , عقدوا حلقات الدبكة , ليعلنوا أننا نعرف كيف نضمض الجراح ونحول الألم إلى لوحة فرحة تزهق عاتيات الزمن وتنتصر على ظلاميتة عالم مغرق في الشرور .
أردت وبكل ثقة ان اقول نعم : هذه سورية الباقية , وكلما أثخنوها جراحا كلما كان البلسم اكثر شفاء , كلما اشتدت عليها المحن , اشتد ساعد العزيمة للبناء .
شكرا سورية لانك منحتنا كل هذه القدرة على عشقك , شكرا امنا العظيمة لأنك علمتنا كيف نؤدي فروضا تستحقينها , وكيف يتوضأ المجد باسمك .
من حضر يعرف جيدا كيف خط رسالته للعالم قال فيها :
نعم إنها سورية ام للدنيا …………… فقف وحيي , وبانحناءة إجلال بادرها , وتعطر بانتسابك لمجدها
قالها أبناء تلك القرية باسم كل سوري :
كونوا الوطن بكل ما منحكم إياه من ثقة ونحن وإياكم وطن يستمر سرمدا